الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«روزاليوسف» ترصد معاناة المرضى فى قلاع علاج السرطان

«روزاليوسف» ترصد معاناة المرضى فى قلاع علاج السرطان
«روزاليوسف» ترصد معاناة المرضى فى قلاع علاج السرطان




معاناة.. ألم.. أوجاع.. مآس يواجهها المصريون داخل مراكز وأقسام ومعاهد علاج الأورام فى مصر.. تكلفة العلاج مرتفعة لا يقدر عليها إلا قلة.. وتعطل الأجهزة بات يهدد حياة المرضى.. نقص الإمكانيات ينذر بكارثة.. قوائم الانتظار لاتزال مستمرة.. الإحصائيات الرسمية تؤكد إصابة 150 ألف مريض جديد سنويًا «روزاليوسف» رصدت مآسى المرضى داخل تلك القلاع فى المحافظات بالقاهرة والإسماعيلية والدقهلية وأسيوط وأسوان فى هذا الملف.

«القومى للأورام» سرطان فى رأس المريض والمسئول

تحقيق –  داليا سمير
تتملكك حالة من الرهبة والاستياء الشديد عند دخولك للمعهد القومى للأورام، فالسرطان لا يفرق بين كبير وصغير.. أطفال فى عمر الزهور يجلسون مع أمهاتهم وآبائهم ينتظرون دورهم فى العلاج .. كبار السن يفترشون أرضية المعهد وعياداته الخارجية .. مآسى تسمعها تلقائيا بدون أن تطلب من أحد سرد معاناته مع المرض .. إمكانيات مفتقدة تحتاج لتمويل لتوفير العلاج .. «روزاليوسف» تجولت داخل معهد الأورام وعياداته لرصد حالة المرضى فى السطور التالية.
فى البداية جلست منى حافظ – مريضة - على سلالم المعهد تنتظر دورها فى الدخول للطبيب حتى يعطيها العلاج، وهى مريضة بسرطان فى الكبد والرحم، وتؤكد أن لديها 5 أطفال، ولم يتجاوز عمرها 40 عاما ومريضة منذ 5 سنوات، وقالت بأنها تخاف على أطفالها من عدم شفائها، حيث سيضيع مستقبل صغارها، تحيطها الرهبة دائما من أن يحتضنهم الشارع الملىء بالبرد القارس فى الشتاء ولهيب الحرارة فى الصيف والذئاب البشرية فى كل وقت بدلا من حضن أمهم الدافئ.
قال جلال إسماعيل - مريض بسرطان المعدة بالمعهد القومى للأورام - أنه مريض منذ 3 سنوات ويعالج بالمعهد القومى للأورام، وأنه يحظى بمعاملة طيبة من العاملين، لأنه يعالج بالمجان وليس على نفقة التأمين الصحي، وهم الأكثر معاناة داخل المعهد وذلك بسبب تأخر جهة عملهم فى سداد مصروفات علاجهم للمعهد، وأيضاً لوجود الروتين البطئ فى إنهاء الأوراق والتوقيع عليها.
وفى حالة من البكاء روى محمد يوسف - والد الطفل أحمد - أن ابنه مريض بسرطان الدم وأنه يعانى أشد المعاناة من معاملة الأطباء له، وأنه كلما تقدم بشكوى ضدهم لمدير المعهد تتعمد الطبيبة المعالجة بتأجيل علاج طفله الصغير الذى يتألم كثيراً ولا يجد من ينجده.
وأشار إلى أنه يأمل فى أن يشفى ابنه ويعافى من المرض حتى وإن كان الأمل ضعيفًا، وأنه يتردد بطفله المريض الذى لم يبلغ من العمر 5 سنوات على المعهد منذ عام تقريبا، ويجد صعوبة فى حجز سرير بالمستشفى ، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إنه يعانى من طوابير الانتظار التى لا تنتهى نهائياً فى حين أن الموت يصارع حياة طفله المريض.
ومن جانب آخر توجهنا إلى الدكتور حاتم أبو القاسم لنعرف منه ما يواجهه داخل المعهد من مشكلات وتحديات، فأجاب بأنه يواجه نقصًا فى التمويل للمعهد، وأن علاج الأورام تكلفته مرتفعة جداً، وأن نقص التمويل مؤثر على العلاج، مشيراً إلى أنه يواجه مشكلة أكبر فى زيادة عدد المرضى يومياً ويترددون عليه من جميع المحافظات المصرية فى حين أن مستشفى سرطان قصر العينى يحتوى على 285 سرير، والإقبال عليه أقل من معهد الأورام.
وأكد أبو القاسم أن المشاكل لم تقتصر فقط على نقص التمويل وزيادة عدد المرضى، بل تتضمن أيضاً نقص التمريض، حيث إن المعهد يواجه مشكلة كبيرة فى نقص عدد الممرضات والممرضين ويتواصل مع كلية التمريض ومدرسة التمريض لتوفير أكبر عدد من الممرضين للمعهد وفى نفس التواصل نقوم بالبحث عن متبرعين يتولون مصاريف التمريض وأيضاً نتواصل مع جمعيات السرطان مثل جمعية أصدقاء معهد السرطان لتوفير تبرعات للمعهد.
وأشار إلى أن المعهد وفر 70 سريرًا لمرضى السرطان داخل مستشفى دار السلام و100 سرير بمستشفى أورام الثدى فى التجمع الخامس فى حين أنه الآن يتم بناء مستشفى خاص بالسرطان بالشيخ زايد مكونًا من 15 طابق، وسيكون خاصة بجميع مرضى السرطان وذلك لتخفيف العبء على المعهد .
وبسؤاله عن المشاكل التى يواجهها المرضى مع الأطباء أجاب بأن الأطباء عليهم عبء كبير، فكل منهم يتحمل مسئولية 30 مريضًا، وتكون أعصابه مشدودة لخوفه على المريض ولإعطائه حقوقه الطبية كاملة، فى حين أن أهل المريض يريدون أن يشفى مريضهم فى أسرع وقت ممكن، ويلقون بالمسئولية على الطبيب المعالج، مفيداً بأن المستشفى يحتوى على 300 مريض يومياً غير العيادات الخارجية، فى حين أن المعهد يستقبل يومياً متوسط 700 مريض موزعين على أقسام وحدات علاج الإشعاع، والكيماوى والجراحات وغيرها من الأقسام الأخرى.
 وعلق على مشكلة مرضى التأمين قال إن مرضى التأمين الصحى يواجهون صعوبة فى استخلاص الأوراق الخاصة بعلاجهم، وإن كان المريض يستوجب إجراء عملية جراحية فى الحال يواجه صعوبة وذلك بسبب ديون التأمين المتراكمة عليه للمعهد حيث تصل مديونية التأمين للمعهد حوالى 27 مليون جنيه.

