الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«واحد مصرى».. يروى قصة مصر التى عاشها الكاتب

«واحد مصرى».. يروى قصة مصر التى عاشها الكاتب
«واحد مصرى».. يروى قصة مصر التى عاشها الكاتب




كتب - خالد بيومى


عن دار صفصافة للنشر بالقاهرة، صدر حديثًا كتاب «واحد مصري».. خطاب مفتوح إلى رئيس الجمهورية « للشاعر والكاتب المسرحى والصحفى وليد علاء الدين. الذى يقدم لكتابه بعبارة مفتاحية يقول فيها: «من يحب المصريين فلينتقدهم، ولا ينفخ فى بالونات وهمهم إلى أن يختنقوا بها».
تحت هذا العنوان يضم الكتاب المكون من 254صفحة من القطع الكبير مجموعة من الكتابات اعتبرها الدكتور أيمن بكر فى مقدمته للكتاب «نموذجًا للدور السياسى وفقًا لمفهوم فوكو الذى يحدد ملمحين لطبيعة إسهام المثقف فى المشهد السياسى، أولهما مدى شجاعة المثقف وقدرته على الرفض، والملمح الثانى هو قدرة خطابه على توضيح حقيقة معينة، من شأنها أن تفضح علاقات سياسية لم تكن محط شك من قبل».
ويرى بكر أن المؤلف كمثقف قرر أن يلعب دورًا ثقافيًا وسياسيا فى آن، واختار لهذا الدور شكل المقال، ليطرح فيها قضايا خلافية يقوم فيها بدور المثقف فى انتقاد السلطة، وطرح التساؤلات واقتراح الحلول.
فى مقدمته للكتاب يناقش الكاتب إشكالية تتعلق بطبيعة المقال الصحفى الذى يظن البعض أنه مجرد كتابة عابرة، مؤكدًا أن مهمة مقالة الرأى أكبر بكثير من مجرد التعبير عن غضب أو التحيز لصالح أحد أطراف القوة فى الصورة الراهنة، إنما هى طريقة تفكير يشترك بها المثقف مع كل أطراف الصورة، وتزداد أهميته حينما يطرح الأسئلة، ويثير القضايا الخلافية، بهدف تطوير الوعى لدى القارئ العام وتنبيه السلطة.
ويرى الكاتب أن الانشغال بالشأن المصرى ليس مقتصرًا على الباحثين السياسيين، مؤكدًا أن كل حديث فى شأن مصر هو حديث سياسة، فليست السياسة شأنًا مقصورا على فئة بعينها وليست هى الحكم فقط، فالشأن المصرى هو المجال الذى يحق لكل مصري - بل يجب عليه - أن يهتم به، كل واحد من زاوية نظره وبخبراته المختلفة.
من هذه الزاوية يرى الكاتب أن من حقه - كواحد مصرى - أن ينشغل بكل ما يعانيه وطنه من مشكلات، ويحاول أن يفكك كل القضايا التى تتحكم فى مصير الوطن فى لحظته الفارقة، يقول: «فى هذا الكتاب، أنا «واحد مصرى»، وهى صفة تثير الفخر فى جنبات روحى، ولكنها كذلك تثير بداخلى غيرة على حال المصريين الذين يستحقون الأفضل. نحن نستحق الأفضل، وهذا الكتاب إنما هو ممارسة لواجبى وحقى فى الاهتمام بالشأن المصرى سعيًا وراء هذا الأفضل. وسوف أترك التواضع جانبًا لأقول إن ما تضمه دفتى هذا الكتاب هو أفكار لا تموت، ولا تسقط بالتقادم، ولا تنتهى بانتهاء الحدث الذى أثارها، هى صحيح شحنات عاطفية قد يصفها البعض بالانطباع، ولكن من قال إن الانطباع عيب طالما هو خارج عن خبرة ودراية وراءهما اجتهاد فى الفهم والتحصيل، وقبل كل ذلك نية صادقة!».
يضم الكتاب ثلاثة أنواع من الكتابة - القاسم المشترك بينها - بخلاف المؤلف هو الانشغال بالشأن المصرى فى أبعاده المختلفة.
يضم القسم الأول مجموعة مقالات الرأى التى انتظم الكاتب أسبوعيًا فى كتابتها لصحيفة «المصرى اليوم» على مدار عام «من مارس 2014 إلى مارس 2015».
ثم يأتى القسم الثانى ليضم التدوينات التى نشرها الكاتب على صفحته على الفيس بوك منذ اندلاع الثورة حتى تاريخ البدء فى كتابة المقالات، ويرى الكاتب أن نشر هذه ربما يساعد الباحثين فى قراءة تاريخ الثورة لأنها رافد من روافد كتابة هذا التاريخ.
يضم القسم الثالث من الكتاب دراسة علمية بعنوان «صدمة اكتشاف وهم الصورة الذهنية، قراءة فى تحولات الشخصية المصرية، محاولا فيها أن يكشف عن تحولات الشخصية المصرية، مأخوذًا - على حد تعبيره - بقدر التوحش الذى لاحظ انتشاره فى الشارع المصري، وسمحت له غربته منذ عام 1997م بالانتباه إليه، فى حين لا ينتبه إليه - بهذا القدر من المفارقة - هؤلاء المغروسون فى ترابه أو من شملهم التحول فى طريقه. وهى دراسة - كما يقول الكاتب - ما زالت مفتوحة على المزيد من العمل والبحث.