الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«ليلة من ألف ليلة» خدعة افتتاح القومى فى رمضان

«ليلة من ألف ليلة» خدعة افتتاح القومى فى رمضان
«ليلة من ألف ليلة» خدعة افتتاح القومى فى رمضان




كتبت-هند سلامة
أزمة كانت، ولا تزال، ويبدو أنها ستظل عالقة، بالمسرح القومي، الذى عانى طويلا منذ يوم حريقه، وحتى الآن، من تعدد الأخبار المتضاربة، عن اليوم الموعود، وهو يوم الافتتاح الرسمى والنهائى له، فمنذ رمضان 2008، وحتى اليوم، تتضارب الأخبار والأقاويل والشائعات، حول افتتاح المسرح، واستلامه النهائى من الشركة، المختصة بأعمال الترميم والبناء، وكان آخرها شائعة أو خديعة إعادة افتتاحه، خلال شهر رمضان بعرض «ليلة من ألف ليلة»، للفنان يحيى الفخرانى وإخراج محسن حلمى وبطولة لطفى لبيب وهبة مجدى ومحمد محسن وسلمى غريب.
عاش الجمهور الحلم، وظل متوهما ومستغرقا، فى أحلام يقظة، طوال رمضان، لرؤية الفخرانى وجها لوجه، خلال الشهر الكريم، بعد أن غاب عن شاشة التليفزيون، والذين اعتادوا رؤيته عليها كل عام، وبالتالى انتظر الجميع بفارغ الصبر، افتتاح أول عرض مسرحى ضخم، على خشبة القومي، فى رمضان بعد شوق ولهفة وانتظار سنوات، ولكن ... هيهات!!
لم يفتتح المسرح كالعادة، وذلك بالرغم من الدعاية والإعلان المبالغ فيها، التى أحيطت بهذه المسرحية على وجه التحديد، قبل بدء الشهر الكريم، ورفع القائمون على البيت الفنى للمسرح، شعار جذب جمهور التليفزيون واختطافه، من منزله للنزول ومشاهدة عمل مختلف، مناسب لأجواء رمضان، وبطولة نجمهم المفضل يحيى الفخراني، الذى ترك الزحام الرمضانى المعتاد، واختار التميز عن زملائه، بعمل شىء مختلف والعودة، إلى خشبة المسرح، التى انتظر الوقوف عليها طويلا، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن، فلم يستطع الفخرانى تحقيق حلمه، بافتتاح العرض خلال رمضان، واستاء الجمهور من الخديعة والأخبار، المتضاربة، والتى ظلت تلاحق هذا المسرح منذ يوم افتتاحه، فى ديسمبر 2014، فبعد استعجال الوزير السابق جابر عصفور، فى افتتاح المسرح وإقامة احتفال هزيل، وضعيف لا يليق بالقومي، افتتح المسرح شهرا واحدا، بعرض «وبحلم يا مصر»، للمخرج عصام السيد، وبطولة على الحجار ومروة ناجي، ثم أرسلت وزارة الداخلية خطابا رسميا للبيت الفني، تطالبه بضرورة إعادة إغلاق المسرح من جديد، لإنهاء اجراءات الدفاع المدني، والحماية المدنية، وطلبت إقامة سور حوله بالكامل، وبالفعل أغلق المسرح للمرة الثانية، وبدأت على خشبته، بروفات عرض «ليلة من ألف ليلة» لكن طوال فترة البروفات، لم تتم أو تستكمل اجراءات الدفاع المدنى، وتعطلت أكثر من مرة بسبب السيولة المالية، حتى جاء موعد افتتاح العرض، وعلى حد قول مدير المسرح يوسف إسماعيل، أن صرف ميزاينة السور، تأخر لذلك اضطررنا إلى التأجيل، ثم تضاربت أخبار الافتتاح، ما بين موعد ثانى أيام العيد، ثم تم نفى نفس الخبر مؤكدين، تأجيل الافتتاح، إلى ما بعد عيد الفطر فى موعد قريب لم يتحدد بعد!
فى حين أن وزير الثقافة، سبق وزار المسرح، خلال شهر رمضان، وشدد على ضرورة سرعة الانتهاء، من أعمال الحماية المدنية ببناء السور، حتى يتم افتتاح عرض الفخرانى فى أقرب فرصة، وأشار وقتها إلى أنه سيعقد اجتماعا، مع رئيس البيت الفنى للمسرح والاستشارى، لتحديد موعد الاستلام النهائى وتشغيل المسرح، وقال النبوى إن تنفيذ ملاحظات الاستشاري، بسيطة ولن تستغرق وقتا طويلا، كما أن الشركة المنفذة حصلت، على مستحقاتها ولا توجد متأخرات مالية!!
تسببت كل هذه التصريحات المتضاربة فى تشتت، واستياء المسرحيين مما دفعهم للتعبير، عن غضبهم على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وكان على رأسهم المخرج عصام السيد، الذى كتب على حسابه الشخصي، مهاجما وزير الثقافة عبد الواحد النبوى، وتصريحاته المتضاربة، حول القومى والسلام وقال : «ألا يخجل السيد وزير الثقافة، من تصريحات معاونيه التى وعدت بافتتاح مسرحى القومى والسلام منذ شهور، ولم تنفذ حتى الآن؟ ألا يخجل السيد وزير الثقافه ان يأتى العيد، وكلا المسرحين مغلق وكان من الممكن ان يحققا نجاحا ضخما فنيا وماديا؟، ألا يخجل من دعاوى محاربة الإرهاب وأكبر مسرحين، لدى الوزارة مغلقين؟، ألا يثبت هذا الإعلان ان الادارات، فى واد والقيادات فى واد آخر؟، اتحدى ان تحدد الوزارة موعدا للمرة الثامنة  للافتتاح وتصدق فيه».
المعروف أن المسرح القومى كان قد تم إغلاقه فى شهر رمضان عام 2008 بعد حريقه، وتم منح المسرح لشركة أبناء حسن علام، كى تتم به عمليات الترميم والبناء  من جديد، لكن نظرا للظروف السياسية السيئة، التى كانت تمر بها مصر طوال السنوات الماضية، كانت تتوقف عمليات البناء وتعود بشكل متكرر على حسب ما يتوافر من الأموال المطلوبة لإتمام المسرح لكن حتى الآن لم يتم حل المشاكل المالية مع الشركة بشكل جذرى ويبدو أن هذه المشاكل سبب رئيسى فى تعطل استلامه نهائيا حتى اليوم!!