الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مسارح الهيئة العامة لقصور الثقافة متهالكة وخارج نطاق الخدمة

مسارح الهيئة العامة لقصور الثقافة متهالكة وخارج نطاق الخدمة
مسارح الهيئة العامة لقصور الثقافة متهالكة وخارج نطاق الخدمة




كتبت - هند سلامة


على الرغم من الهدف النبيل، الذى قررت أن تقيم على أساسه وزارة الثقافة مبادرة صيف ولادنا، والتى تهدف إلى إقامة عروض مسرحية بالمحافظات، كى يشاهدها أهالى المحافظات مجانا، وهى خطوة جيدة تحسب للوزارة، فى محاولة، لخلق حالة من نشر الوعى والفن بين الناس، لكن النوايا الحسنة، لا تكفى أحيانا لتحقيق الأهداف السامية، خاصة إذا كانت هذه الأهداف، مهمتها فى المقام الأول، إمتاع الجمهور وتغيير ما اعتاد عليه، ففى أولى جولات، صيف ولادنا سافر العرض المسرحى، «رجالة وستات» إلى محافظتى دمياط والمنصورة، وتم عرضه على مسارح قصور الثقافة بالمحافظتين، وكانت المفاجأة فى انتظار أبطال العرض، كما يقول مخرجه إسلام إمام:
الإقامة كانت محترمة، والتعامل كان جيدا، لكن المسارح بهذه الأماكن، بها مشاكل جوهرية، فعندما وصلنا كى نبدأ العرض، لم نجد جهاز تشغيل الصوت، لأن مسارح قصور الثقافة، غير مجهزة رغم أنها، مسارح كبيرة وضخمة جدا، لكن للأسف بها أشياء جوهرية غير مكتملة، فانتظرنا حتى نستطيع الحصول على جهاز الصوت، إلى جانب أن الموظفين بهذه المسارح، لا يجيدون التعامل مع المسرح المحترف، لأنهم اعتادوا التعامل مع عروض الهيئة العامة لقصور الثقافة، التى يعتبرونها مجرد «سد خانة»، لأن هذه العروض لشباب يعرض أيام معدودة فى السنة، وبالتالى تغلق المسارح للسنة المقبلة، لذلك المسرح غير مؤهل، أو مستعد لاستقبال عرض محترف، فلم نجد الغرف للممثلين، ووجدنا مجرد غرف بدائية للموظفين!!
ويضيف: أما المشكلة الكبرى، والتى تنسف فكرة المبادرة من الأساس هى عدم وجود، دعاية وإعلان كافية عن العروض، التى من المقرر عرضها بهذه المحافظات، فلم يتم الإعلان عن العرض قبلها بوقت كاف، واكتفوا فقط بتعليق لافتة واحدة، أمام المسرح يوم افتتاح المسرحية، وبالتالى اضطر فريق العمل، أن يبذل مجهودا ذاتيا، وقمنا بدعوة أصدقائنا، إلى جانب الجمهور المهتم بالمسرح، وفيما عدا ذلك لم يأت أحد، ولم يتحقق الهدف الأساسى من المشروع، الذى تقيمه الوزارة لأهالى المحافظة ولم تعلن عنه!!
وتصديقا على قول المخرج إسلام إمام، فيما يتعلق بالأزمات التقنية التى تعانى منها مسارح قصور الثقافة، يؤكد المسرحيون بالثقافة الجماهيرية، خاصة المشاركين بالدورة 41 للمهرجان الختامى، لفرق الأقاليم والذى بدأت فعالياته أمس الخميس، على تفاقم أزمة مسارح الهيئة، التى تتطور عام بعد عام، فمنها ما أصبح مغلقا منذ سنوات، ومسارح أخرى متهالكة بسبب سوء الصيانة والاستخدام، فيقول المخرج المسرحى جمال ياقوت:
فيما يخص الإسكندرية، على سبيل المثال، لدينا مسرح قصر ثقافة الأنفوشى، ويتم ترميمه منذ عام 2008 وحتى الآن، ومسرح مصطفى كامل، تم إغلاقه من قبل الدفاع المدنى بعد حادثة بنى سويف، وكذلك مسرح سيدى جابر، فبدلا من السعى لإيجاد حل لهذه المسارح لتأمينها، رأوا أن الحل الأمثل هو إغلاقها، وبالتالى أصبح مسرحيو الهيئة يتسولون مسارح البيت الفنى للمسرح.
ويقول: البنية التحتية، لمسارح الهيئة غير موجودة ومهترئة، والموظفون ليس لديهم سبب، أو دافع لحل المشكلة، فالهيئة العامة لقصور الثقافة، عندما تم انشاؤها، كان هدفها أن تقوم بعمل خدمة فنية وثقافية للمجتمع، سواء على مستوى المسرح أو الشعر أو الموسيقى، لكنها فجأة تحولت إلى مكان ومصدر رزق لبعض الممارسين، واخترع المكان وظائف وهمية، لمجموعة أشخاص غير عاملين أو فاعلين، فلماذا لم تتم إعادة هيكلة المكان الذى يحمل 90% عمالة زائدة.
وكذلك يقول المخرج عمرو قابيل: مسارح الثقافة الجماهيرية، لا تخضع لأى صيانة تذكر، ومنذ أربع سنوات، ذهبت لإخراج عرض «حفلة تنكرية»، بقصر ثقافة الزقازيق، وجدنا أجهزة البروجيكتور محترقة، وكذلك أجهزة الصوت والإنارة، وبعد هذه الحادثة بأربع سنوات، ذهبت لنفس المكان للمرة الثانية، ووجدت نفس الأزمة، لم تحل بعد حتى اليوم!
ويضيف: لأن هذه الأمكان، لا تخضع لأى صيانة دورية، كما يجب أن يحدث، فهى لا تعمل سوى أيام محدودة، بالسنة وبالتالى تتعرض الأجهزة للتلف، وتجنبا لهذه الأزمة واستغلالا، لهذه المساحات الهامة، اقتراحنا أن يتم فتح هذه المسارح، لفرق الهواة والمستقلين والمجتمع المدنى، حتى تفتح هذه الأمكان مجال جديد لجمهور المحافظة، وحتى تحقق هدفها فى خلق حالة من الثقافة، والوعى بين جمهور الأقاليم لكن بالطبع لم يستجب أحد!!
كل هذه المشاكل والأزمات التى كانت ومازالت تعانى منها مسارح الهيئة العامة لقصور الثقافة، دفعت المخرج محمد مرسى وهو أحد المشاركين، بالمهرجان الختامى للهيئة، بعرض «هبط الملاك فى بابل»، إلى عمل دعوة على موقع التواصل الإجتماعى «فيس بوك»، لكل زملائه المسرحيين، يدعوهم فيه إلى المشاركة فى تجربة جديدة، وهى عمل فيلم تسجيلى، عن كل المشاكل التى تواجه المسرحيين المتعاملين مع الهيئة، وأطلق عليه اسم «التجربة»، وقال مرسى عن دعوته: سيقوم كل مخرج مهموم، ولديه مشكلة حقيقية، مع هذا المكان بستجيل مشكلته بصوته فى فيديو، ثم يقوم بإرسالها لي، وسوف أقوم بعمل، تجميع وصياغة نهائية، لفيلم كامل عن أحوالنا كمسرحيين، يعانون بشدة من بيروقراطية المكان، وبالفعل قام عدد كبير من المسرحيين، بتلبية الدعوة وجمعت أكثر من فيديو حتى الآن، وبعد انتهائى منه سوف أرسله لرئاسة الوزراء ثم رئاسة الجمهورية، لتصعيد الموقف حتى ننجو من هذه الأزمة الكبرى.