الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الأموات» يمنعون الشرطة من اقتحام مخازن الأسلحة بقرية «أبوجندير»




21 كيلو متراً هى المسافة بين قرية «أبوجندير» ومدينة الفيوم.. وهى نفس المسافة بين وداعة وهدوء مدينة السواقى.. ورعب وظلام قرية الموت فالطريق الى ابوجندير محفوف بالمخاطر والسير بشوارعها يمثل النهاية.. الاجواء تشبه ما يحدث فى درعا السورية وسرت الليبية، الاطفال لا يخرجون من منازلهم من هول ما يشاهدونه يوميا من عمليات كر وفر ليل نهار.. البنادق الآلية فى يد الشباب.. الجرانوف والكلاشنكوف يعلو أسطح المنازل، حتى إن الاحصائيات غير الرسمية تؤكد أن عدد البنادق الآلية الموجودة بالقرية وحدها يصل 5 آلاف بندقية آلية بخلاف الآلاف من المسدسات محلية الصنع التى يتم تصنيعها يدويا، بل وصل الحد إلى قيام بعض المهربين إلى احضار صواريخ مضادة للطائرات تم شحنها فى فترة الانفلات الامنى من الأراضى الليبية.
 
المشهد داخل القرية يبدو مرعبا خاصة عندما تغيب الشمس ويبدأ حلول الظلام.. يختفى البشر، وتغيب الحيوانات وتصبح القرية منطقة قتال حيث تعلو أصوات الطلقات من البنادق الآلية فى السماء كما تصوب قاذفات المدافع نيرانها نحو الحقول وقوات الامن تراقب كل ذلك عن بعد.
 
زائرو القرية الذين يتوافدون لأقاربهم توقفوا منذ زمن بعيد فى حين لا يستطيع الغرباء دخولها خوفا على حياتهم ومن يذهب اليها يدور فى خلده شعار الداخل مفقود والخارج مولود.
 
يرى على بخيت موظف أن ملاصقة القرية للصحراء التى تمتد إلى جبل «سعد» حتى الحدود الليبية يلعب دورا كبيرا فى تحول القرية إلى مخبأ للأسلحة حيث تعد أبوجندير أحد منافذ تهريب الاسلحة والذخائر عبر مدقات لا يعرفها سوى هؤلاء خاصة أن لديهم أقارب يعملون ويقيمون فى الجماهيرية الليبية منذ عشرات السنين.
 
ويضيف سعيد لطفى فلاح أن القرية تحتوى على أكبر كم من الاسلحة المسروقة من اقسام الشرطه والسجون خلال ثورة 25 يناير ويتم دفنها فى مقابر القرية بدلا من الاموات وهو ما يصعب على أجهزة الامن محاصرتها ومعرفة مخابئها.
 
ويقول نبيل على عامل إن القرية بها العشرات من مصانع السلاح التى تقوم بتصنيع الاسلحة الصغيرة وهى عبارة عن مسدسات ومفرقعات يتم تداولها بين الاطفال والصغار والشباب وهو ما يشكل خطورة بالغة على أبناء القرية.
 
ويشير مصدر أمنى رفض ذكر اسمه الى أن كميات السلاح الموجودة فى القرية والمهربة عبر الاراضى الليبية عن طريق جبل سعد. يصعب على أجهزة الشرطة استخراجها من المخابئ المنتشرة داخل الحقول والمقابر نظرا للحساسية الدينية التى قد تنفجر فى حالة محاولة اقتحام المقابر وفتحها لإخراج السلاح المدفون بداخلها بدلا من الموتى.