الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عارفة عبد الرسول: بدايتى مع الورشة كانت بـ«حكايات بنت البقال»

عارفة عبد الرسول: بدايتى مع الورشة كانت بـ«حكايات بنت البقال»
عارفة عبد الرسول: بدايتى مع الورشة كانت بـ«حكايات بنت البقال»




حوار-هند سلامة
«حكايات بنت البقال»..هكذا، تروى الفنانة والحكائة الأشهر عارفة عبد الرسول، رحلتها ومشوارها مع فن الحكى المسرحي، والذى أكدت أنها كانت تمارسه منذ نعومة أظافرها بين عائلتها، إلا أنه اليوم أصبح فنا واحترافًا، وتعتبر عبد الرسول من أهم الفنانين، الذين يعملون بفريق الورشة، فى فن الحكي، وهو الفريق الذى تخرج منه عدد، لا بأس به، من أهم نجوم الشاشة على رأسهم الفنانة عبلة كامل وأحمد كمال وسيد رجب ومحمد هنيدى وباسم سمرة ورمضان خاطر وغيرهم، وهى كذلك لا تقل موهبة ومهارة عن هؤلاء، لكن يبدو أن الحظ تأخر عليها كثيرا، فبدأت تظهر مؤخرا، فى عدد من الأعمال التليفزيونية، منها «أبواب الخوف»، «فرح ليلى»، «شمس»، «موجة حارة»، وأخيرا «البيوت أسرار»، الذى عرض خلال شهر رمضان، على إحدى القنوات المشفرة، وعن مشوارها الفني، وتأخر فرصتها فى الظهور، قالت عارفة فى هذا الحوار:

كنت حكواتية دون أن أعرف، أنه فن يمارس، لأننى اعتدت أن أحكى منذ نعومة أظافري، فإذا واجهتنى مشكلة، كنت أحولها إلى موقف كوميدي، ثم أقوم بحكايته لأصدقائى وعائلتي، واكتشف أنها كانت حكاية ممتعة، ويضحك الجميع منها بشدة، بعد ذلك بدأت فى المسرح المدرسي، ثم مسرح الجامعة، وفى إذاعة الإسكندرية، كانوا يريدون وقتها ممثلين، ذهبت للامتحان ونجحت، بعدها التحقت بالفرقة القومية للإسكندرية، وبالتالى فأنا ممثلة مسرح منذ 30 عاما بالإسكندرية، واشتهرت هناك وحصلت على جوائز من المحافظة وكرمنى المحافظ والوزير، وحصلت على 12 جائزة كأفضل ممثلة، وكنت موظفة بوزارة الثقافة، فكنت مديرة مسرح الأنفوشي، ثم نوادى المسرح، لكننى رفضت منصب مدير عام الفرع والإقليم، لأننى لا أحب العمل الحكومي، وعمرى ما جلست على مكتب، وأعتبر نفسى فنانة فقط، لذلك أحب العمل مع الفرق المستقلة.
■ إذن كيف جاءت فكرة الإقامة بالقاهرة والإلتحاق بفرقة الورشة؟
- فى وقت من الأوقات، اكتشفت أننى أدور فى حلقة مغلقة، ولا أقدم جديد، لأن شغل المسرح بالإسكندرية محدود، وكنت أشعر دائما أن هناك شيئًا ناقصًا، لكن منذ افتتاح المكتبة بدأنا نقدم أنشطة مسرحية متنوعة، وفى أحد المرات جاءت «فانيا اكسرجيان»، وهى إحدى أهم الأعضاء المؤسسين لفرقة الورشة، كانت موجودة فى إحدى المرات بالإسكندرية، لعمل «كاستينج» لفيلم للمخرجة اسماء البكري، ذهبت «الكاستينج»، وجلست معها واقترحت أن أحكى لها حكاية، وكانت عن حكايات أبى وعن سوق الحضرة والبقالة، لأن والدى كان لديه محل بقالة هناك، بعد سماعها للحكاية، اقترحت على تقديم عرض حكى معها بالمكتبة، وفوجئت بترحيب واقبال جماهيري، غريب على ما قدمت، وبعد هذا العرض، عرض على مركز الجيزويت تقديم عرض حكى ، ويومها تشاروت مع زوجى الفنان التشكيلى مصطفى درويش، فى نوعية العرض ، واقترح أن اطلق عليه اسم «حكايات بنت البقال»،وفى هذا اليوم كان حاضرا المخرج حسن الجريتلى مدير فرقة الورشة، وبعد انتهاء العرض، أبدى إعجابه الشديد بي، وعرض على أن انتقل معه إلى فرقة الورشة بالقاهرة، وكان أبنائى قد تخرجوا، وتحررت من المسئولية، فأتيت القاهرة، وعمرى 52 سنة، وبالاتفاق مع صديقتى الفنانة ميريت ميشيل، أقمت معها فى القاهرة، وتسهل أمر تواجدى بفرقة الورشة، وأصبحت من أعضائها .
