التفاصيل الكاملة لكارثة «مركب الموت»

 غرق مركب الوراق.. كارثة جديدة يدفع ثمنها الغلابة من أبناء الشعب المصرى الذين يفقدون حياتهم نتيجة إهمال المسئولين وعدم رقابة أجهزة الدولة.
فعندما كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساء، اصطدم صندل بضائع غير مرخص له السير ليلا، بالمركب النيلى، ونتيجة قوة الاصطدام تساقط ما يقرب من 30 شخصا داخل المياه وسط صراخ وعويل من السيدات والأطفال كسرت حاجز الصمت وسط الظلام الدامس، وأطلقت فتاة تدعى عبير عبدالحميد صرخات استغاثة، واستغاثت بأحد أقاربها عبر هاتفها المحمول «إلحقنا يا محمد الناس بتموت فى النيل»، ثم قام محمد بالاتصال بشرطة النجدة، وانتقلت على الفور القيادات الأمنية كما تجمع العشرات من الأهالى لتبدأ رحلة البحث لانتشال الضحايا.
وبعد دقائق معدودة وصلت فرق الإنقاذ النهرى والضفادع البشرية ولنشات المسطحات المائية للبحث عن الناجين والتى استمرت حتى الساعات الأولى من الصباح، وامتدت إلى اليوم التالى، لتبدأ رحلة نقل الضحايا والناجين إلى المستشفيات من خلال سيارات الإسعاف.
وقام عدد من أهالى الضحايا بقطع الطريق العام أمام مستشفى التحرير فى إمبابة، وحاول البعض الاعتداء على محافظ الجيزة الدكتور خالد زكريا أثناء تواجده فى المستشفى ورفعوا الأحذية فى وجهه وحاولوا الاعتداء عليه.
والغريب أن هذا المشهد الحزين سيطر عليه تضارب الأرقام حول عدد الوفيات، فبينما قالت وزارة الداخلية إن عدد الوفيات بلغ 19 حالة، قال الدكتور خالد الوشاحى رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة إن عدد ضحايا مركب الوراق بلغ 17 حالة وفاة و4 مصابين، خرج منهم اثنان بعد استقرار حالتهما، موضحا أنه تم استخراج تصاريح دفن إلى 13 حالة.
وأضاف الوشاحى أن من بين الوفيات 8 أطفال تتراوح أعمارهم من 2- 11 سنة و9 بالغين أعمارهم بين 15- 55 عاما، من بينهم 7 ذكور و2 إناث، وأن جميع المصابين من الإناث وتبلغ أعمارهم من 3 – 36 سنة.
وأمرت النيابة العامة بحبس سائق الصندل النهرى و3 من مساعديه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وندب لجنة فنية لفحص حطام المركب النيلى المنكوب، وكذا الصندل المتسبب فى الحادث وإعداد تقرير فنى فى شأن المسئولية الجنائية وكيفية وقوعه.
 التفاصيل صـ5