الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أحمد فضل شبلول: الثورة الرقمية ولدت من رحم الكتاب الورقى

أحمد فضل شبلول: الثورة الرقمية ولدت من رحم الكتاب الورقى
أحمد فضل شبلول: الثورة الرقمية ولدت من رحم الكتاب الورقى




حوار- خالد بيومي

أحمد فضل شبلول مبدع يجمع بين الشعر والنقد وكتابة الطفل والعمل الصحفى والإعلامى هو من مواليد الإسكندرية عام 1953 ويشغل منصب نائب رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب. حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 2008 عن كتابه للأطفال «أشجار الشارع أخواتى».
من أبرز أعماله الشعرية: مسافر إلى الله، ويضيع البحر، عصفوران فى البحر يحترقان، تغريد الطائر الآلى، إسكندرية المهاجرة، بحر آخر.
ومن كتبه للأطفال: حديث الشمس والقمر، بيريه الحكيم يتحدث، طائرة ومدينة.


إذا كان البعض يتوقع أن النشر الإلكترونى أو الرقمى سوف يقضى قريبا على عالم النشر الورقى، فإن الشاعر أحمد فضل شبلول يؤكد من خلال كتابه الجديد «كتب ورقية مهدت للثورة الرقمية» والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة أن الكتاب الورقى كان هو المبشر خلال العقود الأخيرة لتلك الثورة الرقمية، أو فلنقل أن الثورة الرقمية ولدت من رحم الكتاب الورقي، أو أن الكتاب الورقى كان الحاضن الرئيسى للثورة الرقمية.
ويرى شبلول أن القارئ سوف يتأكد من ذلك من خلال استعراض الكتاب الجديد لثلاثة عشر كتابا ورقيا من ضمن عشرات الكتب التى قام بقراءتها فى الموضوع نفسه، لكنه انتخب منها بعض الكتب.
ونسأله ما تلك الكتب فيذكر أنها: الثقافة الإلكترونية لـ جورج نوبار سيمونيان، والرقابة المركزية الأمريكية على الإنترنت فى الوطن العربى لـ د. مصطفى عبدالغنى، والفجوة الرقمية.. رؤية عربية لمجتمع المعرفة لـ د. نبيل على ود. نادية حجازي، والفيديو والناس لـ د. نوال عمر، والكتاب الإلكتروني: القراءة - الإعداد - التأليف - التصميم - النشر - التوزيع لـ م. عبدالحميد بسيوني، والكمبيوتر والثقافة والفنون لـ د. محمد فتحي، والمعرفة وصناعة المستقبل لـ د. أحمد أبوزيد، والموجة الثالثة وقضايا البقاء لـ د. على على حبيش، والتاريخ الاجتماعى للوسائط من غتنبرغ إلى الإنترنت لـ آسا بريغز وبيتر بوك، وأخيرا رحلات سندباد الإنترنت لـ م. عبدالحميد بسيوني.
ويقول إنها كتب سبحت فى فضاءات متعددة منها الثقافى والفنى والمعرفى والمستقبلى بالإضافة إلى أدب الرحلات الرقمي.
وكان الشاعر أحمد فضل شبلول قد أسس مع مجموعة من الكتاب العرب اتحاد كتاب الإنترنت العرب منذ حوالى عشر سنوات، ونسأله عن فكرة هذه التأسيس فيقول: لما كانت معظم اتحادات الكتاب العربية، وروابط الأدباء التقليدية، لا تعترف بالإنتاج الأدبى المنشور على شبكة الإنترنت، ولا تدخله ضمن الإنتاج المعترف به والمنشور للكاتب الذى يريد الالتحاق بهذا الاتحاد، أو تلك الرابطة، وهو ما لمسته بنفسى عندما كنت عضوا فى لجنة القيد بمجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، فقد فكرنا فى إنشاء أو تأسيس اتحاد للكتاب الذين ينشرون أعمالهم على تلك الشبكة، وهذا الدور لا يلغى من وجهة نظرنا اتحادات الكتاب والروابط التقليدية كما يعتقد البعض ولكن يكمل دورها، ويفعل دور الكاتب فى المجتمع الواقعى والمجتمع الافتراضى أو الرقمى أيضا، والتقيت ببعض الأصدقاء فى الإسكندرية مثل د. السيد نجم ومنير عتيبة وحسام عبدالقادر، كانوا يحلمون بالفكرة نفسها، ومن خلال التواصل بالبريد الإلكترونى وبرامج المحادثة، مع بعض الأصدقاء خارج مصر، وجدنا تحمسا شديدا من الكاتب الأردنى محمد سناجلة الذى كان قد أصدر روايته الرقمية الأولى «ظلال الواحد»، والتقيناه فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى العام الماضى 2005، ومعه الكاتب الأردنى مفلح العدوان، واجتمعت إرادة هذه المجموعة من الكتاب على تأسيس ما سميناه بعد ذلك «اتحاد كتاب الإنترنت العرب»، وخاطبنا بعض الأصدقاء العرب الآخرين فأبدوا تحمسهم أيضا للفكرة، واعتبرنا هذه المجموعة من الأصدقاء وغيرهم هم المؤسسون للاتحاد، وكان لابد من هيئة إدارية أو مجلس إدارة يسير الأمور، فقمنا باختيار أو انتخاب الصديق محمد سناجلة رئيسا للاتحاد، واختارنى الزملاء نائبا للرئيس، ود. السيد نجم أمينا للسر، ومفلح العدوان أمينا للصندوق، فوضعنا اللائحة التأسيسية للاتحاد، وذكرنا فيها أهداف الاتحاد، وشروط العضوية، وما إلى ذلك، وبدأت العجلة تسير والحمد لله، وكانت المشكلة التى قابلتنا هى تأسيس الاتحاد والإعلان عنه فى الواقع الطبيعي، لتسهيل التعامل مع الجهات المختلفة مثل البنوك والوزارات والمؤسسات وغيرها.
