الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النهاية الوشيكة للإرهاب

النهاية الوشيكة للإرهاب
النهاية الوشيكة للإرهاب




كتب - د.محمد محيى الدين حسنين

ما زلنا نعيش موجات إرهاب متتابعة، تقوم بها جماعات الإسلام السياسى منذ أواخر الأربعينيات من القرن الماضى، فى العصر الملكى، محاولة فرض وجودها السياسى، ومرورا بعهد عبدالناصر ومحاولة الانقلاب عليه، ثم نجاحها فى اغتيال أنور السادات الذى فتح لها الأبواب للعمل فى العلن وتطوير تنظيماتها، لم تتوقف فى عهد مبارك الذى حاول مهادنتها وقبول بعض المواءمات السياسية والمراجعات الشكلية، ولم تتوقف بعد ثورة 25 يناير وتعددت اهداف جماعات الإسلام السياسى من استعراض للقوة إلى محاولة السيطرة على مقاليد الدولة إلى تقسيم المجتمع المصرى طائفيا وجغرافيا وتغيير هويته، حتى بلغت ذروتها بعد ثورة يونيو 2013 فامتدت يده لتغتال أبناءنا ورموزنا وتدمر منشآتنا.
ورغم ما عانيناه خلال تلك الرحلة التى قطعها إرهاب جماعات الإسلام السياسى إلا أنها قد كشفت القناع عن تلك الجماعات وظهر أنها ليست إسلامية ولا هى سياسية وكشفت أيضا عن أهدافها وجوهرها التى تشى بضحالة فى الفكر واستراتيجية مهترئة تحمل عوامل الفشل المزمنة التالية، والتى فى داخلها ما ينبئ بأن نهاية الإرهاب أصبحت وشيكة ولا يحتاج إلا أن ترفع عنه أجهزة الإنعاش المتصلة بخزائن وبنوك أجنبية التى تحاول ابقاءه حيا.
أولا: إذا كان الغطاء السياسى لموجات الإرهاب هو معارضة النظام القائم ومحاولة تغييره، فإن استخدام السلاح لم يكن فى يوم أداة سياسية لتحقيق ذلك ولن يؤدى إلا إلى الفوضى، ومن ثم فإن هذا الغطاء يمثل خداعا لم يعد ينطلى على العامة وبالتأكيد على الخاصة واستمراره لن يؤدى إلى كسب أرض جديدة أو نصر سياسى بل إلى تزايد روح المقاومة الشعبية والرغبة فى مواجهته وخسارة للبقية الباقية من أى تعاطف قد يكون باقيا لدى البعض.
ثانيا: رفع الشعارات الدينية وتحويل الإرهاب ليأخذ شكل الحرب المقدسة لحماية الإسلام فى الوقت الذى يرى فيه المسلمون أن مقدساتهم وقيمهم يتم إهانتها، وان دم المسلم أصبح مباحا، جعل تلك الشعارات تفقد معناها وأدت إلى النفور من تلك الجماعات وأصبح واضحا أنها لا تخدم إلا من يحركها ويمولها، ودروس التاريخ تؤكد أن ذلك النوع من الحروب مكتوب عليها الفشل، والحروب الصليبية التى جاءت تحت ظل الصليب وبدعم من دول أوروبية وحروب الخوارج والمتطرفين خير دليل على ذلك.
ثالثا: من الواضح أن قادة الجماعات الإرهابية وفى غمرة استعدادهم للتحالف مع الشيطان لإقامة دولتهم المزعومة قد غاب عنهم جهلاً أو غباءً أن القوى الأجنبية التى يتحالفون معها لن تساعدهم فى اقامة خلافة إسلامية كما يزعمون، وإنما ستساعدهم على تفتيت الأمة الإسلامية وستكون تلك الجماعات أول من يضحى بهم حال وصول تلك القوى الى ما تصبو إليه.
رابعا: ساعدت الجماعات الإرهابية على رواج بضاعة تجار المخدرات وتجار السلاح واصبح ثلاثتهم يمثلون مثلثا حديديا يخنق شباب الأمة واقتصادها ويهدد مستقبلها وتحولت المعركة إلى معركة وجود لكسر أضلاع المثلث وما حدث فى 30 يونيو 2013 كان مقدمة لحرب شرسة شاهدنا فصلا منها مؤخرًا يقودها جنود القوات المسلحة والشرطة ومن ورائها ظهير شعبى لم ترهبه الاغتيالات وإنما زادت من تصميمه على الانتصار عليه.
وستظل مصر وسطية متدينة فى غير غلو، متسامحة فى غير ضعف، رافضة للتطرف ناحية اليسار أو اليمين، وكما كانت مصر هى الصخرة التى تحطمت عليها أحلام الصليبيين والتتار وغيرهم ممن أرادوا الشر لهذه الأمة فإنها ستكون رأس الحربة التى ستقضى على تلك العصابات الإرهابية.