الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشيخ «المراغى» رافض الانحناء لملك الانجليز

الشيخ «المراغى» رافض الانحناء لملك الانجليز
الشيخ «المراغى» رافض الانحناء لملك الانجليز




كتب: بشير عبد الرؤوف
سبعون عامًا مروا على وفاة الشيخ محمد مصطفى المراغى، شيخ الازهر الاسبق، الذى واجه صلف الاحتلال الانجليزى بقوة إيمانية وطنية خالصة، رافضا الانحناء إلى الملك البريطانى على الهند جورج الخامس. وتعامل معه بندية وكبرياء، وبمناسبة الذكرى السبعين ننشر لاول مرة صورة قبره الذى يقابل مسجد السيدة نفيسة بجنوب القاهرة، والذى تفوح منه الروائح العطرة، مذ ان دفن فيه ليلة 14 رمضان 1364.
فمحمد مصطفى المراغي، عالم أزهرى وقاض شرعى مصرى، شغل منصب شيخ الأزهر فى الفترة من 1928 حتى استقالته فى 1930 ثم تولى المشيخة مرة أخرى عام 1935 وحتى وفاته فى 22 أغسطس 1945، وينتهى نسبه الشريف إلى الحسين بن على وفاطمة الزهراء بنت النبى (محمد صلى الله وعليه وسلم).
ففى فترة توليه القضاء الشرعى فى السودان، اعتزمت الحكومة البريطانية أثناء احتلالها للهند أن تحتفل بتنصيب الملك جورج الخامس إمبراطورا على الهند فأصدرت الأوامر إلى الأعيان وكبار الموظفين فى السودان أن يسافروا إلى ميناء «سواكن» لاستقبال باخرة الملك، وهى فى طريقها إلى الهند، حيث تتوقف لبعض الوقت، وكان فى مقدمة المدعوين الشيخ المراغى (بصفته قاضى السوادن) وكان البروتوكول يقضى بألا يصعد إلى الباخرة أحد غير الحاكم الإنجليزى، وأما من عداه فيمكثون بمحاذاة الباخرة ويكفى أن يشرفهم الملك بإطلالة عليهم، وعلم الشيخ ذلك الترتيب فأخبر الحاكم الإنجليزى بأنه لن يحضر لاستقبال الملك ألا إذا صعد مثله إلى الباخرة لملاقاته.
تحرج الإنجليز وكثفوا اتصالاتهم ومن ثم غيروا الترتيب، وصعد الشيخ المراغى بكبرياء  قوة للسفينة وقابل جورج الخامس، فاستنكر عدد من الحاضرين من الإنجليز عدم تبجيل المراغى للملك وقالوا له: «كان ينبغى أن تنحنى للملك كما ينحنى كل من يصافحه» فرد عليهم قائلا: «ليس فى ديننا الركوع لغير الله».