الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

علاء أبو القاسم: كنت واثقاً من الفوز بميدالية أوليمبية.. وقاطعت كرة القدم منذ أحداث مجزرة بورسعيد







أهدى البطل المصرى والحاصل على الميدالية الفضية فى المبارزة بأوليمبياد لندن علاء أبو القاسم، ميداليته الأولمبية لروح والده الذى توفى قبل نحو ستة شهور، قائلا إنه لعب مباراته الأخيرة ضد رغبة طبيبه الذى نصحه بالانسحاب.
واشتكى البطل الأوليمبى المصرى فى حواره لشبكة «CNN»، من الإهمال الذى تعرض له طوال مشواره الرياضي، ولكنه الآن يشعر بالاهتمام، وطالب بضرورة إجبار الشركات ورجال الأعمال على رعاية أبطال الألعاب الفردية التى تحقق ميداليات أوليمبية.


■ فى البداية: هل توقعت الفوز بميدالية أولمبية فى لندن؟
- كنت واثقا من الفوز بميدالية أولمبية فى لندن، وقلت لأسرتى قبل السفر إلى لندن «رايح الأوليمبياد أجيب ميدالية وأرجع» وكنت راغبا فى العودة من لندن بإنجاز تاريخى بتحقيق ميدالية أولمبية لأهديها إلى روح والدى الذى توفى دون أن أراه لأنى كنت فى معسكر إعداد فى ألمانيا، وعندما تعرضت لإصابة قبل المباراة الأخيرة، صممت على اللعب من أجل تحقيق هدفين وضعتهما فى تفكيري، الأول هو رفع علم مصر فى المحفل الأوليمبى كأول مصرى يحقق ميدالية أوليمبية فى لعبة السلاح، والثانى هو تحقيق حلم والدى قبل وفاته، فقد دخلت البطولة وكنت أصدق فى نفسى أن بإمكانى الفوز بميدالية، لذلك ففرحتى فى النهاية لا توصف.


■ بماذا فكرت عندما حصلت على الميدالية الفضية؟
- أول ما طرأ فى تفكيرى هو الاتصال بوالدتي، إلا أنى فشلت فى الاتصال بها، ولكن توصلت إليها عن طريق أحد البرامج التليفزيونية، حيث كنت مشتاقا لسماع صوتها، وصممت على العودة للقاهرة فورا ورفضت الانتظار فى لندن حتى العودة مع المسئولين فى اليوم الأخير.


■ هل حزنت لعدم حصولك على الميدالية الذهبية؟
- مستواى ارتفع من مباراة لأخرى، حتى وصلت إلى المباراة النهائية، إلا أن الإصابة التى تعرضت لها فى كتفى حرمتنى من الحصول على الميدالية الذهبية، وبالتأكيد حزنت لعدم حصولى على المركز الأول، ولكنى فخور بأنى أول لاعب عربى وأفريقى يحصل على ميدالية أولمبية فى لعبة سلاح الشيش، ونصحنى الطبيب قبل اللقاء الأخير بالانسحاب بسبب إصابتى ولكنى رفضت وقلت له أنى سألعب المباراة حتى ولو كنت بيد واحدة، وأنتهز هذه الفرصة لأهدى الميدالية الأولمبية لكل الشعب المصرى ولعائلتى ولروح والدى لأنه وقف إلى جوارى كثيرا وشجعنى بقوة على الاستمرار، والحمد لله أنى حققت حلمه بإحراز ميدالية أوليمبية لمصر.


■ ما هى أصعب لحظة مرت عليك خلال الأولمبياد؟
- عندما تعرضت لإصابة فى المباراة النهائية أمام الصينى شينج لي، فإصابة الذراع فى هذه اللعبة هى أسوأ ما يمكن أن يحدث للاعب، فلا أستطيع تنفيذ أى من حركاتى للانقضاض على المنافس، ولكنى رفضت الانسحاب وفضلت أن أقاتل للنهاية.


■ كيف كان إعدادك لأولمبياد لندن؟
- تعرضت لإهمال شديد قبل الأولمبياد، لكن الحمد لله حققت الحلم بالحصول على أول ميدالية فضية فى تاريخ العرب وأفريقيا، وقد بذلت مجهودا كبيرا للوصول لهذا الإنجاز، ولم يرعانى أحد سواء من الإعلام أو من الشركات الراعية للأبطال الرياضيين، بل لم يكن أحد يعرفنى قبل الحصول على الميدالية الأولمبية التى حققتها بفضل والدتى وعائلتى الذين ساندونى ووقفوا بجواري، أضيف إلى هؤلاء الكابتن عبدالرازق الشرقاوي، أول مدرب قام بتدريبي، وكذلك الكابتن محمد السيد الذى مكننى من الحصول على أول ميدالية فى بطولة العالم للناشئين.


■ هل ترى أنك حصلت على التكريم اللائق بعد الحصول على الميدالية الأوليمبية؟
- نعم احتفت بى مصر بشكل لم أكن أتصوره، وسعدت بتهنئة رئيس الجمهورية محمد مرسى على تويتر، وأيضا تهنئة رئيس الوزراء هشام قنديل، بالإضافة لتهنئه محمد البرادعى صاحب جائزة نوبل للسلام، كما احتفل بى وزير الدولة للرياضة العامرى فاروق، أشكرهم جميعا مع كامل تقديرى وشكرى للشعب المصرى الذى تابع المباراة النهائية وتشجيعهم لى وكأنهم يشاهدون مباراة كرة القدم.


■ متى بدأت مشوارك الرياضي؟
- البداية كانت مع لعبة السباحة ثم الكرة الطائرة والكاراتيه وفكرت فى لعب كرة القدم، ولكنى لم أجد نفسى فى كل الرياضات التى مارستها، وكنت أتمنى لعب كرة القدم التى أعشقها ولكنى قررت الابتعاد عنها خوفا من مشاكلها، الصدفة قادتنى لحمل السلاح لأجد نفسى أشعر بقمة المتعة مثل أى طفل يتمنى حمل السيف وارتداء القناع، واكتسب الخبرة فى سن صغيرة من رحلاتى الخارجية وقضيت على الخجل الذى كان كنت أعانى منه.
 
■ هل حققت بطولات فى السلاح قبل الأوليمبياد؟
- حققت العديد من بطولات العالم دون أن يشعر بى أحد، وكنت أدفع من جيبى الخاص وواجهت كثيرا من التحديات بلا أى مقابل، الأولمبياد كانت التحدى الأخير لي، أو بمعنى أدق الأولمبياد كانت بالنسبة لى حياة أو موت، إذا أخفقت فيها كانت نهاية مشوارى مع سلاح الشيش.
 
■ ما حقيقة احترافك للعبة سلاح الشيش؟
- احترفت قبل سنوات فى نادى «إيكس أن بروفينس» الفرنسى بجانب نادى السلاح المصري، وكنت أسافر ثلاث مرات فى العام لأخوض البطولة المحلية هناك، رفضت منحتين دراسيتين بأمريكا حتى لا أشتت تركيزي، كما وصلنى عرض للعب باسم المنتخب الجزائرى لأن أمى جزائرية، إلا أنى رفضت وتمسكت باللعب باسم مصر.
 
■ ماذا تطلب الآن من المسئولين عن الرياضة فى مصر؟
- يجب وضع قانون يجبر الشركات ورجال الأعمال على دعم الرياضات الفردية الأولمبية من أجل مزيد من الميداليات.
 
■ هل ما زلت تفكر فى كرة القدم وتتابعها؟
- قاطعت كرة القدم بعد مجزرة بورسعيد التى وقعت فى فبراير الماضي، ولم أتخيل يوما أن تتحول متعتى بمشاهدة كرة القدم إلى أبشع منظر رأيته فى حياتي، وللأسف لا أحد يأخذ حقه فى هذا البلد والدم المصرى أصبح رخيصا، وأشجع فريق الأهلى فى مصر وبرشلونة على المستوى العالمى.