الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«بيزنس إنسايدر» تصف الحدث بـ»ذوبان الجليد التاريخى»

«بيزنس إنسايدر» تصف الحدث بـ»ذوبان الجليد التاريخى»
«بيزنس إنسايدر» تصف الحدث بـ»ذوبان الجليد التاريخى»




ترجمة - وسام النحراوى


أعادت الولايات المتحدة وكوبا العلاقات الدبلوماسية بينهما رسميا بعد نحو 50 عاما من القطيعة فى أعقاب الحرب الباردة ،حيث تم رفع البعثات الدبلوماسية فى كل من البلدين من مكاتب رعاية مصالح إلى مستوى سفارات، وتم رفع العلم الكوبى فى بهو وزارة الخارجية الأمريكية مع أعلام البلدان الأخرى التى لديها علاقات دبلوماسية مع واشنطن.
ورأس برونو رودريجيز وزير الخارجية الكوبى احتفال رفع العلم الكوبى لأول مرة منذ 54 عاما فوق قصر سيمثل سفارة هافانا من جديد فى واشنطن، بينما سيعاد فتح السفارة الأمريكية فى هافانا أيضا ولكن لن يرفع العلم الأمريكى هنالك إلا بعد زيارة مرتقبة سيقوم بها كيرى الشهر المقبل.
وأعقب هذه المناسبة الرمزية اجتماع فى وزارة الخارجية الأمريكية بين وزير الخارجية جون كيرى ورودريجيز وهو أول وزير خارجية كوبى يقوم بزيارة رسمية لواشنطن منذ الثورة الكوبية عام1959.
فى السياق نفسه، ألقت الصحف العالمية الضوء على هذا الحدث، فقد وصفت مجلة «بيزنس إنسايدر» الأمريكية عودة العلاقات بين البلدين بـ«ذوبان الجليد التاريخي»، متوقعة أن الخلافات لن تزال بشكل كامل ونهائى وأن الجهود نحو التطبيع الكامل بين واشنطن وهافانا التى يحكمها الشيوعيون ستمضى ببطء.
وأوضحت المجلة الامريكية أن الاحتفالات فى واشنطن ستضم أكثر من 500 شخص من البلدين ، وقد وجهت الدعوات لاعضاء الكونجرس  المتشددين المناهضين لكاسترو، وسيرأس الوفد الأمريكى روبرتا جاكوبسون مساعدة وزير الخارجية لشئون أمريكا اللاتينية، والتى أكدت  أن إنهاء الوضع الدبلوماسى القائم هو تحسن بحد ذاته حتى وإن لم ترفع كل القيود على السفارة الأمريكية فى هافانا.
أما فى هافانا، فسيتحول المبنى الذى يضم الممثلية الدبلوماسية الأمريكية إلى سفارة فى وقت متزامن، لكن دون حفل رسمى فى انتظار زيارة محتملة لجون كيري.
من جهتها، استعرضت صحيفة «التليجراف» البريطانية تاريخ قطع العلاقات بين البلدين، حيث قام دوايت ايزنهاور الرئيس الامريكى فى عام 1961بقطع العلاقات الدبلوماسية فى أعقاب الثورة الكوبية والاستيلاء على السلطة، حيث فرضت واشنطن عقوبات قاسية على الجزيرة الشيوعية.
وبالتالي، فقد اشترطت كوبا لإعادة العلاقات أن يتم تعويضها عن طريق رفع الحظر التجارى ، فى حين تطالب واشنطن كوبا بتحسين سجلها فى مجال حقوق الإنسان.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن كوبا تحتاج الولايات المتحدة كمحرك اقتصادى لإنقاذها متأملة فى جذب استثمارات أجنبية جديدة ورأس المال البشرى لتحديث النموذج الاشتراكي، ولكن «التليجراف» حذرت أنه من دون إجراء إصلاح سياسى وبناء الثقة والطمأنينة لن يتحقق أيا من ذلك.
وأشارت «التليجراف» إلى أن المنشقين فى كوبا اتهموا النظام بأنه يمارس مزيداً من القمع منذ الاتفاق المبرم بين أوباما وكاسترو.
من جهتها، عقدت صحيفة «الجارديان» البريطانية مقارنه بين أوباما وسلفه جورج بوش، مستعرضة جهود أوباما الرامية للتصالح مع الجميع وتقليل أعداء أمريكا حول العالم، حيث يبتعد الرئيس الامريكى الحالى تماما عن الخيارات العسكرية ويفضل الحلول الدبلوماسية، على عكس بوش الذى ورط واشنطن فى عدة حروب فى أنحاء متعددة إبان حكمه.
أما صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية فقد سلطت الضوء على الخطوات التى اتخذتها واشنطن مسبقا تمهيدا لبدء التطبيع مع كوبا بما فى ذلك إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية، وإزالة كوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتخفيف القيود المالية والسفر وتشجيع حركة المبيعات والصادرات إلى القطاع الخاص التجارى المتنامى فى كوبا.
وتوقعت «وول ستريت جورنال» بدء محادثات جادة حول التعويض بين الجانبيين، حيث قدمت آلاف من الدعاوى القضائية وتقدر قيمتها بأكثر من 7 مليارات دولار ضد كوبا، فى حين يؤكد الكوبيون أن أمريكا تدين لهم  بأكثر من 100 مليار دولار تعويضا عن الأضرار الناجمة عن الحصار.