الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بدران: غياب التفكير أبرز أسباب الأزمة الثقافية فى مجتمعاتنا

بدران: غياب التفكير أبرز أسباب الأزمة الثقافية فى مجتمعاتنا
بدران: غياب التفكير أبرز أسباب الأزمة الثقافية فى مجتمعاتنا




كتب - محمد خضير
 أكد د.محمد أبوالفضل بدران الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، بأن مجتمعاتنا تعانى أزمة ثقافية فى المقام الأول، وربما كان غياب التفكير أبرز أسبابها، لغياب الفكر الفلسفى عن قضايا المجتمع، ومشكلاته الثقافية والفكرية، فغاية الفلسفة أن تكشف لنا مواطن قصورنا، ولذا فإننا فى حوج إلى عقد هذا الملتقى الذى آمل أن يعرض تصورًا لفلسفة تطبيقية تغير مناهج الفلسفة فى المدارس، ولا سيما فى الثانوية العامة إلى استخدام مواقف حياتية فى تدريس الفلسفة، فالفلسفة بحث عن الحقيقة، وأداة الباحث الأولى هى التفكير «ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرًا كثيرًا». فهذا الملتقى يرسم لنا خارطة الدرس الفلسفى فى العقد القادم نحو فلسفة تعنى بقضايانا الفكرية بلغة جديدة. نحن فى حاجة إلى لغة ذات مفردات فصيحة وتركيبات بليغة.. لغة لا تراوغ الواقع، بل تكشفه ولا تخبئ غياب تفكيرنا، بل تبعثه جليًا فى منظومة أخلاقية واضحة، تكمن أهمية هذا الملتقى الفلسفى فى النظر إلى أسباب إعراض الناس فى مجتمعاتنا عن الفلسفة إلى صياغة جديدة لقضايا مجتمعنا الفكرية، فلسفة تقتحم مشكلاتنا تحليلاً ونقدًا ورؤى جديدةً تنشر ثقافة الأخلاق والقيم، فنحن فى حاجة إلى تجديد الخطاب الثقافى كى يكون مقنعًا ومؤثرًا وملتحمًا مع قضايا الناس معبرًا عن آمالهم وآلامهم يفيد من مناهج التفكير كى يمنح الوطن عقولاً تقود ولا تقاد وتبنى ولا تهدم ليعود التفكير بديلاً عن التكفير والتفجير، أيها الفلاسفة اسمعوا صيحة معلمكم سقراط حينما قال لكم «ينبغى عليكم إنزال الفلسفة إلى الأرض تختلط بأديم الأرض وهموم البشر».    
جاء ذلك خلال «ملتقى الفلسفة التطبيقية وتطوير الدرس الفلسفى المصري»، الذى نظمه المجلس الأعلى للثقافة، وبحضور د.خلف الميرى رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية، ود.مصطفى لبيب مقرر اللجنة بالإنابة، ود. مصطفى النشار مقرر الملتقى.
ومن جانبه أضاف «الميرى» مؤكدًا، على أن الله سبحانه وتعالى خلق الأرض ثم الإنسان الذى أبدع الحضارة وتطور ليؤكد على بصمته فى هذا العالم، والتاريخ أب للعلوم كلها فبدونه لن يتواجد الحاضر والمستقبل، وتعتبر الجغرافيا والفلسفة ضلعى مثلث العلوم مع التاريخ، وفى حضرة الفلاسفة أكد على احترامه لهذا الملتقى وفائدته فى وضع ميثاق أخلاقى يتعلق بالفلسفة التطبيقية يكون بمثابة إستراتيجية عربية للتعامل معها، من خلال فلسفة معاصرة للتربية وينظم تربوية حديثة وفاعلة تدرب أبناءها على التفكير العلمى الناقد الذى يمكن هؤلاء الأبناء من التعامل الايجابى مع كل هذه المستحدثات والاستفادة منها.
من جانبه أكد على «لبيب» أهمية الفلسفة التطبيقية، وأهمية الدعوة التى يدعو إليها المؤتمر لتحويل الدرس الفلسفى المصرى من درس نظرى يركز على عرض النماذج من فلسفات العصور المختلفة ومشكلاتها، إلى درس تطبيقى يستهدف فى الأساس الاستفادة من مبادئ ومقولات ومناهج التفكير الفلسفى المختلفة فى معالجة قضايا الواقع والكشف عن أبعادها وتقديم الحلول المناسية لها.
وفى كلمة د.مصطفى النشار أكد على عزوف جمهور الناس عن الفلسفة، وما السبب فى هذا الهجوم الضارى على الفلسفة والاتهامات التى توجه بدون وجه حق، مع أنها علم التفكير وإعمال العقل للوضوح والفهم وليس للإبهام والغموض، وأنه علينا أن نعترف بنوعين من التقصير من قبلنا قبل أن نتهم الناس بالجهل والبعد عن الفلسفة واتهامها بتلك التهم التى نرفضها تماما، ليس لأنها بعيدة عن الواقع فقط، بل لأنها تصرفنا وتمنعنا عن الاستفادة من الفلسفة وفعل التفلسف العقلى الذى هو أساس من أسس التقدم الحضارى لكل الأمم والشعوب والحضارات.