الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإسراع فى صلاة التراويح ظاهرة سيئة

الإسراع فى صلاة التراويح ظاهرة سيئة
الإسراع فى صلاة التراويح ظاهرة سيئة




كتب -  د. شوقى علام

 من المظاهر السيئة فى صلاة التراويح التى يجب أن تتوقف، ما يفعله بعض الأئمة - خاصة فى مساجد القرى والأرياف - من الإسراع فى القراءة وفى الركوع والسجود والتشهد، فهو لا يكاد يركع حتى يرفع ولا يكاد يسجد حتى يقوم، ويقرأ الفاتحة فى نفس واحد، وهذه الصلاة ضائعة على الإمام وعلى المأمومين جميعاً، وخير للناس أن يصلوا ثمانى ركعات باطمئنان وخشوع من أن يصلوا عشرين ركعة لا يتمون ركوعها ولا سجودها ويكون همهم الأول والأخير فيها أن يفرغوا منها فى أسرع وقت ممكن لينطلقوا إلى أغراضهم ومآربهم الدنيوية، وهذه هى الصلاة التى قال فيها النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف: «تعرج إلى السماء وهى سوداء مظلمة تقول لصاحبها: «ضيعك الله كما ضيعتنى»، وذلك فى مقابل الصلاة التى تتم فى اطمئنان وخشوع فإنها تعرج إلى السماء بيضاء ناصعة تقول لصاحبها: حفظك الله كما حفظتنى.
هذا والاطمئنان فى الصلاة فى الركوع وفى الرفع منه وفى السجدتين وما بينهما فرض وركن وبدونه تبطل الصلاة وكأنها لم تكن، والاطمئنان فيما يقول العلماء هو: استقرار الأعضاء والسكون قليلاً بعد الرفع من الركوع وقبل السجود، وأيضاً بعد الرفع من السجود وقبل السجدة الثانية.. ولا بد أن يطمئن المصلى فى ركوعه وسجوده زمنًا يتسع لقوله: سبحان ربى العظيم فى الركوع أو سبحان ربى الأعلى فى السجود مرة واحدة على الأقل، وإن كانت السنة أن يسبح ثلاثاً على الأقل فإذا لم يتحقق ركن الطمأنينة بطلت الصلاة، ولو كانت فرضاً ووجبت إعادتها وإذا كان الإسراع فى الصلاة مرفوضاً فالتطويل فيها على الناس مرفوض أيضاً، فعلى الإمام أن تكون صلاته خفيفة مع إتمام أركانها ، فإذا صلى الإمام بمفرده أو بمن يوافقه على التطويل فله أن يطول بما شاء، فقد يكون من بين المأمومين من هو مريض أو ذو حاجة. وقد ورد فى صحيح البخارى عـن أنس ابن مالك قال: «ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم من النبى صلى الله عليه وسلم» وفى رواية أخـرى قـال: إن نبى الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنى لأدخل فى الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبى فأتجوز فى صلاتى أى: أخفف فيها مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه».