الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علماء يردون على فتوى داعش بتحريم صلاة التراويح

علماء يردون على فتوى  داعش بتحريم صلاة التراويح
علماء يردون على فتوى داعش بتحريم صلاة التراويح




كتب ـ داليا طه وعمر حسن
تحدثت كثير من الأنباء عما نقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعى المقربة من «داعش» عن تلك الفتاوى التى تطال حياة الناس الذين يعيشون فى المناطق التى يسيطر عليها داعش فى العراق وسوريا.
كانت البداية مع إعلان داعش بدء شهر رمضان الجمعة بدلاً من الخميس، وهو اليوم الذى أجمعت عليه معظم الدول العربية والإسلامية باعتباره أول أيام رمضان لعام 2015.
وكانت الفتوى الأهم فى هذا المجال تلك التى تحدثت عن إلغاء صلاة التراويح باعتبارها «بدعة»، مشيرة إلى أن كل من يصليها سيتعرض للجلد عقاباً له، على اعتبار أن صلاة التراويح لم تكن موجودة أيام النبى محمد (ص).
ونقلت المواقع عمن يسمى «الإمام بمديرية أوقاف محافظة نينوى» سعدون النعيمي، الخميس، أن «ديوان الحسبة» (الشرطة الدينية) أصدر قراراً بإلغاء صلاة التراويح فى جميع مساجد الموصل، التى يهيمن عليها منذ نحو عام تقريباً.
ووفقا لوكالة المعلومة فإن تقارير أخرى أشارت إلى أن داعش حدد صلاة التراويح بثمانى ركعات، وأن الزيادة فى عددها «بدعة»، وشمل المنع أيضاً ما يسمى بـ«التسابيح البدعية».
ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن شهود، أن داعش «ألزم مساجد نينوى تنظيم محاضرات خلال صلاة التراويح، يلقيها من يختاره وطالب الأهالى بالالتزام بحضور هذه المحاضرات».
وتطرقت أنباء إلى أن داعش أصدر أحكاماً ذات علاقة بالالتزام بالصيام خلال رمضان، لعل أبرزها منع خروج المرأة خلال ساعات الصيام.
فيما قالت وكالة باسينيوز الكردية العراقية، التى نقلت الخبر، إن داعش توعد المصلين، الذين يرتادون مساجد الموصل بغرض صلاة التراويح، بالجلد.
وأشار المصدر ذاته إلى أن أحد أئمة مديرية محافظة نينوى ويدعى سعدون النعيمى، أكد أن ما يسمى بديوان الحسبة أصدر قرارا بإلغاء صلاة التراويح فى جميع محافظة الموصل.
وأضافت الوكالة: إن ديوان الحسبة قرر حظر صلاة التراويح، «لأنها بدعة وضلالة من قبل رجال الدين فى المملكة العربية السعودية ولا يجوز إقامتها إطلاقا».
 ولقد كانت لهذه الفتوى صدى واسعًا حول العالم لأنها الأولى من نوعها التى تلزم بتحريم صلاة موجودة وليس فرض صلاة غير موجودة إذا قارنها بسوالفها من فتاوى داعش، فكانت غير متوقعة وغير مفهومة، إلا أن الدواعش اقتطعوا جزءا من الرواية التى يستندون فيها إلى حرمانية الصلاة، ولأن القطع لا المداواة منهجهم فبتر الدواعش دابر هذه السنة عن جهل كشفه العلماء والأئمة خلال السطور القادمة.
فمن جهته يؤكد  الشيخ سالم عبد الجليل أستاذ الثقافة الإسلامية، إن صلاة التراويح ليست بدعة بإجماع المسلمين، والدليل الذى يستند إليه داعش هش ولا أساس له من الصحة، فالرسول حينما انقطع عن أداء صلاة التراويح فى جماعة كان يخشى أن يؤديها الناس من بعده على أنها فريضة وليست سنّة وصلاها فى البيت، وبعد وفاته أعادها خليفة المسلمين عمر بن الخطاب فى حياة كبار الصحابة، فلو كانت بدعة لما سمح بأدائها هؤلاء الصحابة، بل إن التابعين من بعده ساروا على نهجه وبذلك أصبحت سنة مؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أداها غفر له ومن لم يؤدها لا شىء عليه.
من جانبه أشار الشيخ صبرى عبادة وكيل وزارة الأوقاف إلى أن الرسول كان يقيم ليالى رمضان، مقتبسا من قول الله تعالى: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا» أى أن التهجد كان فرضا على النبى وسنة على باقى البشر، فصلاها الرسول فى البيت كى لا تفرض على الأمة، ومن هنا يمكن القول: إن صلاة التراويح جائزة فى المنزل مثلها مثل الجامع، لافتا إلى أن تنظيم داعش الإرهابى لديه عقدة من الدين ويريد بث الكراهية داخل الناس تجاه دينهم ولهذا يجب أن يبرز دور الأزهر والمؤسسات الدينية بشكل أكبر فى مجابهة فتاوى هؤلاء التى ربما يتسرب أثرها إلى البعض من متواضعى الفهم فى أمور الدين.
وفى سياق متصل أكد الدكتور ناجح إبراهيم القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أن تنظيم داعش يعانى من خلل فى الفهم والفكر يترتب عليه اختلال فى العقيدة لديهم ليتطور الأمر إلى التحريم والتجريم، وفتوى داعش تلك كشفت عن جهلهم الذى طالهم من جميع الجوانب، فهم جهلاء فى الدين ولم يبرز منهم عالم واحد يُعتد بحديثه، وأيضا جهلاء بالسياسة فلا يملكون مقومات الدولة الإسلامية التى لا يعرفون معناها، وكذلك جهلاء بالحرب، وعليه فإن أى فتوى تخرج عنهم ليست من الإسلام فى شىء، وتابع: «صلاة التراويح سنة مؤكدة ولم يختلف عليها أحد من الأئمة الأربعة وهذا إحماع تام ليس فيه نقاش».
وأضاف إبراهيم: إن الفكر التكفيرى تربى على كراهية الناس، والتكفير هو مفهوم معاكس دائما للتفكير فأى إنسان يفكر يكرهه التكفيريون هكذا تربوا لأن التفكير حب والتكفير كراهية وهم يزرعون الكراهية بأفعالهم تلك من سفك للدماء وتشويه أصول الدين، مشيراً إلى أن أعضاء تنظيم مثل داعش لا يعون حقيقة أننا سنقف أمام الله جميعاً وسنسأل على أعمالنا وليس أمامهم، لافتا إلى أن التطرف الداعشى ما هو إلى انعكاس للتطرف الشيعى الذى لولاه لما قامت داعش ولما أطلقت مثل هذه الفتاوى الغريبة.
وأشاد بدور مرصد الأزهر فى محاربة الفتاوى الشاذة التى تصدر عن أى طائفة قائلا: «دور الأزهر قوى فى مواجهة الفتاوى الشاذة الصادرة عن الدواعش أو عن غيرهم ومرصد الأزهر خير دليل على ذلك فقد خُصص لمجابهة تلك الأنواع من الفتاوى ويصدر بثمانى لغات ويتعاون مع مؤسسات علمية أخرى مثل مؤسسة الفتوى».