الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

وجدى الكومى: «خان الخليلى» أبرز الأعمال الأدبية التى تناولت حياة المصريين فى شهر رمضان

وجدى الكومى: «خان الخليلى» أبرز الأعمال الأدبية التى تناولت حياة المصريين فى شهر رمضان
وجدى الكومى: «خان الخليلى» أبرز الأعمال الأدبية التى تناولت حياة المصريين فى شهر رمضان




رمضان شهر الذكريات والروائح الملونة بألوان الفوانيس والياميش وأصوات التواشيح الدينية. لكل منا رمضانه الخاص ذلك البعيد أيام الطفولة والذى نحتفظ به قابعا فى الذاكرة لا يتزحزح مهما مر الزمن عليه. نستجير به فى الأوقات العصيبة ليذكرنا بروائح وأصوات وألوان قد تريحنا من متاعب حياتية عابرة وتسرى عنا. معا نبحر فى رمضانات المثقفين لنشاهد بأعينهم ما عايشوه

رمضان شهر الذكريات والروائح الملونة بألوان الفوانيس والياميش وأصوات التواشيح الدينية. لكل منا رمضانه الخاص ذلك البعيد أيام الطفولة والذى نحتفظ به قابع فى الذاكرة لا يتزحزح مهما مر الزمن عليه. نستجير به فى الأوقات العصيبة ليذكرنا بروائح وأصوات وألوان قد تريحنا من متاعب حياتية عابرة وتسرى عنا. معا نبحر فى رمضانات المثقفين لنشاهد بأعينهم ما عايشوا.
يقول الكاتب الشاب وجدى الكومى عن رمضان وقراءاته فى هذا الشهر: «لا أضع عادة كتباً معينة فى قائمة القراءة أخصصها لشهر رمضان، قائمة الكتب التى أقرأها هى تلك الكتب التى تحيط بى من كل جانب، سواء على مكتبى فى المنزل، أو بجوار فراشى فى حجرة نومي، أو تلك التى أقرأها فى المواصلات، أقرأ حاليا عدة كتب فى نفس الوقت، هذا يجعلنى أشعر بإنجاز أكبر فى القراءة، ولا أعتقد أن هذه الكتب ستنتهى قريبا، أقرأ رواية المزحة لميلان كونديرا، ورواية طبل الصفيح لجونتر جراس، ومجموعة قصصية صغيرة الحجم تذهب معى وتجيء فى حقيبتى اسمها «النوادر» لألبرتوا مورافيا.
ويضيف: «كل شيء يتوقف أثناء نهار رمضان، لا أستطيع التركيز فى فكرة أو كتابتها أثناء نهار رمضان، ولا أظن أن هذا متعلق بالصيام، أعتقد أن مرد ذلك لكونى كائناً ليلياً فى الأساس، أعمل من منتصف الليل، حتى مطلع الفجر، وذلك هو الشيء الوحيد المتعلق برمضان».
أما عن ذكرياته فى رمضان فيقول «لا أنسى أبدا والدتى رحمها الله، حرصها على أن نلتقي، أنا وأشقائى فى الشهر الكريم، حرصها على أن تجمعنا حولها، كانت أحرص الناس على أن نتواد، وأن نتزاور، تمر بى ريحها كل رمضان، وأدعو الله لها أن يتغمدها فى رحماته، وصار الشهر بالنسبة لى متمما لأعوام رحيلها، كل رمضان أقول لنفسى: يمر هذا العام كذا سنة على رحيلها، على الرغم من أنها لم ترحل فى رمضان، لكن الشهر الكريم كان بمثابة علامة على رحيلها.
ويستطرد: «نشأت فى منطقة حلمية الزيتون بقلب القاهرة، أبرز ما أتذكره من الأجواء الرمضانية آنذاك، أننا – أطفال الشارع - كنا نتجمع فى منزل واحد منا لإعداد الزينة التى سيتم تعليقها فى الصباح التالى بين البلكونات، هذه كانت طقسة ليلة رمضان، كنا نلتقى ونحصى أوراق الزينة الملونة التى نشتريها ويا للعجب من مصروفنا الصغير، ونعكف على قصها، ولصقها فى حبال قوية، وكذلك لوحات نعدها على أقمشة، ونقوم بتخريمها لتتحمل عصف الهواء، والفانوس الخشبي، الذى كنا نصممه، ونعمل على تثبيته بالمسامير، وتغليفه بالورق الملون أيضا، ثم تطور هذا الفانوس بعد ذلك إلى الفانوس الحديدى، الذى جمعنا أموالا من بعضنا البعض، لشرائه، كان فانوساً كبيرا، وضعنا فى شقة أحدنا طيلة العام، ثم قمنا بتعليقه لدى حلول الشهر الكريم، لا أتذكر مصير هذا الفانوس الآن.
وأرى دائما أن عمل أستاذنا الكبير نجيب محفوظ «خان الخليلي» هو أبرز الأعمال الأدبية فى الرواية العربية التى تناولت حياة المصريين فى شهر رمضان فى فترة من الفترات، ولا أتذكر عملا غيره، وربما كان هناك، لكن هذا العمل هو الذى ظل منطبعا فى ذاكرتي.