نعود للإبداع الشعرى ونسأل الشاعر أحمد فضل شبلول عن آخر دواوينه الشعرية، فيقول، آخر ديوان صدر لى هو ديوان «بقايا من زوايا شمعتك» وصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب وضم 26 قصيدة، وقد كتبت عنه د. سميرة شرف دراسة أسلوبية مطولة تحمل عنوان «شبلول عاشق الإسكندرى.. قراءة أسلوبية لديوان بقايا من زوايا شمعتك». وفيها تتساءل: لماذا اختار الشاعر بقايا من زوايا شمعتها ولم يذكر الشمعة بأكملها. إن الشمعة رمز للضوء والاستنارة والإسكندرية ذات الحضارة لأكثر من ألفى عام فهى شمعة مضيئة فلماذا يذكر بقايا الشمعة وزواياها بالتحديد، فهذا يتعلق بحالة الغربة والاغتراب لدى الشاعر فكل مسافر يحب أن يحتفظ بذكرى من حبيبه فإذا ما اشتد الحب عظمت قيمة الذكرى ودلائلها المادية حتى لو كانت بقايا زوايا شمعتها. إنه عنوان لافت ذو معان كثيرة لعل ما استقرأته منه يتوافق مع المعنى المنطلق من الغلاف الذى يجمع الشمعة والشمس معا.
ومع أن أحمد فضل شبلول عرف منذ منتصف السبعينيات كشاعر مصرى يقيم فى الاسكندرية، فإنه قدم للساحة الأدبية عددا من الدراسات الشعرية منها «أصوات من الشعر المعاصر» وصدر عام 1984 و«جماليات النص الشعرى للأطفال» 1996، و«شعراء يسكنهم السحاب» 2008 وغيرها، إلا أنه فى السنوات الأخيرة اتجه لكتابة دراسات فى الرواية العربية والمترجمة، وأصدر عدة كتب فى هذا الاتجاه منها «الحياة فى الرواية» 2001، و«على شواطئ الاثنين فى القصة والرواية» 2005، و«المرأة ساردة» 2007، كما قرأنا له مؤخرا دراسات ومقالات فى أعمال روائية لبهاء طاهر ومحمد جبريل وإبراهيم عبدالمجيد والسيد حافظ وناصر عراق وصبحى فحماوى وانتصار عبدالمنعم وبشرى أبوشرارا وغيرهم. وسألناه ما الذى جعلك تتجه إلى تقديم قراءات فى الرواية بدلا من تكثيف دراساتك وقراءاتك الشعرية، فأجاب:
أنا انفعل مع كل عمل أدبى أقوم بقراءته، وليس العمل الأدبى فحسب، لكن العمل التشكيلى أيضا، فقد قدمت قراءات تشكيلية لبعض اللوحات فى برنامج تليفزيونى أقدمه بعنوان «برواز»، منها اللوحات البديعة التى يقدمها الفنان محسن ابوالعزم إلى جانب لوحات للفنان حلمى التونى وحامد عويس، وغيرهم.
وبالتالى فإن كتاباتى عن بعض الأعمال الروائية يعود إلى تكثيف قراءاتى فى فرع الرواية ربما أكثر من الشعر خلال السنوات الأخيرة، حيث إننى أجد فى الرواية الجيدة تعبيرا حقيقيا عن قضايا العصر وما يواجهه الإنسان من مصير غامض وظلم بين فى كثير من الأحوال. ولا أريد أن أردد فى هذا المقام مقولة الناقد د. جابر عصفور أن الرواية أصبحت ديوان العرب، ولكننى أرى أن الرواية بالفعل أصبحت ديوان الحياة المعاصرة، ليس فى الوطن العربى ولكن أحسب ذلك فى العالم كله أيضا، والدليل أن معظم الفائزين بنوبل فى السنوات الأخيرة كانوا من الروائيين، كما أن معظم الجوائز الكبرى تتجه الآن إلى الرواية، مثل جائزة البوكر العربية أو الجائزة العالمية للرواية العربية، وجائزة الشيخ زايد للكتاب التى اتجهت فى معظم دوراتها للرواية.
وأنا هنا لا أقلل من قيمة الشعر، ولكنى أرى أن الرواية تتفاعل أكثر مع الواقع مهما بلغ حجمها فرواية «نساء القاهرة.. دبي» لناصر عراق بلغت 670 صفحة ومع ذلك يقدم عليها القارئ بكل شغف وحب، وصدر لها أكثر من طبعة، ورواية «قهوة سادة» للسيد حافظ تقع فى 400 صفحة، وقد كتبها صاحبها «بحثا فى روح مصر المتخاذلة سبعة آلاف عام، وبحثا عن روح مصر أخرى، للإنسان فيها معنى وقيمة وحضارة حقيقية فعلا وقولا».
أعود فأكرر ما قلته فى مقدمة كتابى «الحياة فى الرواية.. قراءات فى الرواية العربية والمترجمة» لئن كان الشعر هو ديوان العرب، فإن الرواية الآن هى ديوان الحياة المعاصرة، فهى تستطيع أن تحمل عبر صفحاتها وفصولها كل خصائص الحياة وسماتها وسمتها، بل إننى أرى أن الرواية الجيدة قطعة من الحياة، أو هى الحياة نفسها، ولكن صيغت بطريقة فنية، تخضع لاعتبارات الفن الروائى وقواعده وتقنياته.