الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انقسام بين الداعين لمليونية «24» حول المطالب والأهداف




 تزايدت حالة الاستقطاب بين الداعين لمليونية 24 أغسطس والرافضين لها بل تزايدت الانقسامات بين القوي المشاركة حول الأهداف والتحركات مع بداية العد التنازلي لانطلاق المظاهرات المزمع تنظيمها غدا، ففي حين تبني عضو مجلس الشعب المنحل محمد أبوحامد الدعوة للتظاهر فإن الجبهة المصرية للدفاع عن القوات المسلحة هاجمت أبوحامد بقوة بلغت حد وصف تحركاته ودعواته «بالمشبوهة» مطالبينه بالكشف عن مصادر تمويله وسط تراجع حاد عن مطلب اسقاط الرئيس محمد مرسي وتعديل مطالب المظاهرات الي مطالبات بتحقيق أهداف ثورية وحل جماعة الاخوان المسلمين ورفض توجهات إلغاء الدعم عن الوقود وحماية حرية الرأي والتعبير فيما يطالب البعض بحل الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور وإعادة تشكيلها تشكيلا عادلا يمثل جميع طوائف المجتمع.
وأعلنت جبهة الدفاع عن القوات المسلحة أنها لن تتظاهر أمام قصر الرئاسة ولا وزارة الدفاع وهي الأماكن التي ستتظاهر بها مجموعة أبوحامد مؤكدة أنها اختارت المنصة مقرا لها رافضة في الوقت ذاته المطالبة بإقالة الرئيس بل ستدعو الي تحقيق مجموعة من المطالب الثورية تحت شعار «اغضب يا مصري».
واتهمت الجبهة في بيان لها أمس محمد أبوحامد بالحصول علي دعم من مصادر مجهولة لتحمل نفقات انتقال المشاركين من محافظات الدلتا مطالبة إياه بالاعلان عن مصدر تمويل نفقات تلك الاتوبيسات التي ستنقل المشاركين.
وأكدت الجبهة أن تظاهراتها ستكون سلمية وأن مطالبها بعيدة عن المطالبة باسقاط الرئيس أو النظام وتابعت الجبهة في بيان أصدرته طالبنا المشاركين بعدم ترديد هتافات مطالبة بسقوط الرئيس وحذرناهم من الاحتشاد أمام وزارة الدفاع.
ويشارك مع هذا الفصيل عدد من الائتلافات هي «ائتلاف ماسبيرو وائتلاف مصر الجديدة عنه وائتلاف اقباط الاحرار وائتلاف العسكريين المتقاعدين بالاسكندرية ولجان الجبهة في محافظات السويس وبورسعيد والاسكندرية وكفر الشيخ وقنا وأسوان والاقصر.
ومن جانبه قال محمد أبوحامد عضو مجلس الشعب السابق: الهدف من الهجوم علينا هو الشوشرة علي التظاهرة وحب الظهور من جانب البعض وتابع في تصريحات خاصة أطالب النائب العام بالتحقيق معي اذا ثبت حصولي علي أي أموال من أي جهة وأقول لن لديه أي مستند أو دليل فليقدمه.
وكشف أبوحامد أنه عقد اجتماعا تنسيقيا مع عدد من المشاركين في التظاهرات التي دعا للخروج إليها حدد فيه أماكن التحرك التي ستنطلق منها التظاهرات حيث تنطلق من ميدان العباسية وشارع الخليفة المأمون وأمام الأمانة العامة لوزارة الدفاع والقصر الجمهوري ومنطقة روكسي، لافتا إلي أنهم سيقومون بالاعتصام لحين الاستجابة لمطالبهم علي ألا تكون هناك مسيرات بمناطق مختلفة نظرا لصعوبة عملية التأمين.
وأكد أبوحامد أن كل مقومات الثورة الحقيقية كما كان وقت 25 يناير 2011 سيتم توفيرها، بما في ذلك خطة للتصعيد في المحافظات مع وجود لجنة إعلامية خاصة رافضا الاتهامات الموجهة له من قبل بعض من يصفهم بكتاب السلطة «الإخوان».
