الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«أن تحبك جيهان» رواية جديدة لمكاوى سعيد

«أن تحبك جيهان» رواية جديدة لمكاوى سعيد
«أن تحبك جيهان» رواية جديدة لمكاوى سعيد




كتبت- رانيا هلال
عن الدار المصرية اللبنانية صدرت مؤخرًا رواية « أن تحبك جيهان » للكاتب والروائى مكاوى سعيد، الرواية تدور فى أجواء ما يحدث بالوطن فى سنواته الأخيرة من خلال شخوصها النابضة بالحياة، ومن خلال الإبحار داخل العوالم المختلفة الثرية بين «ريم مطر» و«جيهان العرابى» اللتين يتشكل منهما عالم الرواية المتدفق، ليس لكونهما امرأتين وحسب، بل باعتبارهما مثالين لتقلبات واختلافات النفس الإنسانية فى تجلياتها المتباينة، ونافذتين كاشفتين لأحوال مجتمعهما، وتشابكاتهما مع آخرين بالمحيط الذى تعيشان فيه.
هما امرأتان من طبقة متوسطة تهرَّأت خلال العقود الفائتة، وانفرطت معها بالضرورة نظم مهمة كانت تنتظم، عاداتهما وتقاليدهما، وأكثر ما تأثر بالسلب الاتجاهات السياسية التى كانت تشغل أغلبية الطبقة المتوسطة، فبدا المجتمع من خلالهما مفككًا، تسوده الفردية، والانغماس فى الهموم، والانكفاء على الذات، ولا تظهر فى حياتهما ولا حياة الشخصيات المحيطة بهما أية قضايا مشتركة، ولا اهتمامات جمعية، فكل منهم يبحث عن خلاصه الفردى، وطموحاته، وربما ملذاته الخاصة.
«ريم» فتاة مزاجية ذات تكوين نزق، نشأت فى وسط مترف، هيأ لها كل سبل التعليم الراقى والثقافة، والتحقت بمعهد المسرح، لكنها لم تكمل دراستها وتزوجت من أستاذ فى المعهد على وعد أن يساعدها فى التمثيل، وزج بها فى أدوار هزيلة أحبطت طموحها تدريجيًّا، وسافرت معه إلى دولة خليجية، وأنجبا بنتًا تعانى مرض التوحد، ثم انفصلت عنه بالطلاق وعادت لتبحث عن مشروعها الخاص، وتحاول تأسيس معهد للتمثيل، وتمارس حريتها مع «أحمد الضوى».
و«جيهان العرابي» خريجة معهد السينما، وبدلًا من العمل بالتصوير السينمائي، اختارت التصوير الفوتوغرافى، الذى كان سببًا فى تعرفها على «تميم» الفنان التشكيلى الواعد، وتزوجا عن حب، وبقدر طموحه الإبداعى، وجموحه، كان انهياره، فلم تحتمل روحه لهفته الجامحة على تنفيذ مشاريع فنية هائلة، وسرعان ما انهار جسده ومات، وبقيت «جيهان» منكفئة على ذاتها، تتعامل مع الرجال بصدود.
وبالمقابل لـ«ريم وجيهان»، هناك «أحمد الضوى» بطل الرواية الرئيسي، المهندس المقاول المطحون بين عوالمهم وعالمه الخاص الفقير فى أحداثه.
خطوط كل هذه الشخصيات، وغيرها أيضًا، تتداخل وتتباعد، لتشكل حياة مليئة بالتفاصيل المتباينة، من الجموح والطموح، إلى الآلام والمتعة، بين حب الحياة والموت المباغت، ما يوحى بأن الحياة أصعب كثيرًا من كل نظرات التبسيط الساذجة، خاصة حين تبدو أنها تعطى وجهها لأحد، وحين يقترب منها يتضح أنها توليه الأدبار بجفاء.
   مكاوى سعيد.. كاتب وروائى مصرى.. بدأ رحلته مع الكتابة الشعر فى أثناء دراسته الجامعية.. ثم اتجه إلى السرد وأصدر مجموعته القصصية الأولى «الركض وراء الضوء» عام 1982، ثم توالت أعماله الإبداعية فى القصة والرواية وأدب الأطفال. ومن أشهر أعماله رواية «تغريدة البجعة» التى وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2007، وكذلك كتاب «مقتنيات وسط البلد» و «كراسة التحرير» ومجموعته القصصية «البهجة تحزم حقائبها» الحائزة على جائزة ساويرس فى القصة القصيرة للكبار عام 2015. وقد حصل على جوائز وتكريمات أخرى فى مصر والبلاد العربية، كما ترجمت مجموعة من أعماله إلى اللغة الإنجليزية والألمانية والفرنسية.