الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«شارع المعز» من تحت تاريخ وحضارة.. ومن فوق عشوائيات وكراكيب

«شارع المعز» من تحت تاريخ وحضارة.. ومن فوق عشوائيات وكراكيب
«شارع المعز» من تحت تاريخ وحضارة.. ومن فوق عشوائيات وكراكيب




كتب - علاء الدين ظاهر


وقف الفنان عادل إمام ناظرا للقاهرة ليلا من نافذة فندق مرتفع وهو يقول: «البلد دى اللى يشوفها من فوق غير تحت خالص».
هكذا لخص الزعيم فى واحد من أفضل أفلامه «طيور الظلام» حال كثير من المصريين والتفاوت بينهم فى أشياء متعددة على مستوى الحياة والسكن، ماذا لو طبقنا تلك النظرة ما بين فوق وتحت على شارع المعز الذى يعد أكبر متحف مفتوح للآثار التى تلخص عصور وأزمنة كثيرة مرت على مصر؟
منطقة خان الخليلى هى بداية شارع المعز، تنطلق منها رحلتك فى هذا المتحف المفتوح لتطالع عيناك كنوزا تمثل علامات فى تاريخ المعمار، آثار ضخمة وشاهقة ما بين مساجد وأسبلة وخنقاوات، وغيرها من مسميات تلك الآثار.
ونحن نطالع هذا الجمال المعمارى والعبق التاريخى قررنا أن نرصد هذا الجمال من أعلى، فصعدنا إلى أعلى نقطة فى مئذنة مسجد ومدرسة وخانقاه «السلطان الظاهر برقوق» التى كانت مظلمة إلى حد كبير كما وسلمها عموديا، عندما وصلنا لآخر موقع يمكن الصعود إليه فى المئذنة كان المشهد صعبا للغاية، إذ وجدنا أسطح هذا الجمال المعمارى والأثرى مشوهة بالكراكيب والمخلفات والعشوائيات التى تمثلت فى المنازل المحيطة به، حيث تمتلئ أسطحها بالكثير من المخلفات.
شارع المعز  يضم أكثر من 200 أثر، بات مختنقا بمبانى الأهالى، وكثير منها بنى بالمخالفة للارتفاعات والاشتراطات المنظمة لمبانى فى القاهرة التاريخية، ولا يمكن أن تصدق أن هذه المشاهد لشارع المعز، خاصة أن كثر من الآثار ومنها المساجد بمآذنها تكاد تختفى وسط البيوت التى أصبحت شبه مغطاة بأطباق «الدش»، ليس هذا فقط، بل أن كثر من الآثار الموجودة بالشارع وأن كانت مرممة إلا أن أسطحها تعانى إهمالا واضحًا من الجهات المختصة جعلتها تمتلئ بمخالفات والكراكيب، خاصة أنه لا يكاد أحد من العاملين بالآثار يصعد إليها إلا فيما ندر ولذلك ليس غريبا أن طيورا، خاصة الحمام، توجد نافقة أعلى المبانى الأثرية الموجودة فى الشارع.