ومن جانبه قال د.أيمن نور مؤسس حزب غد الثورة ان التظاهر السلمي حق مكفول لكن حزبه لن يشارك في هذه التظاهرات نظرا لان المطالب الخاصة بها غير واضحة ولقناعة الحزب بأنها دعوي متعجلة وغير مستندة لامور واضحة متمنيا أن تكون في الاطار السلمي فقط للدعوة ولكنني اتحفظ علي المطالب غير الواضحة والتوقيت المتعجل لها.
وقال محمود عطية مؤسس ائتلاف مصر فوق الجميع وأحد الائتلافات المشاركة في تظاهرات الغد أن مشاركتهم تأتي بعيدا عن أي انتماءات حزبية أو سياسية لأي مجموعة أو فئة تحاول استغلال الموقف.
وأشار عطية الي أنهم سيدفعون بعناصر من المحافظات للتظاهر امام المنصة علي ألا يكون هناك اعتصام وإنما رسالة الي المسئولين وعلي رأسهم الرئيس بعيدا عن العنف.
واكد اتحاد شباب الثورة ان الدعوة لمظاهرات يوم 24 أغسطس هي دعوة صادرة من أنصار الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي الخاسر والذي وصفوه بمرشح الثورة المضادة والمجلس العسكري وأن هذه الدعوة لا علاقة لها بثورة 25 يناير أو اهدافها او مطالبها موضحا أنه لا يصح أبداً الخروج مع انصار الثورة المضادة التي تنادي بعودة المجلس العسكري والنظام البائد فهناك فرق بين من يدعو لاسقاط نظام فاسد و بين من يدعو  لعودته.
وأشار اتحاد شباب الثورة إلي أنه رغم الخلاف مع جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة  وقياداته إلا ان هناك الآن رئيسا منتخبا انتخابا حرا نزيها اعترف بنجاحه الفريق شفيق المرشح المنافس له في جولة الاعادة.
ومن جانبه قال تامر القاضي المتحدث الرسمي باسم الاتحاد أنه رغم ان هذه الدعوة لانصار شفيق والمجلس العسكري وخارج الاطار الثوري لثورة 25 يناير فإنه من غير المقبول علي الاطلاق تسمية الداعين لها بالخوارج والافتاء بتطبيق حد الحرابة عليهم.
ونفت 19 حركة شبابية وثورية مشاركتها في مظاهرات 24 أغسطس المقبل مؤكدين رفضهم لتلك الدعوة من الاساس ولفتت الحركات أن عدم مشاركتها لا تعني تأييدها لقرارات الرئيس محمد مرسي وتعاطفهم مع جماعة الإخوان المسلمين بينما تأتي لمنح الرئيس مرسي مهلة حقيقية حتي يتسني لهم مطالبته بتقديم كشف حساب عما فعله منذ توليه مهام منصبه.
وتأتي في مقدمة الحركات الثورية المعبرون عن شباب الثورة والرافضون للمشاركة في مظاهرات 24 أغسطس تحالف القوي الثورية وائتلاف ثوار مصر واتحاد شباب الثورة وحركة العدالة والحرية والمصري الحر وحركة 6 أبريل «الجبهتين» والجبهة القومية للعدالة والحرية.
وأكدا المجلس القومي لحقوق الانسان أن التظاهر السلمي حق للمواطنين للتعبير عن آرائهم شريطة عدم المساس بممتلكات الدولة والممتلكات الخاصة للافراد، وقال محمد فايق نائب رئيس المجلس في تصريحات صحفية إن المجلس يساند أي تظاهرات سلمية دون تعطيل مصالح المواطنين مع ضرورة احترام القانون ومدنية الدولة المصرية باعتبارها دولة نظامها ديمقراطي يقوم علي المواطنة واستقلال القضاء والحفاظ علي المادة الثانية من الدستور.