■ ماذا أضافت لك الورشة ؟
- عندما التحقت بالفرقة، كنت أظن أننى أتيت لها بتاريخي، كممثلة أولى بالإسكندرية، وحاصلة على جوائز كثيرة، لكن اكتشفت أن ما تعلمته فى الإسكندرية، كان مجرد «شغل هواة»، لأنه لم تكن على أيامي، قد أسست كلية الآداب قسم مسرح، وبالتالى دخلت فنون جميلة، حتى أحمل لقب فنانة، لكن فى الورشة فوجئت بمدربين من جميع أنحاء العالم، من انجلترا والبرازيل واليابان واليونان، كنا نخضع لتدريبات يومية متواصلة، ومن تدريباتى وجلساتى مع الجريتلي، اكتشفت أننى كنت لا أحسن توظيف واستغلال أدواتى كممثلة أو حكائة، لأنه يهتم بالتدريب على التفاصيل الدقيقة، فى كل شىء سواء فى الحكى أو التمثيل، فهناك أداء معين يجب اتباعه فى نطق الكلام، وأسلوب محدد فى رفع وخفض الصوت حسب الجملة والموقف، إلى جانب أننى تعرفت من خلال الورشة على «فن الحكي»، وعلمت أن الورشة تعمل على هذا النوع من الفن، منذ 25 عاما، ولديها كتاب بعنوان «القصص الشعبي» ألفه رجل بسيط فى الدقهلية، وكرمه مهرجان حكاية، لأنه جمع حكايات الأهالى فى كتاب، وحصل عنه على جائزة البحث المحدود أيام جمال عبد الناصر، وهذا الكتاب تعمل الورشة من خلاله، إلى جانب حكايات أخرى، مؤلفة ومترجمة، سواء حكايات شعبية أو حكايات سيرة ذاتية .
■ فى رأيك هل من الصعب إجادة فن الحكى؟
- بالتأكيد الحكى فن صعب، وبعض الفرق الجديدة، أصبحت تتعامل معه بإستسهال، ودائما نبحث عن تكنيك للحكي، لكن فى حقيقة الأمر، الحكى ليس له تكنيك، لأننى لا أستطيع تدريب شخص على خطوات بعينها، كى يتبعها فيصبح حكاء ماهرًا، هذا غير معقول، فالحكى أصعب من التمثيل، لأن التمثيل إذا كانت الإجادة فيه بنسبة 60%، فهناك عوامل أخرى مساعدة على النجاح ورفع كفاءة موهبة الممثل، لكن الحكى يجمع كل دروس التمثيل التى نتعلمها، لأننى سأكون بمفردى على المسرح، منى للجمهور، فلابد أن يكون الصوت قويًا، واضحًا، وتقطيع الجمل دقيق، ومخارج الألفاظ صحيحة، إلى جانب ضرورة امتلاك مهارة التلويتن فى الأداء، والإحساس بالكلمة، والقدرة على التواصل مع الجمهور، والتفاعل معهم، ويجب أن أعتمد بشكل أساسي، على عفويتى وطبيعتى لأقصى درجة، دون افتعال فى الأسلوب أو الحركة.
■ كيف ترين عروض الحكى التى تقدم اليوم؟
هناك مشكلة أساسية يقع فيها معظم المخرجين، لأنه دائما يريد أن تظهر شخصيته فى العرض، وأذكر أننى شاهدت عرض حكى فى لبنان، كان الجميع يروى حكايات شخصية، بنفس الطريقة، وهذا عيب فى العرض، فعلى سبيل المثال حسن الجريتلي، يتركنى على طبيعتى حتى النهاية، ثم يتدخل فى بلورة وتهذيب بعض الأشياء، عن طريق ملاحظات محددة، لكنه حريص دائما ألا يظهر فى العرض، وهذه هى مهارة المخرج المتمكن، ففى هذا النوع من الفن، لابد أن يكون الحكاء موهوب، ويشعر بكل حرف ينطقه، فأنا دائما أرى ما أحكيه أمامي، ويجب أن يشاهد الجمهور معى ما أشعر به، وأشاهده .
■ فى رأيك ما سر الاهتمام بفن الحكى خلال هذه السنوات على وجه التحديد؟
- لأن هذا الاهتمام حدث على مستوى العالم، وأصبحت هناك مسارح للحكى والقصص، وبدأ الوعى يزداد، كما أننا اكتشفنا أن كل شخص يكتب التاريخ من وجهة نظره لذلك كان لابد من الاعتماد على حكايات واقعية، فعلى سبيل المثال هناك دكتورة فلسطينية تدعى فيحاء عبد الهادي، بدأت فى العمل على جمع حكايات وقصص النساء العواجيز فى فلسطين، وأطلقت عليه اسم «التاريخ الشفهي»، فإذا تحدثت عن حكايات الحضرة بالإسكندرية، وقضية التسعيرة، التى كان من الممكن، أن يسجن فيها أبى شهورًا ويدفع غرامة 1000 جنيه، لأنه تجرأ وزود مليمًا على كيلو السكر، ولم يكن هناك استيراد، فهذا تاريخ غير معروف للجميع، كما أن الورشة أثرت بشكل كبير فى هذا المجال، وخرج منها فنانون كثيرون، أقاموا فرقًا للحكى المسرحى مثل كالابالا، وأحمد كمال وغيرهم، وحسن الجريتلى لا يبخل بشىء على تلاميذه، فهو يشجع الجميع دائما، ويقف إلى جانبهم ويقدمهم بالخارج، وحدث ذلك مع أكثر من فريق .
■ إذن هل ترين فى فن الحكاية حفظاً للتاريخ ؟
- الحكايات تختلف من شخص لأخر، لذلك لا أراها مرجعية للتاريخ، لكننى أرى الحكاية بشكل مختلف، فأرى أنها نوع من العلاج النفسى مثل السيكودراما، تشبه حلقات وجلسات العلاج النفسى للمدمنين، لأن الحكى يصفى النفس، وكل منا سيجد مكانًا يلتقى فيه، وستظهر الفوارق بين الطبقات، وتظهر من خلالها الطبقة المتوسطة من جديد، لأن كل شخص لديه مشاكله فى حدود حياته هذا يقرب بين الناس وبعضها .
■ لم تحصل عارفة عبد الرسول بعد على الفرصة المناسبة فى التمثيل رغم أنك تمتلكين موهبة جبارة ..لماذا؟
- أعتقد لأننى تأخرت كثيرا، فى اتخاذ قرار، الإقامة بالقاهرة وعندما جئت كما ذكرت وعمرى 52 عامًا، تخيلت أن المسألة سهلة،  لكن اتضح أن الأمر صعب للغاية، وكأننى أبدأ حياتى من جديد، والموضوع يحتاج إلى سنوات، حتى يثق فى المخرجون والمنتجون وتأتى لى أدوار مناسبة، وحتى الآن شاركت فى أكثر من عمل، ولا أخجل من الذهاب «للكاسينج» لأننى أعلم جيدا، أن لا أحد يعرفني، لكن تجرأ المخرج أحمد خالد، ومنحنى بطولة حلقة كاملة فى مسلسل «أبواب الخوف»، ثم شاركت بعده فى «فرح ليلى» ثم «موجة حارة»، و»شمس» و»بدون ذكر اسماء» وأخيرا «البيوت أسرار»، ودورى بهذا العمل هام، وكبير وأعتبره من أفضل الأدوار، التى قدمتها، لكن للأسف لم يعرض فى رمضان هذا العام، إلا على القنوات المشفرة فهو يشبه أدورا عبلة كامل، وبعد رمضان سنستكمل حلقات البيوت أسرار، كما أننى مشاركة فى فيلم «سكر مر» إخراج هانى خليفة، إلى جانب جولاتى وعملى مع الورشة، بعد العيد فى مهرجان حكاية بعمان، ثم سنسافر إلى فرنسا خلال شهر ديسمبر.