الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الثقافة احتفال بالحياة

الثقافة احتفال بالحياة
الثقافة احتفال بالحياة




كتب - د. حسام عطا

«الثقافة فى مواجهة الإرهاب» هذا هو عنوان الندوة التى دعيت للمشاركة فيها بدعوة كريمة من المثقف محمد أبو المجد، وكيل وزارة الثقافة الجماهيرية، تمت هذه الفعالية الخميس الموافق 9/7/2015 فى تمام الساعة التاسعة مساءً فى جميع قصور الثقافة فى جمهورية مصر العربية بشخوص متنوعة وفى لحظة واحدة، وأول ما لفت نظرى هو العنوان الذى ربما دفع البعض للاعتذار نظراً لأنه عنوان صادم، وفى حقيقة الأمر أن تكرار مثل هذا الشعار يضر بقدرة المثقفين على المواجهة الحقيقية الفاعلة بعيداً عن المواجهة الكلامية.
كانت الندوة فى قصر ثقافة أسيوط مسقط رأسى بحضور وكيل أول وزارة الأوقاف فضيلة الشيخ محمد أحمد العجمى والمفكر السياسى والمعارض المسيحى الشهير جمال أسعد، كانت الندوة شائقة وممتعة، وعلى ذكر أسيوط تذكرت تجربتى فى العمل مع اللواء حسن الألفى عندما كان محافظاً لها فى أواخر الثمانينات، كنت قد اتفقت معه على إقامة فعالية ضد الاكتئاب والتوتر والإرهاب تحتفل بالحياة وكانت عبارة عن مهرجان دولى للربابة، جاءنا العالم كله من أقصى الشرق لأقصى الغرب ومن أقصى الشمال لأقصى الجنوب.
حققت الفعالية نجاحاً كبيراً لأنها فن رجالى يندر وجود النساء فيه، وهى تستطيع أن تخاطب أفق ترقب وتوقع الجمهور فى جنوب مصر، كان الحضور الجماهيرى كبيراً لأن حسن الألفى استطاع أن يفكر تفكيراً رشيداً عاقلاً يحظى بالتقدير الشعبى ويستطيع أن يتواصل مع البيئة المحلية دون أن يستفزها كمجتمع متحفظ، وأذكر أنه قال لى: احرص على لفت نظر الصحافة قدر الإمكان للبعد عن ذكر تعبير الإرهاب، بينما كانت مواجهته فى جوهرها عبر الفن مواجهة مع الإرهاب، وعلى المهتمين بالعمل الثقافى أن يسألوا أنفسهم إلى من سنتوجه بالخطاب الثقافى المضاد للإرهاب، بالتأكيد ليس الإرهابيين لأنهم لا يدخلون قصور الثقافة، إذاً على الفعاليات الثقافية أن تتحرك خارج المبانى داخل البيئات التى يمكن رصدها كبيئات حاضنة للإرهاب أو البيئات المحتملة المرشحة كى تكون حاضنة للإرهاب، وهى بيئات معزولة لا تصدق قراءة المشهد المعاصر فى البلدان العربية المجاورة باعتباره جزءاً من مؤامرة الاستعمار المعاصر لتقسيم المنطقة، ولا تعرف التاريخ ولا الوقائع ولا الحقائق وتعيش تحت ضغط الفقر وسيطرة الولاءات المحدودة والضيقة، وهى تحتاج لخطاب فنى ثقافى يستخدم الصدمة الثقافية لإنجاز تأثير فعال، على أن نساعد الإعلام بشكل تفاعلى فى إنتاج مثل هذا الخطاب الثقافى أو حمله للجماهير العريضة، وكل عيد فطر ومصر فى خير وسعادة.