«مركز أورام المنصورة» .. طوابير للحصول على الخدمة

الدقهلية - أسامة فؤاد
مركز طب الأورام بجامعة المنصورة هو أحد أكبر المراكز الطبية بجامعة المنصورة والجامعات المصرية، وتم افتتاحه فى عام 2004 نظرا للحاجة الملحة لوجود مركز متخصص فى الأورام وعدم استيعاب وحدة طب الأورام وأمراض الدم الموجودة منذ أكثر من 20 عاما بمستشفى المنصورة الجامعى بسبب الأعداد الكبيرة من المرضى، المركز يشخص ويعالج ويتابع جميع أنواع الأورام المختلفة مثل أورام الكبد والهضمى والثدى والرئة والغدد الليمفاوية والكلى والمثانة والعظام والأورام مجهولة المصدر، وكذلك يقوم بتشخيص وعلاج ومتابعة جميع أنواع أمراض الدم بالإضافة إلى أورام الدم وتشمل اللوكيميا والغدد الليمفاوية.
وتحول المستشفيات من محافظات الدلتا حالات الأورام للمركز، فهو الوحدة الجامعية الوحيدة المتخصصة فى الأورام فى وسط الدلتا، ويقدم خدمة العلاج الكيماوى سواء فى قسم علاج اليوم الواحد أو القسم الداخلى وعند الحاجة لتدخل جراحى أو علاج إشعاعى تحول الحالة للقسم المختص، كما يتبعه وحدة لزراعة النخاع، ورغم كل ذلك فإن هناك معاناة شديدة للمرضى والمترددين على المركز من سوء الخدمة الصحية والطبية.. ويقول محمد نفاد - والد أحد الأطفال المرضى - ابنى توفى منذ أيام بالمركز الذى لا يوجد به عناية مركزة ولا يتواجد به إلا صغار الأطباء، مما يتسبب فى أخطاء طبية فادحة، والأساتذة والمدرسون يقتصر تواجدهم على الكشف على الحالات الخاصة بهم والتى تتردد على عياداتهم الخاصة، ويتابعونها داخل المركز، والغلبان ليس له مكان، وأن المريض وأهله يتعذبون بمعنى الكلمة داخل المركز وخارجه، فمنذ أن تتوجه إلى شباك التذاكر فى أول شارع جيهان تقف طابور كبير وزحام شديد لكى تحصل على التذكرة، ثم تتوجه إلى موظف آخر داخل المركز لكى تسجل بيانات التذكرة فتقف طابور ثانى، ثم الطابور الثالث عند أخذ العينة ونفس الزحام والمشاكل.
المعاناة فى المعمل لا تختلف كثيرا، حيث يتم نقلها إليه فى الدور الخامس، وينتظر المريض فترات طويلة لا يستطيع الأكل أو الشرب فيها حتى ظهور النتيجة، خوفا من طلب عينة أخرى فى حالة ضياع العينة، وتوجد تعقيدات وإجراءات عند دخول المريض القسم الداخلى فبعد الكشف والتحاليل ننتظر إلى ما بعد السادسة لكى يحدد الطبيب من سيتم احتجازه من عدمه، فلماذا لا يتم إخبار المريض بالحجز من عدمه عند انتهاء الفحوصات الطبية وكذلك الانتظار فترات طويلة حتى يتم تركيب الكيماوى وصرفه للمريض من الصيدلية.. واتهم «محمد – ب» مريض بالمركز الإدارة بالنصب عليه، مؤكدا أن غرف الفندقه بـ300 جنيه فى الليلة، وليست بها ثلاجة أو تليفزيون، بالإضافة إلى ظهور الحشرات والصراصير، والغرفة الخاصة بـ200جنيه فى اليوم والمرافق فى الغرفة العادية ب50 جنيهًا، رغم أنه لولا  المرافق لماتت أعداد كبيرة من المرضى لكونهم من يقومون بخدمة المرضى، والحكيمات لا يؤدين واجبهن الوظيفى أو الإنسانى كما ينبغى، ولو طالب أحد مرافقى المرضى منهن أداء عملهن كما ينبغى، فإنهن ينهرنه ويتهمنه بسب التمريض ويتم طرده من جوار المريض.
ويقول أحد العاملين بالمركز أن أمين المركز المدعو «ر – ل» والذى تم إقصاؤه من موقعه مؤخرا كان هو المهيمن على كل صغيرة وكبيرة بالمركز، ويوجد مخالفات كثيرة وناشد الدكتور محمد حسن القناوى رئيس جامعة المنصورة بتشكيل لجنة لمراجعة أعمال المركز ماليا وإداريا خاصة فيما يخص التوريدات الطبية وعقاقير ومستلزمات طبية، والعلاج على نفقة الدولة والعلاج بأجر تم التلاعب فيها بمبالغ طائلة وتوريدات التغذية حتى الحلاوة الطحنية قام المورد بوضع تاريخين للصلاحية أحدهما فى 2012 والآخر فى عام 2015 فهناك بعض الحالات تم اكتشافها أما الأغلب فلم يتم فتحه.
ويقول موظف آخر  - طلب عدم ذكر اسمه - أنه يتم تعطيل الأجهزة فى المعامل والأشعة وأجهزة التكييف والأسانسير، وتوجد مشقة على المرضى وذويهم للصعود للأدوار العليا، بل وتدخين بعض الأطباء داخل المركز وغرف العمليات، وعدم تفعيل كاميرا المراقبة خاصة الموجودة بالأدوار رغم أهميتها وللحد من حالات السرقة المتكررة داخل المركز الذى يشهد إهمالا كبيرا.
ويقول الدكتور أحمد أبو ستيت مدير المركز أنه يضم أقسامًا مختلفة من العيادات الخارجية وتقع فى الدور الثانى، وتقوم بمناظرة حالات المتابعة واستقبال الحالات الجديدة، وبها 7 وحدات للكشف وتشمل الخدمات المقدمة للمرضى، بدءا من الكشف من قبل أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم وانتهاء بإجراء التحاليل من صورة الدم ووظائف الكبد والكلى والأشعات العادية والموجات الصوتية وأخذ العينات تحت جهاز الموجات الصوتية وتحاليل بذل النخاع كما يوجد قسم علاج اليوم الواحد ويقع فى الدور الثانى بالمركز ويشمل 16 سريراً (8 للرجال و 8 للسيدات) وفيه يتم تركيب جرعات العلاج الكيماوى اليومى للمرضى وصرف العلاج لحالات العيادة.
ويضيف الدكتورعادل دينور رئيس قسم الجراحة بالمركز أن أعداد المرضى فى تزايد كبير حيث تردد على المركز بالعيادات الخارجية خلال عام 2014 عدد 95237 ألف مريض ومريضة، ويوجد به 8 غرف عمليات، وأجرى العام الماضى 320 عملية ذات مهارة، و813 عملية متوسطة، و327 عملية بسيطة.

حكاية أول قسم «صعيدى» لعلاج الأورام بجامعة أسيوط

كتب- محمد فؤاد
إضافة إلى ما يعانيه المواطنون بالصعيد من نقص الموارد سواء مستواهم المادى أو الإمكانيات المتاحة لعلاجهم.
بداية قال الدكتور سمير شحاتة - رئيس قسم علاج الأورام بكلية الطب جامعة أسيوط - أن القسم هو أول قسم فى صعيد مصر متخصص فى علاج الأورام وأنشئ عام 1978، ويستقبل سنويا ما لا يقل عن 1200 حالة جديدة، ويقدم العلاج الإشعاعى لنحو 13000 مريض سنويا ما بين حالات طارئة يتم علاجها بالمجان وأخرى يتم علاجها على نفقة الدولة، وحالات يتم تحويلها من مراكز الأورام المختلفة، حيث تعانى غالبية مراكز أورام الصعيد من تعطل أجهزة العلاج الإشعاعى، مما أدى إلى زيادة الضغط على الأجهزة الموجودة فى القسم، لأنها تقدم العلاج للمرضى من أسوان حتى المنيا، ولهذا توجد قائمة انتظار على أجهزة العلاج الإشعاعى تصل إلى شهر ونصف الشهر مما يؤثر على نسب الشفاء، ولهذا تنامت لدى أعضاء القسم فكرة إقامة جمعية أهلية لأبحاث السرطان ومساعدة المرضى حتى يتسنى لنا توفير الأجهزة الحديثة.
وقالت الدكتورة مها صلاح - مدرس علاج الأورام - أن أعداد مرضى الأورام تزايدت فى الآونة الأخيرة وخصوصا أورام المستقيم والقولون، ومتوسط أعمار المصابين 25 و 45 سنة، وعلميا يصاب بها كبار السن فوق 60 سنة، لهذا يعد القسم حاليا قاعدة بيانات لهؤلاء المرضى من حيث السن والتوزيع الجغرافى والصفات الوراثية والجينية التى من خلالها يتم بحث هذه الظاهرة الخطيرة، وإذا كان لها تبعات بيئية حيث إن الدور الأول للمستشفيات الجامعية خصص للبحث العلمى وخدمة المجتمع.
الدكتورة إيرينى صموئيل - مدرس مساعد علاج الأورام بجامعة أسيوط – أشارت إلى أن القسم يقدم العلاج الكيمائى للمرضى بحسب أحدث بروتوكولات العلاج، وتم مؤخرا افتتاح صيدلية إكلينيكية بالقسم بالجهود الذاتية، للتأكد من إعطاء العلاج الكيميائى وفق معايير الجودة من حيث التعقيم وتقليل نسب الأخطاء الفنية.

«57357» مستشفى عالمى فى خطر

تحقيق وتصوير – محمود ضاحى
مستشفى دولى يعالج الغنى والفقير بدون مقابل، يستقبل المئات من الحالات المصابة والتى تتجرع كأس المرارة من شدة الألم، يتوجهون إليه من كل حدب وصوب، فأصبح قبلة لعدد كبير من المرضى للعلاج، إنه مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال.
نداءات تعلو من وقت لآخر لشراء اللحوم، أصوات خبطات على الطاولات فى المقاهى، فرش مملوءة بالدماء، ذبح فى نهر الطريق، مواشى وأغنام، رائحة لأحشاء الذبائح والسقط، زحام وضجيج وأصوات تصاحب عمليات البيع والشراء، «فشة وكرشة وممبار وكوارع»، هذا هو حال المنطقة المحيطة بمستشفى سرطان الأطفال والمعروفة بـ المدبح»، ومن الناحية الأخرى تقع بجوار سور مجرى العيون ووعشوائيات مدابغ مصر القديمة الأكثر خطرا.
وفور وصولك إلى المدبح تجد محال الجزارة، والسكاكين وخيم بيع الكوارع تنبعث منها روائح كريهة، إضافة إلى حرق مخلفات الذبح أمام المستشفى، وانتشار مقالب القمامة، وبرك المياه  تنبعث منها روائح عفنة.. وقالت الحاجة سماح السنان - صاحبة خيمة «بيع الكوارع» – إنها تبيع الكوارع فى تلك المنطقة منذ قبل إنشاء مستشفى سرطان الأطفال، والسوق العشوائى بجانبها موجودة منذ سنوات طويلة
وبدخول مستشفى (57357) وجدنا الأجواء فى الداخل مغايرة تماماً لما يحدث فى الخارج، فألوان حوائط المستشفى تبعث بهجة وذات خامات جيدة، إضافة إلى احتفال الأطفال بالمستشفى بشهر رمضان الكريم – أثناء إجراء التحقيق - فكانت زينة رمضان منتشرة على جميع الحوائط فى مشهد يساهم بنسبة كبيرة فى تحسين نفسية المريض.
وقال والد الطفل «وليد السيد» إن ابنه يبلغ من العمر 10 سنوات، وكان مريضا بورم فى ساقيه وذهب لعدد من المستشفيات، وتحمل مصروفات العلاج الضخمة التى أثقلت كاهله بما يقدر بـ 4 آلاف جنيه فى الشهر الواحد فى العيادات الخاصة، مشيداً بجهود المستشفى فى علاجه واستقباله لهم بدون دفع أى مصاريف.
وأشار إلى أن نجله يعالج فى المستشفى منذ 4 شهور ويحصل على جرعة من العلاج الكيماوى كل شهر، ويقيم فى المستشفى لمدة 6 أيام فترة تعاطى الجرعة ثم يعود لمنزله.
وقال والد الطفل «زياد محمد» من محافظة الشرقية، إن ابنه عمره 3 سنوات ويعالج فى المستشفى منذ مارس الماضى، مشيدا بأسلوب الأطباء والعاملين فى المستشفى، وأنه يحتاج لـ5 جرعات من العلاج الكيماوى تناول منها 4 جرعات وتتبقى واحدة فقط، ويأتى للمستشفى كل شهر لأخذ هذه الجرعة.
ولا يختلف حال الباقين عن هؤلاء، وقابلنا الدكتور شريف أبو النجا  مدير مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، أن المستشفى تستقبل المرضى من جميع طبقات الشعب المصرى ومن أى مكان فى مصر ولا يوجد بها تمييز بين غنى أو فقير، لذلك فهى من أنجح المؤسسات، وترفع شعار العدالة الاجتماعية، لكن الأغنياء عندما يرون مستوى المستشفى والخدمة المقدمة يتبرعون بمبالغ تصل إلى أكثر من عشرات أضعاف تكلفة علاج أولادهم .
 وأشار الى أنه يدعم الشباب وبقوة من خلال تدريب عدد كبير من شباب الأطباء داخل المستشفى ليتم الاعتماد عليهم فى المستقبل، وفيما يخص الأجواء المحيطة بالمستشفى من الخارج ووجود هذا الكم الهائل من العشوائية، أكد أنها فى غاية الخطورة على الصحة العامة، ويجب نقلها من المكان، موضحا أنها تمثل إمبراطورية للعاملين فيها ولم يستطع أحد نقلها من المكان مؤكدا أنها مسئولية محافظة القاهرة.
وقال إن 30% من حالات السرطان تأتى بسبب سوء التغذية، وأن التدخين والتبغ والسمنة من عوامل الخطورة للإصابة بالمرض، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 30% من الوفيات الناتجة عن السرطان يمكن تلافيها بالابتعاد عن هذه العوامل، ولفت الى وجود العديد من أنواع السرطان التى تزيد احتمالات الشفاء بشكل كبير إذا تم الكشف مبكرًا، مع تلقيها للعلاج المناسب ولفترات زمنية محددة.
الدكتور حسن شحاتة استشارى البيئة بجامعة الأزهر ، أشار إلى أنه من الضرورى تحسين الوضع البيئى للمنطقة المتاخمة لمستشفى سرطان الأطفال بمنطقة السيدة زينب كى تتناسب مع الوضع الجديد، خاصة وكانت عبارة عن حظائر للحيوانات ومحلات لبيع أحشاء وأجزاء من الذبائح وكانت تعانى من تلوث شديد نتيجة الدماء والمخلفات الحيوانية.
وأضاف: المسمط ومحلات الجزارة لن يكون لها تأثير على المستشفى أو المرضى بالداخل لأنها معقمة لكن آثارها قد تصيب الموجودين خارج المستشفى .
وأوضح أن الخطر الأكبر على الأهالى المقيمين فى المنطقة بسبب حرق المخلفات التى تصيبهم بالأمراض لهم.. انتقلنا إلى اللواء السيد نصر - نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية – والذى أكد أن أغلب المحلات الموجودة  فى محيط مستشفى سرطان الأطفال بالسيدة زينب ملك للأهالى والبعض منها مرخص، وموجودة بعلم الجهات الإدارية، والبعض الآخر غير مرخص، وأن مخلفات القمامة الموجودة  حول المستشفى يتم نقلها على مدار الساعة وفى حال وجود أى شكوى من أى مواطن يتم التعامل معها مباشرة.

تعطل الأجهزة يهدد حياة مرضى أورام أسيوط

أسيوط ـ إيهاب عمر
 يواجه معهد جنوب مصر للأورام، أزمة كبيرة بسبب تهالك الأجهزة الطبية فى الآونة الأخيرة، الأمر الذى أثر على علاج المرضى، بسبب عدم تحديث هذه الأجهزة، وكثرة أعطالها.
أكد الدكتور أسامة مصطفى - مدرس مساعد بقسم العلاج الإشعاعى بالطب النووى - أن العلاج الإشعاعى أحد الأعمدة الرئيسية الثلاثة فى علاج الأورام، مشيرا  إلى أن «جهاز المعجل الخطى» له العديد من المزايا فى علاج الأورام، حيث إنه يعالج الأورام الخبيثة الموجودة على عمق كبير فى جسم الإنسان أو حتى بعض الأورام الموجودة على سطح الجلد أو مسافات أقرب، ولا تكتمل منظومة علاج مريض السرطان، موضحا أن نقصان أى من تلك العناصر يؤثر تدريجيا بالسلب على صحة المريض وانتشار الورم داخل جسد المريض فيعيق شفائه وقد يؤدى إلى الوفاة.
وأكد توقف قسم العلاج الإشعاعى بالطب النووى، عن تقديم خدمة علاج الأشعة عن بعد (Teletherapy)، والذى يعتمد على 3 أجهزة رئيسية وهمى «جهاز المعجل الخطى - جهاز العلاج الإشعاعى - وأجهزة التخطيط الإشعاعى»، المتوقفة عن العمل نظرا لسوء حالتهم وصعوبة إجراء صيانة لتلك الأجهزة، بسبب تهالكهم وعدم توافر قطع غيار لهم من قبل الشركات.
فى حين أوضح عميد معهد جنوب مصر للأورام بأسيوط الدكتور مصطفى الشرقاوي، أن جهاز المعجل الخطى والذى يعد العمود الفقرى والبنية الأساسية لعلاج مرضى الأورام بصعيد مصر، معطل من أكثر من 6 أشهر، بالإضافة إلى جهاز العلاج الإشعاعي، وتم توفيره من خلال منحة من وزارة التعاون الدولى فى عام 1998، وتم العمل به لعلاج 250 حالة بعد وصوله، فيما زاد عدد متلقى العلاج إلى 1500 حالة سنويا، بالرغم من أعطاله الجسيمة والكثيرة، مشيرا إلى انتهاء العمر الافتراضى للجهاز منذ أكثر من 5 سنوات ماضية.
 وناشد عميد المعهد، وزارة التعليم العالي، بسرعة إمداد المعهد بالمبلغ الكافى لشراء جهاز المعجل الخطى وجهاز العلاج الإشعاعي، أو أى من الأجهزة الأخرى التى يحتاجها المعهد كأجهزة الرنين والأشعة والتخدير والتنفس الصناعى والتحاليل.
ويعتبر المعهد ثان أكبر المعاهد المتخصصة لعلاج الأورام على مستوى الجمهورية، والذى تم إنشاؤه عام 1994، لتقديم الخدمة الطبية والعلاجية لـ 8 محافظات بالصعيد هي  «المنيا ـ أسيوط ـ سوهاج ـ قنا ـ أسوان ـ الأقصر ـ البحر الأحمر ـ الوادى الجديد»، بإجمالى 25 مليون نسمة.

حقوق مرضى الإسماعيلية ضائعة بين الحقيقة والسراب

الإسماعيلية – شهيرة ونيس
وسط صراخ مرضى الأورام، ضاعت أحلامهم فى العلاج على نفقة الدولة من أمراض باتت تنهش أجسادهم يوما تلو الآخر، تحولت فكرة العلاج إلى سراب، وتبدل معهد أورام الإسماعيلية من صرح للرحمة والرأفة بأناس ضعفاء أهلكهم المرض إلى مصدر لمعاناتهم طوال الوقت، «روزاليوسف» رصدت معاناة المرضى والأطباء معا من داخل معهد  الأورام بالاسماعيلية.  
فى البداية تقول هدى محمد - زوجة أحد مرضى السرطان - والذى أصبح طريحا للفراش «بمنزله» منذ بضعة أسابيع وذلك لعدم موافقة إدارة مستشفى الأورام على صرف جرعته من العلاج الكيماوى المقرر له، مبررين ذلك بعدم استلامهم قرار الموافقة على العلاج من القاهرة، رغم موافقتها على الانتقال للقاهرة لإتمام الإجراءات، فى الوقت الذى يجهل فيه المسئولون موعد انتهاء إجراءات القرار مما يعرض حياة زوجها للخطر. ويضيف محمد السيد عبد العال  - مريض بالسرطان - أن أنواع علاج مرضى السرطان بالمعهد مقسمة إلى 4 أنواع وهم علاج على نفقة الدولة، وتأمين صحي، وعلاج اقتصادي، وأخيرا علاج مجانى والذى يتم من خلال بحث اجتماعى «للحالة « والذى يتم من خلاله اثبات عدم وجود دخل ثابت للحالة.
شادية فتحى - أم لمريضة بالسرطان – تقول عانيت الكثير مع ابنتى فى رحلة مرض كبيرة «من السرطان فى الغدد الدرقية والليمفاوية، واستئصال ثدي، وإعاقة بالساقين وغيرها الكثير من تداعيات المرض الذى قابلته إحدى الطبيبات فى تخصص الكيماوى والأشعة بالمستشفى الجامعى بكل استهزاء وسخرية قائلة لوالدة المريضة (خدى بنتك ولما تموت ابقى جيبهالى اكتبلها على علاج!!) مما دفعها إلى تقديم شكوى ضدها.
وتتمثل أزمات الأطباء داخل مركز أورام الاسماعيلية  فى نية وزير الصحة فى تحويل المستشفى التابع لهيئة المعاهد والمستشفيات التعليمية إلى أمانة المراكز الطبية المتخصصة، مع العلم أن المستشفى مجهز بشكل علاجى بحثى متكامل، وتم بالفعل توفير أجهزة طبية بالمستشفى تساعد فى الأبحاث الطبية المختلفة بتكلفة قدرها 200مليون جنيه.
وتشير القرارات الرسمية إلى إمكانية نقل أى مستشفى تابع لهيئة المعاهد والمستشفيات التعليمية بوزارة الصحة والسكان شرط أن يصلح للأغراض التعليمية، على أن يصدر قرار بذلك من رئيس الجمهورية، وأصدرت رئاسة الجمهورية قرارا رقم 19 لسنة 2010 يفيد بنقل تبعية المستشفى إلى هيئة المعاهد والمستشفيات التعليمية.
وأوضح الدكتور إيهاب شوقى مطر - رئيس قسم الجراحة بمركز أورام الاسماعيلية - أنه منذ عام 2010 وحتى تاريخه قام المستشفى باستكمال النقص به من أجهزة طبية وكوادر وكذلك تهيئة بعض المبانى حتى تصلح للعمل وترتقى لمستوى الخدمة الطبية اللائقة للمرضى وذلك بتكلفة تصل إلى 21 مليون جنيه.
وأضاف أن الإدارة السابقة على مدار 3 سنوات كانت السبب الرئيسى فى بطء الأداء بغرض إهدار وتدمير المستشفى حتى تصبح الصورة قاتمة أمام الرأى العام والجهات التنفيذية بالدولة، مشيراً إلى أن الهيئة العامة للمعاهد والمستشفيات غير قادرة على تشغيل المستشفى، وفى الوقت ذهب أطباء بالمستشفى لمكتب وزير الصحة لعرض خطة التشغيل عليه لكن لا مجيب.
وأشار إلى أن نقل تبعية المستشفى سيؤدى إلى قتل البحث العلمى الذى يساعد على كشف أسباب المرض وكذلك طرق علاج المرضى بينما المراكز الطبية فإنها تقوم بالعلاج فقط، كما أن المراكز لا تعمل وفق قانون الجامعات لسنة 49، لذا فيكون قرار النقل مخالفاً للقوانين واللوائح، فضلا عن إهدار أجهزة طبية يمكن الاستفادة منها فى البحث العلمى فى مجال الأورام.
ولخص مطر حجم المأساة التى يعانى منها الأطباء والمتمثلة فى أن المستشفى يعالج المرضى من 5 محافظات وهى «الإسماعيلية، السويس، بورسعيد، شمال سيناء، جنوب سيناء، والبحر الأحمر» بالإضافة إلى جزء من محافظة الشرقية لذا فإن مرضى هذه المحافظات فى حاجة إلى بقاء المستشفى، كذلك فإن نقل التبعية يؤثر على المرضى غير القادرين، حيث إن المستشفى يقدم العلاج وفق ثلاثة برامج وهى «نفقة الدولة، الاقتصادى، العلاج بالمجان» وفى حالة نقل تبعية المستشفى فإنه سيعالج وفق برنامجين فقط وهما «نفقة الدولة والاقتصادى».

«أورام أسوان» قبلة مرضى السرطان فى الجنوب

أسوان- محمد الشريف
يتردد عليه 3500 مريض شهرياً للعلاج من الأورام السرطانية من محافظة أسوان والمحافظات المجاورة، وعند دخول المريض لأروقته يأمل أن تنتهى آلامه من خلاله، إنه مركز ومعهد الأورام بأسوان والذى تم إنشاؤه عام 1998 .. «روزاليوسف» تفقدت المركز للوقوف على مطالب المرضى المترددين عليه وتعرفت عن قرب على أوجاعهم مع المرض، وخطة المسئولين نحو تقديم أفضل خدمة للمرضي.
قالت الحاجة نعمة – إحدى المرضى - إنها سعيدة بما قدره الله لها، ولا تيأس من رحمته فى علاج مرضها، لأنها مصابة بسرطان حميد فى الثدى حيث ترى أن هناك تجاوبًا من أعضاء الفريق الصحى فى تقديم العلاج لها ومتابعة حالتها .
وأوضحت سعاد على - ابنة لإحدى المريضات - بأن والدتها محتجزة بالمعهد لتلقى العلاج من مرض السرطان، وأنها تشيد بمتابعة الأطباء لها داخل المعهد حيث إنه يتم توفير التحاليل والمناظير لمتابعة الحالة أولا بأول، كما أن هناك اهتمامًا أيضاً بمستوى النظافة منعاً لنقل أى أمراض سواء للمرضى المتلقين للعلاج أو للزائرين أو حتى لفريق الأطباء والتمريض.
وكان عدد من المرضى يشكون منذ نحو عام مضى فى 21 مايو 2014 من توقف صرف الفلنشات والأكياس الخاصة بالمرضى الذين تستلزم حالتهم المرضية تحويل مجرى البول وذلك بعد أن تولت شركة الجمهورية توزيع هذه الفلنشات بدلاً من معهد الأورام .
وأشاروا إلى أنهم يتعالجون على نفقة الدولة ولا تسمح ظروفهم المادية شراء هذه الفلنشات من خارج المعهد والتى تتجاوز قيمتها 400 جنيه شهرياً .
وطالبوا بسرعة حل هذه المشكلة إما بإلغاء التعاقد مع شركة الجمهورية وأن يتولى معهد الأورام بأسوان توزيع الفلنشات كما كان يحدث من قبل، أو أن يتواجد مندوب من الشركة بشكل دورى فى المعهد من أجل راحة المرضي، هذا بالإضافة إلى احتياج المعهد لعدد من التجهيزات الطبية غير المتوافرة والعلاج لخدمة المرضى.
ومن جانبه أكد الدكتور حازم الفيل - مدير عام معهد الأورام بأسوان - بأنه تم فى شهر ديسمبر الماضى افتتاح المبنى الجديد الخاص بالعيادات الخارجية بعد أن شهد التطوير داخل غرفتى العمليات بالمركز بتكلفة بلغت 1.5 مليون جنيه، والتى شملت تزويد الغرفتين بحوائط  كوريان وأرضيات من الفانيل المضاد للبكتيريا، علاوة على تجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية بجانب 2 سرير عمليات حديثة وجهازى تخدير، علاوة على تجهيز غرفة الإفاقة الملحقة بهما بأحدث أسرة الإفاقة فى الشرق الأوسط .
 وقال بأن تكلفة عملية التطوير لغرفتى العمليات جاءت من حصيلة تبرعات أهل الخير وذلك بإجمالى 19 مليون جنيه تستهدف تطوير لجميع أقسام المعهد .
موضحاً بأن الإحصاءات الحديثة تشير إلى أن واحدة من بين 8 سيدات عرضه للإصابة بسرطان الثدي، كما أن الكشف المبكر للمرض يساهم فى تحقيق الشفاء الكامل بنسبة 98% من الحالات المصابة.
وفى نفس السياق ناشد محافظ أسوان اللواء مصطفى يسرى منظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية للمشاركة الجادة والفعالة لتعزيز دورها فى تكثيف التوعية بأخطار الأورام، وكيفية التعامل معه, بجانب تقديم الدعم المادى والمعنوى بالتنسيق مع الجهات التنفيذية والعلمية.