الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أحزاب «الديكور السياسى» ابتكرها نظام مبارك وازداد عددها بعد الثورة




ذاق الشعب المصرى فى عهد نظام مبارك المخلوع مرارة أحزاب الديكور السياسى التى تجمل صورة النظام ولا تقدم معارضة حقيقية بل كانت تخرج لتؤيد رموز الحزب الوطنى أحيانا حتى قامت الثورة فنشأت أحزاب جديدة غير أن خبراء يؤكدون أن معظم الأحزاب الجديدة، منزوعة الأنياب تأتى فى إطار «ديكور سياسى» فإذا كان نظام مبارك ابتكر فكرة صناعة أحزاب الديكور فإن كثيرا من الشخصيات انشأت أحزابا بعد الثورة للوجاهة بدون تأثير فعلى أو قواعد جماهيرية فى الشارع والمحافظات مما ينبئ بموتها القريب ما لم تدمج لخلق كيانات قوية وقال الخبراء إن أحزاب الديكور فى السابق كانت تعمل لصالح نظام مبارك وبعد ثورة 25 يناير أصبحت تعمل ضد الثورة حتى فشلت جميع مجهوداتها فى صنع أرضية جماهيرية.
 
د. جمال عبدالجواد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية قال إن تخفيف القيود السابقة على إنشاء الأحزاب جعل كثيرين يتجهون لإنشاء أحزاب رغم أن الإعلان عن حزب سياسى يحتاج تأسيسه لسنوات طويلة حتى يتشكل ويظهر قوياً لا أن يولد فى يوم وليلة، حتى يكون لديه كوادره التى تنتشر فى ربوع القطر المصرى كله وإلا سيكون الأمر كما هو حادث الآن مشروع لتأسيس حزب وليس حزبا بالمعنى السياسى الخاص، متوقعا الا تشهد مصر أحزابا حقيقية قبل 5 سنوات من الآن .
 
وأكد عبدالجواد أنه رغم أن عدد الأحزاب الآن يتجاوز 65 حزبا إلا أن ما نعرفه منهم لا يتجاوز 7 أحزاب فقط، لافتا إلى أن النظام السابق كان يقوم بصناعة أحزاب تأتمر بأمره تكون بمثابة الاحتياطى فى حال ما إذا عارضته الأحزاب الحقيقية .
 
أحمد خيرى  المتحدث الإعلامى لحزب المصريين الاحرار قال إن الانتخابات البرلمانية الاخيرة أوجدت أحزابا حقيقية عبرت عنها نسب التميثل بالمجلس، مشيرا إلى وجود أحزاب من أصحاب الاداء الفعال والقوى والتى لن تكون ديكورا مثل حزب الدستور ومصر القوية، مؤكدا أن الوضع الآن أفضل من قبل الثورة التى كان النظام السابق يحرك ويصنع ما يحلو له بالأحزاب بغرض تعزيز أركان حكمه .
 
وأكد خيرى أن الوضع الآن أفضل من الوضع السابق بحيث يمكن للأحزاب ان تعمل فى الشارع دون تضييقات عليها، لافتا إلى أن مصادر التمويل هى التى ستفصل فى بقاء هذه الأحزاب بجانب قدرتها التنظيمية، مؤكدا أن احتمالات الدمج بين قطاعات واسعة من هذه الأحزاب .
 
وأكد عمرو فاروق المتحدث الاعلامى لحزب الوسط أن الأحزاب السياسية وقت النظام السابق كانت تستخدم لتجميل شكل الدولة كى تبدو كذبا وكأنها تتمتع بتعددية سياسية وديمقراطية حتى أن بعض هذه الأحزاب كان يعمل ضد الثورة .
 
وأوضح فاروق أن الأحزاب بعد الثورة استمرت فى دور الديكور ولكن ليس لتجميل النظام هذه المرة وإنما لضعف كياناتها وقلة تنظيمها السياسى وأدائها داخل الشارع، لافتا إلى أن تجارب العالم المختلفة أثبتت أن مراحل التحول الديمقراطى بأى دولة خاصة دول العالم الثالث شهدت اندفاعا نحو تشكيل الأحزاب حتى تتقلص الاعداد إما نتيجة للدمج أو لضعف التمويل .