الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أزهريون: إعادة تداول الرسوم المسيئة للرسول استفزاز للمسلمين

أزهريون: إعادة تداول الرسوم المسيئة للرسول استفزاز للمسلمين
أزهريون: إعادة تداول الرسوم المسيئة للرسول استفزاز للمسلمين




كتب - صبحى مجاهد
حذر علماء الأزهر الشريف من استفزاز المسلمين مرة أخرى ولكن تلك المرة خلال شهر رمضان  بعد قيام   حزب النائب الهولندى المعادى للإسلام غيرت فيلدرز، بعرض رسوم كاريكاتورية تمثل النبى محمد صلى الله عليه وسلم، على التليفزيون الحكومى.
فمن جهته قال وكيل الأزهر د. عباس شومان: نصيحتى إلى الغيورين على دينهم تجاهل هذا الأمر، وعدم إحداث أى ردة فعل عنيفة لأنها لن تسهم إلا فى زيادة شهرة تلك الأعمال، واتساع دائرة الإساءة لديننا الحنيف ورسولنا الكريم،وعلينا أن نكثف الجهود فى التعريف بقيم ديننا وسماحته وتجاوزه عن المسيئين وقبوله للآخر.
أضاف: إن هيئة كبار العلماء أكدت من قبل أن ردود الفعل الإسلامية يجب أن تتسم بالحكمة، وأن تزيد من إيضاحها لحقائق الإسلام ومقدساته ورموزه، وأن تبتعد عن أخذ البريء بذنب المسىء، مشيراً إلى أنه يجب أن يتحلى عقل المسلم بالوعى والرؤية الموضوعية لحقيقة هذا المشكل القديم «والجديد» بل المتجدد «فتزييف صورة الإسلام ورموزه ومقدساته أمر قديم، بدأ مع ظهور الإسلام» بل هو سنة من سنن التدافع بين الحق والباطل، تحدث عنها القرآن الكريم عندما قال: «وكذلك جعلنا لكل نبى عدوًا من المجرمين».
فيما دعا د. إبراهيم نجم -مستشار مفتى الجمهورية - إلى التعامل مع إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم بالحكمة لا بالحماقة وبالأسلوب الهادئ لا بالاندفاع الزائد مطالبًا بعدم تكرار سيناريو الدنمارك السيئ الذى مازلنا نعانى من تباعاته حتى الآن.
وقال مستشار المفتى إنه يجب أن يستمع العالم إلى العقلاء من أتباع الديانات المختلفة وينصت إلى مطالبهم التى يكررونها عقب كل إساءة إلى الرموز والمعتقدات الدينية بأنه يجب أن يصدر تشريعاً عن الأمم المتحدة يجرم كل إساءة للرموز والمعتقدات الدينية بحيث نضمن ألا تتكرر أحداث العنف المؤسفة التى يدين بها كل إنسان بصرف النظر عن معتقده أو وطنه.
وأكد مستشار المفتى أن أبلغ رد على أى إساءة للرسول الكريم تكون بالتجاهل ومقابلة الإساءة بالإحسان كما كان يفعل نبى الرحمة طيلة حياته، وشدد مستشار المفتى على ضرورة إغلاق الباب أمام المتعصبين الذين يريدون أن يقع أتباع الديانات والثقافات فى صراع مستمر لا رابح فيه سوى قوى الشر والإرهاب.
من جهته أكد د. محمود مهنى عضو هيئة كبار العلماء على ضرورة عدم معاملة من يسيئون للرسول بمثل ما يعاملوننا به ويجب أن نرد عليهم بآداب ديننا ونعرف العالم بأخلاقيات ذلك الدين، وكيف أنه دافع عنهم، وعلينا أن نبين أننا كمسلمين أن من يهاجموننا نقول لهم إن ديننا يأمرنا بالقسط لمن يخالفوننا فى الدين ماداموا لا يحاربوننا فى الدين، وأنه لا تمتد ألستنا أو أعمالنا بأى إساءة لأى من اتباع الأديان السماوية.
وعن المظاهرات كأحد الردود على الإساءة للرسول قال د. محمود مهنى ليست المظاهرات رداً عمليا على الإساءة ولكن لابد ان يكون ردنا ردا علميا ونحاورهم محاورة الأقوياء فى الحجة، فالله حاور الشيطان كما أن النبى حاور أعداءه، خاصة أن المظاهرات ربما تؤدى لسفك الدماء وتخريب الممتلكات العامة، ولكن وإن كان لابد منها فلابد من الحرص على سلميتها وضمان ذلك بكل قوة.
وكان حزب الحرية الذى ينتمى إليه فيلدرز قد اعلن فى بيان له أنه سيعرض مجموعة من الرسوم الكاريكاتورية لـ«محمد» على التليفزيون العام فى الوقت المخصص للأحزاب السياسية.
وبعد رفض طلبه عرض الرسوم فى البرلمان، قال «غيرت فيلدرز» إنه سيعرض هذه الرسوم على التليفزيون دفاعًا عن حرية التعبير بعد أن استهدف هجوماً تبناه تنظيم داعش مسابقة للرسوم الساخرة من النبى محمد فى تكساس مطلع مايو الماضى.
وقال النائب: «الطريقة الوحيدة لنظهر للإسلاميين المتطرفين أننا لن نرضخ أبدا للإرهاب والعنف وأن نفعل بالضبط ما يريدون منعنا من القيام به».
ونظرا للإساءة التى تمثلها هذه الرسوم بالنسبة لكثير من المسلمين فإن عرضها على التليفزيون قد يعنى منع حزب الحرية الذى ينتمى إليه فيلدرز من الظهور على التليفزيون من سنة لأربع سنوات.
وذكرت وسائل الإعلام أن السفارات الهولندية فى الخارج أبلغت بالتدابير التى ينبغى اتخاذها فى حال عرض الرسوم وما قد يثيره ذلك من احتجاجات عنيفة.
ردًا على هذا الإعلان، نشرت جمعية المساجد المغربية فى هولندا رسما ساخرا يظهر فيه النائب على شكل طفل داخل قنبلة وهو يصرخ «أقل أقل» فى حين يمر أناس عاديون بينهم امرأة محجبة غير مكترثين بصراخه تحت عنوان «سنواصل بناء هولندا».
وينشط فيلدرز لوقف استقبال المهاجرين من البلدان المسلمة. وهو ملاحق حاليًا بتهمة التحريض على الكراهية بعد أن وعد أنصاره خلال تجمع انتخابى فى 2014 «بتقليل عدد المغاربة» فى هولندا... ويرفض فيلدرز اعتبار عرض الرسوم الكاريكاتورية استفزازًا.