الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تسعيرة شيوخ القرآن والأزهر فى رمضان

تسعيرة شيوخ القرآن والأزهر فى رمضان
تسعيرة شيوخ القرآن والأزهر فى رمضان




تحقيق: محمد فؤاد
أنزل القرآن فى مكة.. وطبع فى سوريا.. وقرأ فى مصر.. هكذا عرف القرآن الذى يحمله القراء المصريون بين صدورهم.. يحسنون قراءته ويجنون المال من أجل تلاوته وتجويده.. وإمتاع المسلمين بسماعه فى شتا بقاع الأرض، كما يقبل شيوخ مصر على الطيران خلال شهر رمضان بحثا عن الدولارات والتى تتعدى ما يوازيها بالعملة المصرية 50 ألف جنيه عن السهرات، طوال الشهر أحيانا، وتصل إلى 100 ألف جنيه فى بعض الدول مثل الكويت والإمارات، ويتحدد أجر القارئ بالدول العربية حسب الشهرة والإمكانيات الصوتية للقارئ وتاريخه فى القراءة، حاولت «روزاليوسف» البحث فى بورصة المشايخ عن تفاوت الأجور وإجازة الأجرة على قراءة القرآن، فرفض الكثير الإفصاح عنها.. ونتعرف على فاتورة المشايخ والدعاة على الفضائيات فى الشهر المبارك داخل هذا التحقيق.

بعد أن رفض الكثير من الشيوخ والدعاة الحديث فى مسألة الأجور والمغالاة فى السهرات الرمضانية لعدم الكشف عن حقيقة المبالغ المتحصلة مستشهدا بالفنانين، حققت «روز اليوسف» فى الأمر عبر مصادرها الخاصة ومقربين من المشايخ والمقرئين، وتوصلت إلى أن الشيخ محمد محمود الطبلاوى يتصدر المشهد فى أسعار الاحتفالات والأمسيات الدينية ويتقاضى مبلغ 25 ألف جنيه فى الليلة الواحدة، كما يحتل الشيخ الدكتور أحمد نعينع المرتبة الثانى فى الأجور حيث يتحصل على 15 ألف جنيه للأمسية أو الاحتفال، بالإضافة إلى أن الشيخ حلمى الجمل يصل أجره إلى 20 ألفا للاحتفال، والشيخ حجاج الهنداوى 25 ألف جنيه، والشيخ محمود الخشت والمعروف بالقارئ الولى يصل إلى 20 ألف جنيه فى الأمسية، كما يحصل الشيخ محمود صديق المنشاوى على 15 ألفا، وياسر عبدالباسط عبدالصمد 4 آلاف جنيه، وأحمد عوض أبوفيوض 7 آلاف جنيه وطارق عبد الباسط 5 آلاف جنيه.
وتطل الفضائيات علينا كل عام فى رمضان بعدد من الدعاة من مختلف الدول، لكى تحقق أعلى مشاهدة رمضانية، ولكن تواجه بعض الفضائيات مشكلة اعتذار بعض الشيوخ عن عدد من القنوات الفضائية التى لا تمنح الضيف مقابلا ماليا بعد الحلقة، أو بمقابل مادى غير مناسب، وقال بعض المشايخ بشكل صريح لإعداد هذه البرامج «إذا كان هناك مقابل مادى فأنا فى خدمة الإسلام والمسلمين والقناة، وإن لم يتوفر المقابل المادى الذى يليق فأنا مش فاضى».
ووجدت الفضائيات نفسها فى حاجة شديدة إلى الشيوخ، ولهذا قررت تحديد مبالغ مادية لهم نظير مشاركاتهم، وبدأت بورصة الشيوخ على شاشات المحطات التليفزيونية تختلف من محطة إلى أخرى.
أما الدعاة والمشايخ عمرو خالد، وعمر عبد الكافى، ومحمد العريفى، وأسامة الأزهرى، والحبيب على الجفرى، والدكتور على جمعة مفتى مصر السابق، والشيخ فرحات المنجى، وخالد الجندى من أشهر الشيوخ الذين يقبل عليهم المشاهدون فى رمضان، وهؤلاء يتقاضون أجورهم بعقود موثقة أو اتفاقات فى هذا الشهر تقدر بعشرات الآلاف من الجنيهات، فالمسألة عرض وطلب وتتأثر ارتفاعا وانخفاضا حسب جماهير الداعية والتفاف المشاهدين حول برامجه، أما الشيخ محمد حسين يعقوب يحصل على 10 آلاف جنيه فى الحلقة الواحدة، وألف وخمسمائة جنيه فى الحلقة للدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر سابقا، ود.محمد فؤاد شاكر رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة عين شمس سابقا ود.محمد وهدان الأستاذ بجامعة الأزهر.
كما تتفاوت الأسعار بين نجوم مشايخ الفضائيات فى رمضان بين د. مبروك عطية عضو مجمع البحوث الذى يتقاضى 60 ألف جنيه فى هذا الشهر .. ود.سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف سابقا بـ30 الف جنيه ومجدى عاشور مستشار المفتى يبدأ من 2000 جنيه فى الحلقة، وغيرهم.
كما وضعت القنوات الخليجية تسعيرة ثابتة للمشايخ والدعاة فى شهر رمضان تتراوح بين 500 إلى 1000 دولار للحلقة الواحدة على أن يقدم الشيخ أو الداعية على القناة من بعد صلاة العصر حتى وقت الإفطار، حتى تتمكن من عرض إعلاناتها فى هذا التوقيت بأسعار تتفاوت العرض داخل المسلسل أو الفيلم السينمائى على أن تجعل لشاشتها النصيب الأعلى من المشاهدة الرمضانية.
وقال الشيخ محمد الطبلاوى - نقيب قراء القرآن الكريم - إن هناك حوالى 15 ألف قارئ ومحفظ، أعضاء بنقابة القراء وليس للنقابة علاقة بمغالاة الشيوخ فى أجورهم عن السهرات القرآنية، وهذا يرجع إلى شهرة الشيخ وحسن أدائه وتقديره للوقت الذى قطعة فى الانتقال إلى المكان والزمان الذى يعمل به.
وأوضح الطبلاوى أنه لا حرمة فى تقاضى الأجر عن تعليم وقراءة القرآن فى أى مكان عربى أو أجنبى مستندا إلى قول رسول الله «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» وأخذ معلمى القرآن الأجرة على تعليمه لا ينافى حصول الثواب والأجر من الله جل وعلا إذا خلصت النية»
أما الدكتور أحمد نعينع – القارئ المشهور بقارئ الرؤساء والملوك - فرفض الحديث فى المبالغ التى يتقاضاها المشايخ، قائلا: إن هذه أرزاق يقسمها الخلاق وهى حلال، فقد أتى رجل مريض لبعض الصحابة فقرأوا عليه شيئا من القرآن فشفى، فأتى لهم بقطيع من الأغنام ثمن ما فعلوه ليشفى، فسألوا رسول الله لقد قرأنا القرآن على مريضنا فشفى بإذن الله فأعطى لنا بعض الأغنام ثمنا لذلك، فهل لنا أن نأخذه؟، قال خذوه»، ولهذا فالأجر مقابل قراءة القرآن حلال.
مضيفا إن مذهب الشافعية يجوز أخذ الأجرة على قراءة القرآن وتعليمه، سواء أكانت القراءة عند القبر أو بعيدة عنه، مع الدعاء بوصول الثواب إلى الميت.
وقال الداعية  الإسلامى نشأت زراع بأنه يجب عدم كتمان العلم لأن الله وهبه للبعض لكى ينفعوا به الناس والبشرية، ويقول الرسول «خير الناس أنفعهم للناس» ولا مانع من مقابل مادى ولكن غير مبالغ فيه، مؤكدا على أن اشتراط تقاضى  المال مقابل الحديث فى  الدين والدعوة حرام، ومن كتم علما ألجمه الله لجام من نار يوم القيامة، منتقدا التجارة بالقرآن ومؤكدا على أنه غير جائز شرعا.
 وتعجب زراع لمن يدفعون هذه المبالغ ولم ينتفع بها إلا شخصا واحدا، والأولى عمل صدقة جارية على روح المتوفى لنفع أعداد كبيرة من الناس، ولا مانع من أخذ أجر غير مبالغ فيه، وإلا انقلب إلى تجارة، ناصحا الشيوخ والدعاة بعدم المغالاة وعدم كتمان العلم.