السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأقصريون باعوا كل شىء من أجل البحث عن لا شىء

الأقصريون باعوا كل شىء من أجل البحث عن لا شىء
الأقصريون باعوا كل شىء من أجل البحث عن لا شىء




الأقصر - سارة الهوارى
هوس التنقيب عن الآثار والبحث عن الكنز الفرعونى سيطر على عدد سكان الأقصر، حتى اضطر بعضهم الى بيع أثاث المنازل وحلى السيدات من المشغولات الذهبية للإنفاق على الدجالين والمشعوذين الذين يوهمونهم بقدرتهم على استخراج التماثيل والكنوز الاثرية أملا فى الوصول إلى الثراء السريع ودون أى متاعب، لذلك نادرا ما لم تجد منزلا خاليا من الحفر فى الاقصر حتى تحولت المنازل هناك الى أنفاق وسراديب.
يقول كمال محمد فتحى من مركز القرنة غرب الأقصر: إن معظم مدينة القرنة تسبح فوق بركة من الآثار الفرعونية ولا يخلو اى سرداب منزل بالقرنة من آثار الحفر والتنقيب بحثا عن الآثار فهم يتكهنون بوجود تلك الاثار ويعيشون على امل ايجادها تحت منازلهم حتى لو دفعوا حياتهم ثمنا لها.
ويضيف على جمال من سكان القرية أن هناك العديد من الأشخاص ظهر عليهم الثراء المفاجئ بعد عثورهم على الآثار وأصبحوا من الاثرياء وأصحاب الملايين والعمارات برغم انهم فى الاصل من محدودى الدخل بل كانوا فى الاصل لا يجدون قوت يومهم ولكن سبحان مغير الاحوال.
ويلفت سيد عبدالجواد إلى أن هناك العديد من المواطنين يقومون بأعمال الدجل والشعوذة والسحر وإسالة دماء ضحية واهمين أنها ستذهب عنهم لعنة الفراعنة وتعينهم فى معرفة طريق الآثار والحصول عليها بأمان وسلام دون أن تزهق لعنة الفراعنة أرواحهم.
ويرى سلطان عيد رئيس آثار مصر العليا بقطاع جنوب الصعيد، أن عمليات التنقيب عن الآثار انتشرت بين الأهالى جنوب الأقصر، إذ يلجأون فى ذلك للذهاب إلى المشعوذين والدجالين الذين يوهمونهم بوجود كنز أثرى على عمق معين بالأماكن التى يمتلكونها، مضيفا «حينها يستغلونهم بأقصر الطرق الممكنة ويطلبون منهم بعض البخور وغيرها من الأشياء التى يوهمونهم بأنها تقدم لرصد المقابر وينسجون أساطير خيالية لهم.
وأوضح عيد أن القصة تتمحور ما بين دجال وطماع، حيث يستنزف وقته وجهده وماله دون الحصول على شىء، كما يعتمد حينها على بعض الخدع البصرية التى يعتقد الشخص بها أن هناك كنزاً ثميناً لديه سوف يوصله للثراء الخارق، حتى بعد الانتهاء من الخدع يلجأ الدجال إلى طلبات تعجيزية تصل بطلب دم فدا للتضحية تقدم للشياطين، ويمكن أن يكون هذا الدم هو إنسان، ولذلك يتراجع الشخص بالنهاية ليقتنع بأكاذيب الدجال.
ولفت «رئيس الآثار» إلى أنه أشرف من خلال مهامه الوظيفية على فتح الكثير من المقابر الفرعونية، ولم تصادف ذات مرة على الإطلاق أن واجه خادماً أو «رصداً» للمقابر، متسائلا: لماذا لا يفكر الشخص فى اكتشافات المقابر التى تم افتتاحها على أيدى باحثين أجانب ولم يساعدهم فى اكتشافها أحد من الدجالين؟!