السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جفت أوراقى

جفت أوراقى
جفت أوراقى




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع .. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرًا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة .. بعوالمها وطلاسمها .. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة .. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة .. تطرق أبواب العشاق والمريدين.
إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع أو لديك موهبة الرسم .. شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بإرسال مشاركتك من قصائد أو قصص قصيرة (على ألا تتعدى 005 كلمة) أو من لوحات فنية (5 لوحات أو أكثر) مرفقًا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

فى محراب الحُبّ

شَيْءٌ.. يُنادِيـنى وَيَجْـذِبُني
كَهْفٌ مِنَ الأَسْرارِ.. يأْسِرُنى
لا أَسْتَـطِـيعُ لَهُ مُقاوَمَـةً
كالبَحْرِ ذى التَّيَّارِ..يَغْلِبُنى
لِنِدائِهِ بِجَـوارِحِى وَطَـنٌ
فَتُجِيبُهُ عَيْنِي..فَمِي..أُذُنـى
أَجْواؤُهُ مَمْلُوءَةٌ عَبَقًا
وَنَسائِمًا.. تَسْرِى فَتُنْعِشُنى
أَنْوارُهُ سَطَعَتْ كَشَمْسِ ضُحًى
نُورٌ وَدِفءٌ..باتَ يَـغْمُرُنِـى
والبَحْرُ يَأْخُذُني..أَخُوضُ بهِ
ناجٍ أَنا..لا بَـحْـرَ يُغْرِقُنى
والخَمْرُ مِلْءُ فَمي.. أُفيقُ بـها
صاحٍ أنا.. لا خَـمْرَ تُسْكِرُنى
آهٍ على ما فـاتَ مِنْ زَمَـنٍ
عَكَفَتْ به نَفْسى على وَثَـنِ
خَلْفَ السَّرابِ.. جَرَيْتُ فى عَبَثٍ
والْحُبُّ للمِحْـرابِ أَرْجَـعَـنى
هذا هُوَ الفِرْدَوْسُ.. كَمْ وَجِدَتْ
رُوحِى بِـهِ فى غابِـرِ الزَّمَـنِ
الآنَ فِيهِ تَجُـولُ..هائِـمَـةً
لمَ لا وَقَدْ عادَتْ إلى الوَطَنِ؟
وأرَى فُؤادِيَ فِيهِ مُنْشَرحاً
كالطَّـير..مِنْ فَنَنٍ إلى فَنَنِ
يا طِيبَها مِنْ جَنَّةٍ..جَمَعَتْ
كُلَّ الْمُنى مِنْ رائقٍ حَسَنِ
وَرَأَيْتُ فيها المعْجِزاتِ..وَقَدْ
ذابَ الفُؤادُ بِنُورِهـا.. وفَنى

كلمات - صالح الشاعر

حالة حب

لقيتْ نفسى تملى سعيدْ     وقلبى طار أخذنى بعــيدْ
وفكرى كل يوم مشغولْ     وباكتبْ كل يوم فى جديدْ
ولما أشوفْ ورود أفرحْ     ودق القلبْ يبقى شديد
سألتْ الناس على حالى؟    وإيه غير فى أحوالى؟
سمعتْ كلام كتــير لكن     محدش قال لى إيه مالي؟
سألتْ الطير يكون يعرفْ     قالى لى وقعت ياغالى
ورحتْ اسأل وانا حيران     سألت الزهر فى البستانْ
وحالتـــى كل يوم بتـزيدْ     وشـــــارد والفؤاد هيمانْ
قابلنى شيخْ عجوز قال لى     تعوذ ياابنى م الشـيطان
سألت البدر باســـتعطافْ     جاوبنى إنــــت ليه بتخافْ
دى قـــصة حب مكتوبة     على جبينك ودى الأوصاف
وقلـــبكْ بالهوى مشغولْ     حبـــــيبك كامل الأوصاف
سألــته: إيه علاجى إيه؟     وإما أقابلـــه أعمل إيه؟
سمعت الرد قال لى تروح     لمحبـــوبك تبوس خديه
وغنى الطير على الشباكْ     وقلـــــبى راح لحد هناكْ
وهل الفــــجر بعد الليل     وقال لى حبـــيبى باستناك
لقيت نفسى معاه فى الحال     وقلت وقال أنا باهــــواك

