خلايا الإنسان تنال الخير من الصيام

بقلم د. أحمد على سليمان

أثبتت الأبحاث الطبية والدراسات العلمية المستندة إلى التقدم الهائل فى العلوم الطبية والهندسة الطبية وتكنولوجيا الغذاء وعلوم الكيمياء الحيوية أن كل خلية تنال الخير من الصيام فهو يخلص الجسم من السموم التى تعطل العافية وترهق الصحة وتأخذ من نضارة الانسان وحيويته. ولقد ثبت تاريخياً وعلمياً أن الأمم السابقة بادرت إلى ترويض أجسام أبنائها على الصيام منذ فجر التاريخ ومنذ القدم عندما كانت تريد المجد لذاتها وتخليد ذكراها. وهكذا تثبت الأيام - كل يوم - أن تشريع الله تعالى للصيام اشتمل على فوائد عديدة للمسلم فى الدنيا وأيضا فى الآخرة، ومن ضمن هذه الفوائد: الفوائد الصحية التى تعود على المسلم من الصيام، والرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: (صوموا تصحوا).. ذلك أن الإكثار من الطعام يؤدى إلى خلل فى بنيان الجسم، وخلل فى قواه، الأمر الذى يضعف الصحة العامة للإنسان، والإسلام يطلب من أتباعه أن يكونوا أقوياء أصحاء تجرى فى عروقهم دماء العافية، كما أن تراكم الطعام يؤدى إلى التخمة ويضعف القلب، ويجعل الإنسان خاملا فى جل الأوقات.. من أجل ذلك - وغيره - شرع الصيام ليخلص الجسم مما ران عليه طوال العام.
وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة فى بلاد الغرب أن الصيام الإسلامى يحقق سلسلة كبيرة من المزايا والمكاسب الصحية أهمها أنه: يجدد خلايا الجسم ويستهلك الخلايا الميتة.. علاج ناجع جدا لاضطرابات الأمعاء المزمنة. علاج لضغط الدم.. علاج لمرض السكر.. علاج لتصلب الشرايين.. علاج لالتهابات المفاصل.. يُفنى المواد الراسبة فى البدن لاسيما فى أبدان المترفين وقليلى العمل والحركة.. يجفف الرطوبة الضارة ويطهر الأمعاء من السموم ويذيب الشحوم التى تؤثر على القلب تأثيرا سيئاً.. ينقى الأجسام مما علق بها من أمراض طوال العام، فالمعدة بيت الداء، والحمية بيت الدواء، والرسول (صلى الله عليه وسلم) قد أكد هذه الحقائق منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان فقال: (ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشربه وثلث لنفسه) (أخرجه أحمد). وهكذا يأتى الصيام ليكون دواء مهما لمعظم الأمراض، لاسيما أمراض الحضارة، ومن ثم فهو دواء ناجع وغير مكلف لهذه الأمراض دون أن يُوقع على الشخص كشفا أو يأخذ أجرا، بل إنه دواء وعبادة يتقرب بها العبد إلى خالقه ومولاه.. وبالجملة فالصيام يقوى صحة المسلم ويجدد نشاطه ليصبح المسلم قويا كما أراده الله: (المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف).