الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«البغدادى» تبحث عن «شربة ماء»

«البغدادى» تبحث عن «شربة ماء»
«البغدادى» تبحث عن «شربة ماء»




الأقصر ـ أسماء مرعى


«يعنى إيه تبقى إنتى هبة النيل يا بوبا.. وكل يوم الماية تقطع.. يعنى إيه لما أشتكى غلو الفاتورة.. يقولوا إشتكى بس تدفع»، هذه الكلمات باتت عنوانا للإهمال والمعاناة التى يتعايشها أهالى قرية البغدادى جنوب الأقصر.
فعلي الرغم من حصول القرية على منحة كويتية لحفر آبار ارتوازية لتعويض انقطاع المياه المتكرر بها، إلى جانب تبرع مواطنين من الأهالى بقطعتى أرض لحفر الآبار بهما، إلا أن البغدادى تعانى انقطاع مياه الشرب طوال فترة النهار وجزء كبير من الليل، حتى أصبح الحصول على كوب مياه حلمًا بعيد المنال.
«روزاليوسف» رصدت المعاناة التى يتعرض لها المواطنين من انقطاع المياه المتكرر وعدم وجود قطرة مياه واحدة بالقرية..
يقول مصطفى عبدالحليم، أحد المضارين: أبناء قرية البغدادى يعانون أشد المعاناة من انقطاع مياه الشرب منذ 3 سنوات، بعد ردم البئر الارتوازية الذى كان يعتمد عليه 12 ألف شخص من أهالى القرية فى الشرب وذلك بعد أن أثبتت إحدى عينات المياه عدم صلاحيته للاستخدام الآدمى.
ويستنكر عبد الحليم من قيام المسئولين بضم القرية لشبكة محطة مياه الزهراء التى تبعد عن البغدادى مسافة تتجاوز 10 كيلو مترات فى محاولة منهم لإنهاء الأزمة، ما يجعل وصول المياه للقرية ضعيفًا إن لم يكن مستحيلًا، وفى ساعة متأخرة من الليل، الأمر الذى يدفع الأهالى للذهاب إلى قرية البياضية التى تبعد عنهم 5 كيلو مترات للحصول على المياه.
وتوضح أم محمد، من أهالى القرية، أن المواطنين يعيشون فى أزمة مستمرة بسبب الانقطاع المتكرر لمياه الشرب، حيث لا تصل إليهم إلا بعد منتصف الليل ما يضطرهم للسهر لملء الجراكن والأوانى الموجودة فى المنزل والتى بالكاد تكفى احتياجاتهم اليومية، فضلا عن قيامها فى بعض الأوقات باستعارة جراكن من الجيران وسط النهار لاستكمال وتجهيز الطعام.
ويضيف عماد حمدى، أحد المتضررين من انقطاع المياه: الأزمة لم تقتصر على الأحياء بل شملت الأموات أيضا، حيث يضطر الأهالى إلى الذهاب لإحدى القرى المجاورة لإحضار مياه لـ«تغسيل» الموتي، منوها إلى أن السكان قدموا نحو 50 شكوى للمجلس المحلى للقرية إلا أنهم استقبلوها بـ«ودن من طين وأخرى من عجين»، الأمر الذى دفع الأهالى إلى حفر الطلمبات الحبشية رغم عدم صلاحيتها للشرب وخطورتها على صحة الإنسان.
ويشير محمد حسن، من أبناء القرية، إلى أنه بالرغم من انقطاع المياه المستمر إلا أن المواطنين يقومون بسداد الفواتير لمحصل شركة مياه الشرب والصرف الصحى، لافتًا إلى أن القرية حصلت على منحة كويتية لحفر آبار ارتوازية لمعالجة انقطاع المياه، فضلا عن قيام اثنين من الاهالى بالتبرع بقطعتى أرض لاتمام عملية الحفر إلا أنه لم يتم توصيل المياه لهم حتى الآن ليصبح الإهمال سيد الموقف.
من جانبه قال عبدالرحمن حسين، رئيس الوحدة المحلية بالبغدادى إن القرية تعتمد على محطة الزهراء كمصدر أساسى فى الحصول على المياه، ونظرا لبعد المسافة بين المنطقتين يجعل وصول المياه إلى القرية ضعيفًا للغاية إن لم يكن مستحيلا.
وأوضح حسين أنه تم حفر بئر ارتوازية من بئرين ارتوازيين مخصصين للقرية، وتم أخد 3 عينات من قبل مديرية الصحة لتحليلهم ومعرفة مدى صلاحيته للشرب، منوها إلى أنه بعد ظهور نتيجة العينات يتم ضخ المياه فى إحدى الشبكات القديمة بالقرية حتى يتم انشاء شبكة آخرى.