كلمات: عبدالقادر الحسيني

جرعة واحدة للحياة

عديت عليا
لقيتنى مش موجود
فصرخت فجأة
لقيتنى متقوقع جوايا ومغطى
البدن بالخوف
والموت أبو السروال طويل
مادد ف قلبى سكة الأوجاع
يااااااه
لما تكتم جوا منك ألف آه
متعاصه بدموع الفراق
ومتمتلكش ف يوم
تسامح دمعتك
الحزن لو عشش ف قلبك بالغلط
خلّى ما بينه وبين دموعك
والألم
واحنى الجبين واستقبله
أحسن كتير  
من لوى بوزك
وانتحال الشوشرة
مجبور تعيش على ضفة النهر
المعاكسه للرياح
وتكون بطل
وتموت وحيد
تشرب بكفك جرعة واحدة للحياة
رغم إن نبض القلب محكوم
والثوانى مقدرة
مضطر دايما للوقوف
أسفل محطات الأمل
يمكن تصادف تجمع الحظ
ف مواسم زرعته

كلمات: علي المرسي

بيلا - كفر الشيخ

جفت أوراقى 

على أغصان الغدر
جفت أوراقى
وخلف أنين الدمع
انزوت بسماتى
وأسدل الوشاح الأسود
على جدران فؤادى
فى سراديب الوهم
ضاعت أحلام صبانا
وانطفأ رحيق الزهر
وتاهت منا سمانا
وخطونا نحيب الدرب
نعياً لوعد هوانا
وهجرت كهف الذكريات
الذى زمنا أوانا
ونضب كأس الأمانى
لون الأسى سقانا
آثرت الصمت نديمى
فجرح الكلم رمانا
وغلقت أبواب حيرتى
وأمنت البعد مكانا
وطمست المر بأمسى
بقربك ذلا وهوانا
كفكفت قصيد الدمع
وصار الندم عنوانا
ورغم أنين الليل
كان للصبح أوانا
قد عشنا سراب الأمل
وبات البعد دوانا
فأنا والدمع وقلبى
وهمك بالعدم ساوانا
فلا قرنا لقاك
والحب ماواسانا

كلمات: زهرة يونس

جنات العزم

كتبها - أحمد محمد جلبى


هم لافاليت بالكلام بعد حديث الادميرال جانتوم الذى أكد عزمه على الصعود على ظهر النسافة كارير وبها سوف يشعل حربًا صغيرة أمام البوارج الإنجليزية حتى يشغلها عن اللحاق ب«مويرون»، ضمن أنهم سيتيحون لنا فرصة الهرب، كان يريد أن يقول: إن مويرون بطيئة ولن تستطيع الاستفادة كثيرًا من فرصتك لكنه أخفى ذلك، كتمه، اختنقت الكلمات، لا يدرى كيف لاحظ بونابرت ذلك هل يقرأ الأفكار، من صفحة ووجهه، جذبه من ردائه قائلا: أنت رجل حى الضمير يا لافاليت لكنك لن تغدو جنديًا كبيرًا، ليس لديك ثقة فى إمكانات وتقف عند الصعاب، هؤلاء الجنود أهل لأن يأتوا بالخوارق؟! عند هذا المقطع توقف، سرح فى مشهد الهروب، شجاعة وإما الهروب أم لا لوم عند تقدير المواقف، دون أن يشعر حرك الصفحات سريعًا، وقع عينه على مكان الوصول، نجا بونابارت ومن معه فى رحلة الهروب من حصار الإنجليز لشط مصر وكأنه كان يقرأ السماء، هنا قال جانتوم مشيرًا إلى الشاطئ: أيها الجنرال لقد قدتك إلى قدرك الذى ينتظرك، وأنك لترسو كما رست) إينيه (على الشواطئ التى وعدتها الجبابرة، تراخى تحفزه الواضح لكلعيان ومن يراقب تأمله وجلسته تلك تحت ضوء المصباح الشاحب الصادر من مولد فى كهنوت الصحراء، الفرار الآن قرار صائب، لن يلحقه العار، عدد المرات القليلة التى اتخذ فيها قرارًا بالمواجهة أكمل العشرة، اكتفى الرضا عن النفس راحة، كل شىء معد، الإقامة، المنامة، طارد خيالات الدخان فى الهواء ظلت ساكنة تتبدد ببطء حتى الفجر، مع الشروق تدلى إلى البئر العميقة وقف النوبيات على القهوة ينزلانه ببطء شديد وحذر، أحدهما كان ممتلئ الجسم وجهه لا يشى بانفعالات الإثارة، الآخر كالرمح النافر المتحفز، تدلى المصباح معه ينير الثلث الأخير، فك الحبال التى تحيط بخاصرته ورفع المصباح عاليا فهذه المرة الأربعين لن تكون كسابقتها فقد ألم بتفاصيل المكان وانطبع فى تلافيف فهمه، تطلع إلى العلامات فى مشواره، اليمامة، التسماح، عين حورس الحارسة، إنها ممرات تفضى إلى أماكن بلا أبواب، إنهاء تقود إلى المجهول، هنا فى هذا المكان بالذات سمع أصواتًا كما الترانيم الكنسية بلغة لم يألفها، غريب هو الإنسان، لديه القدرة على استخدام كل الأصوات، طنين، أزيز، أوزير يظهر على الحائط المخفى فى الركن اتجاه المسير يشير لرحلة ما، ربما بوابة فوضع الأرجل صولجان يشيران لحركة، هناك بوابة فى مكان ما تؤدى حتما إلى شىء،. الصورة عند القدماء كتابة يفهم منها، تحلى بالصبر، استند الحائط وأخرج من الطيات كتابًا، أضاءت الصفحات وعكست الضوء كما المرآة، استغرب الظاهرة فلطالما علق المصباح على رأس الكتاب فى الخيمة وتحت النخل، حرك الكتاب فإذا به يحدث ظلال لامعة على الحائط، الوهج واضح للعيادة وكأنه يصدم برقائق من المعدن قفزت الفكرة فى رأسه، سلط الضوء المباشر على الحائط وتحسس بالأصابع خشونته أخرج بعض الأدوات وكشط عينه وضعها فى أنبوب، ابتسم وهو يحادث نفسه لابد أن هذا هو ما فعله العالمان الألمانيان وهما يكشطان خرطوش خوفو العظيم، لا يختلفان عنا كلصوص آثار، كان سلك المصباح قد أضحى مشدودًا وخشى من انقطاع الكهرباء، عاد أدراجه إلى فهوة البئر منماديًا النوبيات شواح ورواح طالبا مزيدًا من لفة السلك، انتظر حتى تجمع لديه خمسين مترًا إضافية وعاد أدراجه إلى فوهة الحوائط العاكسة، سوف يعرف الآن ما وراءها تحديدًا، وصل وكأنه يدرك ما ينبغى فعله راح يدق الحائط بشاكوش الاهتزاز الشوكى الموصول بجهاز الموجات الصوتية باحثًا عن فراغ وراء الحائط أو فجوة وسرعان ما وجد ضالته فى قراءات العداد، تبادل النوبيان النظرات وعلامات الاستفهام بعد فراغهما من إمداده بمزيد من كابل الكهرباء، حرصا على إبلاغه أنهما لن يغفلا عن المولد أو الاتصال ومراوح شفط وتجديد الهواء، لم يكن لديهما سوى الانتظار فقد اعتادا عليه طوال الثلاثة أشهر، أشار شواح لأخيه أن ابتعد قليلا عن فهوة البئر فهم أنه يريد أن يحادثه سرًا: - أحذر أن يكون فى طريقه للصعود متسلقًا كما فعلها مرة وفاجأنا!