الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«المجازر» بؤر تِلوث ومستنقعات صرف صحى

«المجازر» بؤر تِلوث ومستنقعات صرف صحى
«المجازر» بؤر تِلوث ومستنقعات صرف صحى




المحافظات ـ خالد سليمان وعماد المعاملى وعماد عيد وإيهاب عمر ومصطفى عرفة وأسامة فؤاد  وحنان عليوه وحسن الكومى

بخلاف وجود ذبح للمواشى خارج السلخانات والمجازر حيث يقوم الجزارين فى القرى بنصب عدتهم او ما يسمى « بالتعريشة « أمام المنازل وعلى جنبات الطرق، وحافة الترع وذبح المواشى من العجول والخرفان والأغنام والماعز..تحولت المجازر المنتشرة فى المحافظات إلى بؤر تصدر التلوث الذباب والناموس والباعوض وانتشار الروائح الكريهة المنبعثة من مخلفات الذبائح وفضلاتها  فى ظل الغياب التام للرقابة الصحية من الطب البيطرى.
ورغم ذلك يقبل المواطنون على لحوم تلك الذبائح ويشترونها دون النظر لصلاحيتها أو التأكد من كونها خالية من الأمراض من عدمه الأمر الذى  يتسبب فى إصابة  العديد من المواطنين بالأمراض الخطيرة كالسرطان والكبد وغيرهم  من الأمراض.. فى القليوبية يتم الذبح على أرض ترابية وسط طفح مياه المجارى فى حوش المجزر مما يؤدى الى تراكم المياه والدم وفروات الذبائح فضلا عن وجود أكوام القمامة من روث المواشى وبقايا الذبح» بجانب الذبائح.
ففى مجزر طوخ وهو عبارة عن عنبرين عنبر جملى وعنبر عجالى، ويشهد العنبر الجملى حالة من الإهمال حيث لاتصلح ارضيته للذبح لما بها من ضيق مساحته وانتشار الحفر داخله وتراكم المياه والدم والروث وكذلك حوش المجزر مما يساعد على انتشار الأمراض والأوبئة.


 وفى الدقهلية يوجد بها  26 مجزرا ورغم ذلك تنتشر فيها ظاهرة الذبح خارج المجازر مما يؤدى إلى انعدام الرقابة البيطرية والتموينية على لحوم المواشى التى تذبح خارج المجزر والتسبب فى حدوث مشاكل صحية للمواطنين بعد قيام الجزارين من منعدمى الضمير بذبح المواشى والابقار المصابة بالامراض المختلفة التى تؤثر على صحة الانسان.
ولا تختلف الحال فى قرى قنا عن الدقهلية حيث تنتشر عمليات الذبح خارج المجازر ويقوم  الجزارون بتزوير أختام الحكومة عن طريق مادة حمراء يتم شراؤها من العطار وتختم بها اللحوم باستخدام  قطعة «شاش» أبيض حتى تصبح مثل اللحوم المختومة فى مجازر الحكومة.
أما فى سوهاج فتتسبب  المجازر المنتشرة فى جميع مراكز ومدن المحافظة فى تلوث البيئة منذ زمن طويل وعجز المسئولون عن القضاء نهائيا على هذه الظاهرة والمواطنون  فشلوا فى رفع أصواتهم الى المسئولين لحل هذه المشكلة والاهالى فى قرى المدمر والسلامونى والحريقة والواقات يشكون  مر الشكوى من ظاهرة تلوث المجازر.
 ويقول الاهالى ان المجازر تمت اقامتها منذ سنوات بعيدا عن الكتل السكانية ومع مرور الزمن زحفت المساكن اليها واصبحت المجازر مصادر رئيسية للعدوى من الامراض بسبب تراكم مياه الصرف بدون صرف  صحى ويطالب الاهالى بنقل المجازر الى مناطق بعيدة عن مساكن الاهالى والعمل على تنفيذ شبكة صرف صحى فى كل مجزر.
 ويضيف على محمد جزار ان مجزر مركز طما تنتشر فيه  القاذورات والمياه الراكدة من مخلفات الصرف الصحى ويضطر الجزارون الى الذبح بعيدا عن هذه المخلفات حيث طلبنا مرارا من مدير السلخانة كسح المياه الراكدة يوميا ولكن دون فائدة ونحاول بقدر الامكان ابعاد اللحوم عن مصدر التلوث
ويؤيده فى الحديث احمد محمد السيد جزار ان الطبيب البيطرى يقوم فى البداية بالكشف على البهيمة ثم يعطى الامر لنا بالذبح رغم وجود مياه راكدة فى ارضية السلخانة ولا يوجد احد من العمال يقوم بتنظيف السلخانة عقب كل عملية ذبح ويتعللون بأن تنظيف السلخانة من الداخل مسئولية عمال الكسح بشركة المياه والصرف الصحى ونفس الشكوى سمعناها من اهالى مراكز طهطا والمراغة والمنشأة وجرجا والبلينا.
 ويقول سامى  فريد من المراغة ان المجزر اصبح مصدر تلوث وانبعاث الروائح الكريهة مما جعلنا نكره صورة اللحوم القادمة من المجزر.
ويعترف محافظ سوهاج الدكتور ايمن عبدالمنعم  بسوء حالة اغلب مجازر المحافظة ولفت إلى انه سيضع خطة عاجلة لإحلال وتطوير جميع المجازر وكلف مدير عام الطب البيطرى  بحصر جميع المجازر وبيان احتياج كل مجزر وما يتطلبه من تطوير وسد العجز فى الاطباء والعمال، وتشكيل لجنة من الطب البيطرى وادارة شئون البيئة وشركة المياه وادارة شئون البيئة بالمحافظة لتنفيذ خطة التطوير.
وفى الشرقية يوجد بالمحافظة 24 مجزرا تعانى جميعها من  الإهمال الشديد والتردى البالغ فى مستوى النظافة وافتقاد أبسط الاشتراطات الصحية والبيئية اللازمة لسلامة الذبائح، ما يجعلها مرتعا دائما للبكتريا والملوثات التى تصيب اللحوم وتهدد بانتشار الأمراض بين المواطنين الذين يتناولونها، فضلًا عن اعتمادها على الذبح اليدوى التقليدى حيث لايوجد بالشرقية مجزر آلى واحد، كما أن معظم المجازر لم يتم تجديدها أو تطويرها منذ إنشائها، كما تفتقد للصيانة الدورية لعدم توافر اعتمادات مالية .
 يؤكد طبيب بيطرى بمجزر الزقازيق، أن المذبح سيئ للغاية ويتم الذبح يدويا على الأرض ما يؤدى لتراكم الدماء التى تعد بؤرا للميكروبات التى تنتشر على الذبائح، فضلًا عن انتشار القطط والكلاب فى جنبات المجزر وهو ما يزيد من معدلات التلوث، بجانب سوء حالة المرافق مثل المياه والصرف الصحى، حيث يتم استخدام المياه بصورة بدائية عن طريق الخرطوم لغسل الأرض والذبائح وتصرف بطريقة عشوائية بجوانب المجزر، فضلا عن الانسداد شبه الدائم للصرف وعدم وجود فرن لحرق مخلفات الذبح، ما يسبب تراكمها وانبعاث الروائح الكريهة وانتشار الفئران والزواحف والحشرات الضارة والقطط والكلاب، وهو ما يهدد بانتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة، خاصة أن عمليات الذبح تتم بطريقة بدائية فى مكان انتظار المواشى.
 ويشير أحد العاملين بالمجزر إلى أن مبنى المجزر آيل للسقوط وصدر له قرار إزالة منذ سنوات ولم يتم تنفيذه، مطالبا بتوفير حماية للعاملين من بطش الجزارين الذين يحاولون فى أحيان كثيرة ذبح ماشية غير مطابقة للمواصفات.
