الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خلافات اليسار تحبط دعوات الإندماج

خلافات اليسار تحبط دعوات الإندماج
خلافات اليسار تحبط دعوات الإندماج




كتبت : مى زكريا


فى ظل التراجع المستمر لليسار عادت دعوات الاندماج وتشكيل الحزب اليسارى الواحد للظهور من جديد فى محاولة لتوحيد الصفوف.. تباينت مواقف القيادات اليسارية فمنهم من رحب بها واعتبرها خطوة لتقوية اليسار مطالبين بالرفع عن الصغائر فى سبيل نجاحها ومنهم من اعتبرها فكرة بعيدة عن الواقع وصعبة التنفيذ.
قال أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكى المصرى انه فى ظل الظروف المعقدة التى تمر بها الحياة السياسية ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية تجددت فكرة الدعوة لحوار مفتوح بين فصائل اليسار والقوى الاشتراكية لمناقشة أنسب الأشكال لتوحيد الأحزاب اليسارية  تحت لواء واحد لمواجهة التحديات الضخمة فى المجتمع والحياة الحزبية من خلال تشكيل قيادة موحدة للتنسيق بينهم فى كافة الجوانب وليس فقط فى الانتخابات وإنما لترسيخ دور اليسار فى بناء مصر الديمقراطية الجديدة.
وأكد شعبان أن عملية بناء حزب واحد ليست سهلة ومعقدة خاصة مع وجود اختلاف فى الأفكار والتوجهات رغم ذلك هناك قواسم مشتركة الموقف من العدالة الاجتماعية والحريات والإرهاب وغيرها من القضايا التى يمكن أن تكون محل عمل مشترك للفترة حتى تذوب الأحزاب والتميز وتفتح الطريق أمام المستقبل لعمل أكثر اندماجا، لافتا إلى ان الفكرة طرحت منذ أكثر من عامين والتطورات التى مرت بها البلد لم توفر فرصة لمناقشتها وربما الآن يمكن طرحها مجددا.
وأوضح أن خروج بعض القيادات من حزب التجمع وتشكيلها لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى لا يؤثر على هذه المناقشات ولكن من الواجب التعامل بحساسية شديدة رغم انه أمر عادي  ويمكن تخطى فى الوقت الحالى الوضع أصبح أكثر هدوءاً لتجاوز هذه الأمور والبحث عن الأمور المشتركة.
وقال شعبان إن البيئة السياسية أصبحت  خانقة مما تسبب فى تراجع الأحزاب السياسية وليس أحزاب اليسار فقط فى ظل القوانين المقيدة للحريات والهجوم الإعلامى المستمر ضد الأحزاب دون النظر للظروف القاسية التى كانت تعانى منها قبل ثورة يناير الى جانب مسؤلية الأحزاب خاصة اليسارية التى يتوجب عليها الدفاع عن حقوق الطبقات الفقيرة فى المجتمع وعليها الوقوف عند أخطائه ومراجعتها لمحاولة إصلاحها.
وأكد رئيس الحزب الاشتراكى أنه لابد من العمل على خطوط متوازية مع الاستعداد للانتخابات وبحث امكانية المنافسة من خلال قائمة موحدة لليسار مع البحث عن حلول لازمات اليسار خاصة أزمة المالية ولى فى أمام قدرة الأحزاب اليسارية على المنافسة على المقاعد الفردية والتى تحتاج إلى الملايين.
ومن جانب أكد الدكتور رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشارى بحزب التجمع    أنا اى عملية توحيد تتطلب توافر 3 امور هى توافر رغبة كل الأطراف والاتفاق الفكرى والعملى وان يسبقها نوع من التنسيق السياسى والعملى المباشر لمدة حتى تختبر كل الطرف بعضها البعض الأخذ فى الاعتبار ان الساحات اليسارية مفتوحة وليست مغلقة فهناك فهم مختلف لفكرة اليسار فى مصر لأنه ليس الأحزاب فقط وليس المتواجدين على الساحات اليسارية.
وأشار السعيد إلى أن محاولات توحيد اليسار السابقة عديدة  داخل التحالف الديمقراطى الثورى وبعد عشرات الجلسات لم تتقدم خطوة واحدة، ووجه السعيد حديثة لرئيس الحزب الاشتراكى قائلا «أذكرك أننا جلسنا العديد من المرات واتفقنا على أشياء ولم تنفذ .. ولكن الأمر يستحق المحاولة مرات عديدة «مؤكدا ترحيب بالفكرة مع الأخذ فى الاعتبار أن الاشتراكيين الثوريين ليسوا من اليسار وضعوا أنفسهم فى شلة الإخوان المشبوهة والمحاولة تقتصر.
ووافق نبيل زكى مؤكدا أن اندماج الأحزاب اليسارية داخل وعاء واحد يصب فى مصلحة البلد، لافتًا الى انه ليس من الضرورى أن يحل حزب التجمع وإنما يمكن العمل على تشكيل قيادة موحدة ولائحة موحدة لضم كل الأحزاب تحت اسم جديد شرط أن ترفع كافة القيادات عن الصغائر وتتوافر الإرادة لتوحيد القوى اليسارية.
وأوضح مدحت الزاهد القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى أن تشكيل الحزب اليسارى الواحد الذى يضم كافة القوى والأحزاب اليسارية والاشتراكية يمثل أهمية كبيرة فى تقوية اليسار عبر التنسيق فى المواقف والقيام بحملات مشتركة والاهتمام بتسيق العمل القاعدى فى الوحدات الحزبية فى المحافظات المختلفة وتطوير العمل المشترك القائم على الديمقراطية الداخلية، لافتا الى انه اذا نجحت الأحزاب اليسارية فى الوصول الى هذه النقطة نجحت فى إعادة توحيد صفوفها والانطلاق بقوة للعمل الجماهيرى ليس فقط على مستوى القيادات داخل التحالف الديمقراطى الثورى وإنما وحدة من المستوى القاعدى.
بينما استبعد حسين عبدالرازق عضو المكتب السياسى بحزب التجمع الفكرة ووصفها بأنها بعيدة عن الوقع رغم أن هناك بعض الأحزاب لديها الاستعداد للذوبان فى كيانات اخرى أكبر مثل الحزب الشيوعى المصرى وحزب التحالف الشعبى الذى هو انشقاق عن حزب التجمع لأنه يمكن تحقيق الأمر دفعة واحدة ولكن يمكن أن يظل هدفا فى المستقبل لانه ليس كن المعقول أن تندمج كل الأحزاب اليسارية فى حزب واحد.
وأكد عبد الرازق  أن الحوار يمكن أن يكون حول التحالف والتنسيق لتحويل التحالف الديمقراطى الثورى الى كيان فاعل بعد أن أصبح فى الفترة أخيرة ليس لة أى فاعلية أو وجود قوى لليسار فى تشكيل جبهة واتحاد له قيادة مشتركة يمكن أن يحقق نقلة إيجابية لليسار.