السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صلاح قنصوة يقرأ.. الديوان الشرقى لجوته




يعكف الدكتور صلاح قنصوة أستاذ فلسفة الجمال بجامعة القاهرة وأكاديمية الفنون هذه الأيام على قراءة كتاب الديوان الشرقى لجوته الذى أنجز ترجمته البديعة الدكتور عبد الغفار مكاوى من الألمانية إلى العربية مباشرة، وهو كتاب مليء بعبير الشرق وأنفاسه وتسرى فيه روح الإسلام وسماحتها وحكمتها واعتدالها، وهو من أجمل أعمال جوته وأكثرها رقة وسخرية وعذوبة وقد تقمص جوته شخصية الباحث التاريخى والحضارى المتمكن فعقب على ديوانه تعليقات وافية أضاف إليها عددا من البحوث والتعليقات التى تعين قارئه الغربى على تفهم عالم الشرق والإسلام.
 
ومع أن جوته قد اقتصر فى كلامه عن العرب على الحديث عن المعلقات وشعرائها وعلى ترجمة قصيدة مشهورة لشاعر جاهلى هو (تأبط شرا) وجد أنه لا يختلف اختلافا كبيرا عن أولئك الشعراء الكبار، كما ترجم جوته ثمانية عشر بيتا من معلقة امريء القيس ووصفها بأنها لينة، مرحة، أنيقة متنوعة الأغراض، أما معلقة طرفة بن العبد فجريئة، جياشة بالعاطفة، متوثبة .
 
أما عن صلة جوته بالإسلام فقد بدأت منذ شبابه المبكر وصاحبته فى كهولته وشيخوخته وكان يشعر بتعاطف عميق مع الإسلام أكثر من غيره من الديانات غير المسيحية، فنجده وهو فى الرابعة والعشرين من عمره يؤلف أغنية تمجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتصوره فى صورة نهر متدفق، فى حين نجده وهو فى السبعين من عمره يعترف بأنه يفكر منذ زمن طويل فى أن يحتفى فى خشوع بتلك الليلة المقدسة التى نزل فيها القرآن على النبى - صلى الله عليه وسلم - وبين السنتين حياة طويلة خصبة اظهر فيها الشاعر احترامه وتقديره للإسلام بمختلف الطرق وهو درس القرآن فى ترجماته اللاتينية والانجليزية والألمانية.