 ويؤكد عامل بمجزر مدينة ههيا أن حالته لا تختلف كثيرا عن مجزر الزقازيق وربما تكون أسوأ، مطالبا بإنشاء مجزر آلى فى الشرقية حيث تعتبر من أكبر المحافظات فى إنتاج الثروة الحيوانية، مع الاهتمام بالعمال والتأمين عليهم.
فى بنى سويف تغمر مياه الصرف الصحى  16 مجزرا وتختلط بالدماء والمخلفات الحيوانية  نتيجة عدم وجود شبكة صرف صحى بها  وتعتمد على سيارات الكسح التى ترسلها الوحدات المحلية لتفريغ الخزانات أسبوعيًا بعد مناشدات وتوسلات من مدير عام مديرية الطب البيطرى ومديرى الوحدات البيطرية واطباء المجازر لدى رؤساء الوحدات المحلية.
اكد سعد طه  موظف من اهالى مركز ناصر ان الطبيب البيطرى بالمجزر لا يتواجد إلا ساعات قليلة  للاشراف على عملية ذبح المواشى  وينصرف لعدم وجود سلطات لديه فى التعامل مع المشكلات ومن المفترض ان الوحدة المحلية هى من تدير  المجزر ولكن لا يوجد اى موظف مطالبا بتشديد الرقابة على المجازر خوفا من انتشار الأمراض.
ويشكو سمير محفوظ فنى تحاليل من اهالى مركز الواسطى من انتشار  بؤر التلوث والامراض بالمجازر بعد ان اصبحت تعانى الاهمال وافتقدت وسائل الامان المطلوبة من ثلاجات لحفظ اللحوم أو مميزات اخرى تحافظ على صحة الأهالى.
 وأوضح صلاح الراوى موظف من مركز ناصر ان اهالى المدينة يستيقظون كل صباح على معركة بين الجزارين على اولولية الذبح والتى تبدأ من الثالثة فجرًا حتى التاسعة صباحا ويكثر الخلاف والتلاسن بين السيدات ممن يتاجرن فى العفوشات ( لحم الراس والكوارع والفشة والكرشة ).
إمام كامل بالمعاش انتقد نقل اللحوم على تريسكلات وعربات كارو لأنه غير مسموح بدخول سيارات نصف النقل لداخل المجازر نظرًا لضيقها والزحام الشديد بها مؤكدا ان الاهالى يأكلون لحومًا مشبعة بالفيروسات والبكتريا.
قال أحمد شوقى جزار إنهم يلجأون للذبح خارج السلخانة  ويوجد مزورون محترفون يضعون الختم الخشبى الملون على الذبيحة وتخرج كانها خارجة من السلخانة وذلك لتفادى دفع اكراميات للعاملين بها والتى زادت جدا بعد الثورة وعدم وجود حماية امنية وتحولت الى نوع من الابتزاز اكتشفنا ان وراءه جزارين كبار وبلطجية دخلوا الكار لأن المهنة لمت على حد قوله.
 وفى البحر الاحمر اطول محافظات الجمهورية والتى يصل طولها الى 1080كيلومترا وتضم 7 مدن لايوجد بها سوى 5 مجازر فقط بواقع مجزر واحد فى كل من رأس غارب والغردقة وسفاجا والقصير والشلاتين.
يقول الدكتور محمود إبراهيم مدير عام الطب البيطرى بالبحرالاحمر ان البحرالاحمر بها فعلا 5 مجازر تابعة للحكومة ولكن هناك مجزراً خاصاً فى الغردقة بمنطقة المزارع ويساهم فى اعمال الذبح وتوفير اللحوم الحمراء تحت اشراف المديرية.