فيما أعلنت منظمات حقوقية أنها ستكتفي بالمراقبة لرصد احداث اليوم بصفة عامة ومتابعة تجاوزات القوي السياسية وردود افعال الاخوان المسلمين، وفي هذا السياق أعلن د.سعد الدين ابراهيم تأييده للنزول في هذه المظاهرات تأكيدا علي مدنية الدولة،وقالت داليا زيادة المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون لـ«روزاليوسف» ان المركز سيعد تقريرا حول الحدث مشيرة الي ردود افعال جماعة الاخوان المسلمين والتي تدل علي أنهم في حالة رعب مما سيحدث في هذه المظاهرات.
من جانبه قال شريف هلالي مدير المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني لـ«روزاليوسف» إن المنظمات مع حق التظاهر السلمي باعتباره حقا اساسيا من حقوق الانسان منتقدا أي تصريحات للقوي السياسية تهدد المتظاهرين بعدم النزول لممارسة هذا الحق الطبيعي.
فيما أعلنت ائتلافات اقباط مصر وشباب ماسبيرو المشاركة في المظاهرات ضد «أخونة الدولة» ومنح رئيس الجمهورية لنفسه صلاحية التشريع بإلغاء الاعلان الدستوري.
وأعلن اتحاد العمال رفضه المشاركة في المظاهرات والاحتجاجات التي دعا اليها عدد من القوي والحركات السياسية غدا الجمعة للحفاظ علي مدنية الدولة ورفض سيطرة الاخوان علي كل المؤسسات.
وقال أحمد عبد الظاهر رئيس اتحاد العمال ان الاتحاد يرفض المشاركة في اي مظاهرات واحتجاجات في الوقت الحالي حفاظا علي العملية الانتاجية وضمان عدم تأثر  الاقتصاد المصري بالسالب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
وأشار عبد الظاهر في تصريحات خاصة الي ان الاتحاد سوف يوجه الدعوة لجميع العمال في مواقع العمل يناشدهم عدم النزول والانسياق وراء أي احتجاجات قد تتسبب في حدوث اشتباكات وتنتج عنها عمليات تخريبية وهو الامر الذي يرفضه العمال في جميع المواقع حفاظا علي عجلة الانتاج.
فيما رفعت معظم الاحزاب اليسارية والليبرالية المشاركة وقالت إنها ستسقط الاخوان بالصناديق عبر الانتخابات وليس بالمظاهرات، وبدأ حزب الوفد الاتصال بالعائلات الكبيرة في المحافظات املا في اقناع عناصرهم بخوص الانتخابات في الدوائر التي يتمتعون فيها بشعبية، وهو الامر الذي قابله هجوم اخواني علي الوفد واتهامه بالاستعانة بعناصر النظام السابق او الحزب الوطني المنحل  لخوض المعركة الانتخابية.
اللافت أن الحزب بدأ في خطة تقوم علي شرح مواقفه من الاخوان للجماهير وتقوم الخطة التي تقوم بها لجنة الانتخابات الداخلية بالحزب علي ان الخلاف بينهم وبين الاخوان خلافا خلاف سياسي لا علاقة له بالدين.
فيما بدأ حزب التجمع في جمع تبرعات من أعضائه استعدادا للمعركة البرلمانية نظرا لعدم وجود موارد مالية تساعده علي خوض المعركة الانتخابية وينسق في هذا السياق مع أحزاب المصريين الاحرار والمصري الديمقراطي الاجتماعي و غيره من التيارات المدنية فيما يعرف بكتلة "التيار الثالث " التي تعقد اجتماعات مكثفة من اجل فكرة التنسيق الانتخابي وترفض الاعلان عن التفاصيل خوفا من تفخيخها اذا ما واجهت مشاكل تشبه الازمات التي واجهت الكتلة المصرية التي ضمت نفس الاحزاب في الانتخابات السابقة، رافضا المطالبة بإقالة رئيس منتخب وفقا لمصادر بالحزب.
وتقوم احزاب المصريين الاحرار والمصري الديمقراطي الاجتماعي باعادة ترتيب البيت الداخلي لها باجراء انتخابات في القواعد تمهيدا لتشكيل تكتل في القواعد يدعم مرشحي الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة.