الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

درس 23 يوليو الثقافى

درس 23 يوليو الثقافى
درس 23 يوليو الثقافى




منذ 1956 وحتى 1970 تحرك جمال عبد الناصر فى إتجاه الثقافة والفنون بشكل مؤثر ومؤسس وبمتابعة شخصية منه، فكم كان يسعد بما يقدمه له د. ثروت عكاشة من إقتراحات، مثل إنشاء أكاديمية الفنون ومصلحة الفنون وغيرها من المؤسسات الهامة التى دعمها الرئيس وتابعها بنفسه رغم كل التحديات الخطرة التى أحاطت بفترة رئاسته. ولذلك فإن المشروع الذى تبنته ثورة يوليو 1952 قد تجسد حياً مع فترة رئاسته للجمهورية، وقد كانت الثقافة أحد العناصر الأساسية فى مشروع يوليو العظيم.
لقد كان جمال عبد الناصر يدرك أن الثقافة والفنون هما الركيزة الأساسية لبناء مواطنة تقوم على الفهم والمشاركة الإيجابية، ولذلك فالحراك الاجتماعى لثورة 1952 عبر التعليم وإعادة تعريف المكانة الإجتماعية مر عبر بناء ثقافى كثيف، وعملية تفاعل ثقافى حقيقى يستهدف أعلى البنية الاجتماعية وأسفلها، ولذلك تبقى القيمة الرمزية والتاريخية لثورة يوليو مستندة على القيم الثقافية الوطنية وغيرها، وهذا سر حيويتها حتى الآن، فهى لم تقدم إنجازات ملموسة للجماهير فقط، بل قدمت إطاراً ثقافياً قادراً على صناعة الانسجام الوطني، وقادراً على الحفاظ على وحدة وطنية مزاجية تجمع جميع أطياف الشعب المصري، وتحافظ على احترامه لذاته ولثورته وللتفاهم المشترك بين جميع أبناء مصر. إن الإعتزاز بالإنتماء لمشروع ثورة 23 يونيو كان هو الطاقة الإيجابية للمصريين والتى دعمت إرادتهم وإرادة الدولة والثورة لتخطى كل الصعوبات التى واجهتها يوليو.
والآن ما هو المشروع الثقافى لثورة 25 يناير وثورة 30 يوليو؟
بالتأكيد يجب أن يبدأ بهدف واحد كبير هو الحفاظ على تناغم ولحمة هذا الشعب ونبذ وإفساد كل محاولات تقسيمه نفسياً، وهو هدف يجب أن يقوم بتفعيل النص الدستورى التأسيسى المستند على شرعية الثورتين معاً لدعم مشروع الجمهورية الجديدة ومنجزاته المادية الملموسة، والعمل على كشف محاولات التشكيك والهزيمة النفسية لانتماء هذا الشعب لقيم الثورتين 25 / 30 معاً، لأن المستقبل بلا إنتماء جماعى لتلك القيم المدنية الديمقراطية، سيخصم من الرصيد الرمزى لإنجاز المصريين العبقرى فى ميدان التحرير وميادين مصر، ولذلك فالعمل الثقافى الكثيف، والذى يجب أن يبدأ بخطوات جادة لإصلاح المؤسسات الثقافية الكبرى الموروثة من ثورة 23 يوليو ضرورة لأى مشروع مصرى قادم، بالتأكيد لابد من تغيير أهداف تلك المؤسسات فى إطار عالم معاصر يركز على تبادل الأخبار والصور والثقافات عبر الشبكة الدولية للمعلومات، والتى هى سبب ثقافى لثورة 25 يناير.