وأشار الى ان مجازر الغردقة تحتاج الى اعمال صيانة وتجديد او الى نقله الى خارج المدينة وهناك ارض سبق تخصيصها بالفعل تصل مساحتها قرابة 6 آلاف متر بمنطقة الحرفيين بالطريق الدائرى لبناء مجزر آلى جديد وأوضح ان اللحوم التى تصل الى مدن البحرالاحمر عن طريق التوريد من محافظات الصعيد واهمها محافظات قنا وبنى سويف لتوفير اللحوم الحمراء بجانب استيراد العجول الحية من جيبوتى واوكرانيا وتتم اعمال الذبح تحت اشراف لجان الطب البيطرى.
وأكد ان مجزر مدينة سفاجا بدأ فى اعمال الذبح اليومى لشحنة من العجول القادمة من جيبوتى وعددها 1590رأسًا من العجول الحية بواقع 65رأساً يوميًا كمان يتم حاليا عرض 900رأس من العجول الحية وهى تباع حية  تم استيرادها من اوكرانيا. 
  به  حجر بيطرى يتم احتجاز العجول المستوردة لمتابعتها بيطريًا والتأكد من خلوها من اى امراض قبل عمليات الذبح وأن المجزر يكفى لأعمال الذبح   كما يعترف  الدكتور محمود إبراهيم مدير عام الطب البيطرى بالبحرالاحمر بأن مجازر المحافظة الخاصة بالثروة الحيوانية غيركافية ونحتاج مجزراً جديداً فى مدينة مرسى علم لأنها مدينة واحدة.  
 بينما  تحولت مجازر أسيوط من مكان صحى يذبح فيه الماشية قبل طرحها بالأسواق إلى بؤرة للأمراض التى تلاحق الماشية قبل طرحها بالأسواق بسبب مياه الصرف الصحى التى تغرق المجزر بصفحة مستمرة وسط تجاهل مديريات الطب البيطرى والصحة والبيئة بأسيوط لهذه الكارثة الصحية بعد أن أصبحت صحة المواطنين فى خطر بعد تعرض الذبائح إلى الغرق بمياه الصرف بسبب دخول المياه إلى عنابر الذبح.  
قال أحمد .ص «جزار» إن مياه الصرف الصحى تكاد بصفة مستمرة تغرق عنابر الذبح داخل المجزر والذى يتسبب فى إعادة غسل الذبائح أكثر من مرة ولكن نخشى من إصابة اللحوم بأمراض نتيجة غرق العنابر بمياه الصرف.
وأضاف « خالد .ع « جزار أن غرف الصرف الصحى دائمة الانسداد والذى يتسبب فى غرق المجزر ويقوم العاملون بالمجزر بمساعدة الجزارين بتسليك الغرف بصفة مستمرة ولكن لا يستطيعون السيطرة على مياه الصرف بسبب ارتفاع منسوب المياه داخل المجزر.
وأشار « محمد .ع » جزار إلى أن انتشار برك الصرف الصحى داخل المجزر تسببت فى انتشار الغاب والحلف والذى ساعد فى انتشار الزواحف التى تهاجم المجزر والعاملين فيه.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد مدكور مدير مديرية الطب البيطرى بأسيوط أن المديرية مسئولة عن الإشراف الفنى بالمجازر، مشيرًا إلى أن مسئولية طفح الصرف الصحى فى المجازر يتحملها مجلس مدينة أسيوط لأنه هو المختص بكسح الصرف بالمجزر، وأضاف مدكور أن المجزر سوف يتم غلقه بعد تشغيل المجزر الجديد بمنطقة بنى غالب بتكلفة 8 ملايين جنية والذى تم تنفيذ 90% من الإنشاءات وجار استكمال باقى الخدمات الخاصة بالمجزر.  
وكشف سالم محمد رئيس مركز ومدينة أسيوط عن وجود اتفاق بين شركة مياه الشرب والصرف الصحى بإرسال سيارات الكسح وبعد تقاعس الشركة قام مجلس المدينة بإرسال سيارة بصفة يومية لكسح الصرف من المجزر.