السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صدور «القلعة والعصفور» بالعربية والإنجليزية

صدور «القلعة والعصفور» بالعربية والإنجليزية
صدور «القلعة والعصفور» بالعربية والإنجليزية




كتبت - رانيا هلال


كيف يكون الحال إذا اكتشف الجميع أنهم يعيشون وهمًا كبيرًا، وأن ثمة من يحركهم كالدمى؟ هل سيريدون الخروج من هذا النفق، أم سيحاولون إكمال الخدعة؟ هذا ما تطرحه مسرحية القلعة والعصفور لأحمد سراج التى ستصدر بالعربية والإنجليزية بترجمة الدكتور فؤاد تيمور خلال أيام عن دار إبداع للنشر والتوزيع، والغلاف إهداء من الفنانة التشكيلية رحاب العمرى.
تدور أحداث مسرحية القلعة والعصفور حول قيام ملك مدينة بالاستعداد للهجوم على قلعة حصينة تمتلئ بكل الخيرات، فهى كما يقول كتاب النبوءات الذى يتلوه الحكيم: «الحكيم: (بصوت عميق) للقلعة ألف باب، على كل باب ألف برج، فِى كل برج ألف رامٍ، مع كل رامٍ ألف سهم. (يصمت قليلاً) فِى القلعة ألف كتيبة فِى كل كتيبة ألف جندى مع كل جندى سيف بألف سيف. فِى القلعة ما لم تر العين من فاكهة وخضرة ونساء. للقلعة 73 طريقًا كلها لا يوصل إلى شىء، عدا طريقًا واحدًا فقط يراه أنقى من فِينا فقط، لهذا الطريق دليلٌ يتبع أو يفقد. ) محذرًا وهو يقرأ) إن لم تتحرك المملكة نحو القلعة، تحركت القلعة نحو المملكة ومحتها من الوجود. لا هجوم إلا عند الفجر».
قام بترجمة وإعداد المسرحية بالإنجليزية فؤاد تيمور وهو أستاذ جامعى بمدينة شيكاجو وكاتب مسرحى عضو فى شبكة درامىَّ شيكاغو. وقد كتب عدة أعمال باللغة الإنجليزية أبرزها مسرحية «ليلة انضمام السيد المسيح إلى الثورة» التى عرضت بمسرح سيلك روود بشيكاغو فى ديسمبر 2012.
وقد قال الروائى السيد نجم، المتخصص فى دراسات أدب المقاومة، أن مسرحية «القلعة والعصفور» تعد من الأعمال الإبداعية التى تحمل دلالات خاصة بالنظر إلى تاريخ بداية كتابتها والانتهاء منها، وليس تاريخ نشرها، فقد تم الانتهاء منها عام 2010 أى قبل شهور قليلة من ثورة 25 يناير 2011.
وأضاف أن المسرحية تحتوى على قدر من التوجه نحو رؤية مقاومية تتمثل فى مواجهة الفساد، من أجل جموع شعب المدينة، إلا أنها لم تغفل القيم العليا، كالكرامة والحرية التى تجلت واضحة فى النص ولكن بطريقة غير مباشرة.
وقال الناقد أسامة الحداد، إن مسرحية «القلعة والعصفور» من أهم النصوص التى تناولت مقدمات الثورة فى مصر، وقدم خلالها أحمد سراج تجربة شديدة الخصوصية تكشف زيف السلطة وخداعها فى مواجهة براءة المقهورين وأحلامهم بالحرية.
فيما يرى الشاعر والناقد محمد على عزب أن مسرحية «القلعة والعصفور» للشاعر والمسرحى أحمد سراج مسرحية رمزية من فصل واحد فالمؤلف لم يحدد زمانا أو مكانا معينا لأحداث المسرحية، ولم يستخدم اسم العلّم فى تسمية وتعيّين الشخصيات بل أطلق عليها أسماء رمزية تعبر عن وضعها السياسى والطبقى الملك، كبير الوزراء، قائد الجند، شيخ التجّار، وهناك شخصية أطلق عليها المؤلف اسم «الفتاة» وهى ابنة بائع تمر أخذها رجال الشرطة وحولوها إلى جارية لأن والدها رفض أن يعطى التمر مجانا لزوجة أحد الجنود، والشخصية المحورية فى المسرحية أطلق عليها المؤلف اسم «الرجل»، ولم يطلق عليه اسم الفارس أو المخلّص أو غيرها من صفات البطولة رغم أن هذا «الرجل» يلعب الدور الأساسى فى تحريك الأحداث وتتوافر فيه سمات البطولة، إلا أن المؤلف لا يقدم فى مسرحيته صراعا بين أبطال أفراد ينتصر فيه الفارس المخلِّص ويجتمع حوله الشعب، ولكن رؤية المؤلف للخلاص فى هذه المسرحية كانت تتمثّل فى تعرية الكذب والكشف عن الحقيقة ثم البحث عن مستقبل يصنعه جميع المخلصين من رجال الحكم والشعب.