، اطمئن فلابد أن يخرج كابل الكهرباء) أولاً: هل تراه اكتشف شيئًا؟ - أظن ذلك، فلم يطلب إرخاء الكابل إلا لو اكتشف ممرا آخر. استمرا فى حديثهما الهامس، فم البئر فى ضيق الحلق لكنه يحمل تلك الهمسات ويضخمها كالمذياع؟ - ماذا يحمل ذلك المهندس الغامض ماذا فى شنطته السوداء، أجاب رواح: خرائط أماكن وتفاصيل وقياسات بالإنجليزية التى يجهل أننا نتقنها وكتاب فى تاريخ الكشوف والحروب يعود للحملة الفرنسية يطالعه من وقت لآخر لا أعلم ما نفعله بالنسبة له، جمل مقطوعة لا معنى لها وأسماء غريبة كما الحيات أظنه يستخدمها فى التعزيم؟ ابتسم من تحت الأرض ولمعت عيناه ببريق غريب مجنون، كانت حتى أصوات لعبهم بالعصى تصل إليه كما لو أنه على بعد حجر من أنظارهم، الصدفة هى ما جعلته يكتشف أن الفتحة التى مرق منها تعمل عمل أجهزة الإنذار المبكر فتسمع وتحس بصوت القادم وتميزه بالبديهة، حين تم إفراغ الممرات من الرمال والبقايا الحفرية منعهم من النزول مجددًا بحجة ألا تتلبسهم أرواح الماضى الحارسة لبيت خزائن فرعون، نعم إنها أعتى من الجن والعفاريت، استجابا رغم امتعاضهما الواضح: هذا المكان أورثنا إياه أبونا الراحل وقال لنا إن به كنز وهو من حقنا كيف لا ننزل معك لنبحث عنه؟) ضحك وقتها فقد كان يعلم أنها مغارة فارغة والخوف وليس عدم العلم بأصول البحث هو ما دفعهما إلى الإتيان به، ورغم ذلك رد: أبوكما لم يعطيكما سره ولا استخرجه بنفسه! فى لحظات الأخيرة، تذكرا ميتة الغريبة وكأنه حزمة من أصوات متطايرة تصرخ فيها أعماق ودفائن ذاك الزمن الأمرد الأجرد، يستخرج قطعة صخر بلورية من الثغرة التى افتعلها فى الجدار اللازوردى، لم يصدق كيف مرق الهواء من تلك الفتحة كما لو كانت زفرة أنفاس من فتحة أنف عملاقة، طفرت منه كلمة) يا للهول (فقد استمرت فى التتابع على دفعات تشتد وتبطئ، خلف الجدار مصدر للتهوية يصل لسطح الأرض، تململ واستند على الجدار المقابل، تهرب من ذاكرته صورة الذهب والفضة المشغولة بعيون إيزيس، خاتم إخناتون الأزرق ومسحه بحرص شديد، عثر عليه فى ممر إحدى الغرف البيضاوية، قليلا من تراب الذهب وقطع النحاس، نقضوا الرمل والشقفات الحجرية مرات ومرات لعل بها شىء آخر لم ينتبهوا له، قالا: أبونا على حق المكان به كنز كبير وها هى البشاير، سايرهم فى الاعتقاد لشهر ونصف الشهر وسحب مبالغ تصل للمليون دولار من حصته ونصيبه فى الكنز المزعوم، انظروا إلى أنا أمين، كل ما أجده أسلمة المشكلة إن هذا المكان ليس مقبرة إنه بيت مال، مستودع لابن الملك حاكم النوبة أرض الذهب؟ ماله الآن لماذا أضحى متأكدًا من الفشل فى العثور على كمية تكفى من المعدن الملكى، المكان لا يظهر عليه أنه اقتحم قبل الآن والمدخل سليم تطلع يمنة ثم يسرة لقد دخل هيكل إبليس وسيموت إذا اكتشف الحقيقة مازال يمكنه الهرب فمن حيث دخل كان القدماء يخرجون وعليه أن يصل للمدخل الحقيقى ليختفى، عمل عقله بسرعة فى التفاصيل، أكل وارتاح وشرب، رد على اتصالات الاطمئنان وتحت أصابعه الوسخ الملوث وسع الثغرة إلى فجوة، خاطر بالنظر والإضاءة، سوف يترك الحبل والسلك الكهربائى والإضاءة، سيظنون أن اختطفته الشياطين إن جرؤ على النزول والعبث مع أمراء الفراعنة، توغل فى أحشاء كهف الطين، أصبح متأكدًا من أنه سيصعد من تحت بالوعة من مخرات السيول لم يصدق عينيه، درج يصل إلى فتحة علوية، يلتوى كالثعبان، كأنه يمشى على ظهره، صعد حتى الركن وانعطف، رذاذ يسد النظر مكونًا ضباب لا يرى فيه موضع قدميه، هل يصعد رغم خطر الانزلاق من القمة للقاع، تحت سلطة الإحساس مد اليد يتحسس الأرض المبتلة، البطارية نفذ منها النور والشعور بالأمان النسبى زائلة كان هناك شبه القارب على بعد خطوات قليلة من السراط الذى انحنى ليتشبث به، بلا تفكير زحف إليه، صغير يتسع لشخص واحد بدا أنه وسيلة النجاة والخروج وسرعان ما امتطاه وانزلق به من أعلى إلى سطح الماء، أبحر قاطعًا الأميال فى ثوان معدودة، القلق ينبث حواس التفكير والنهار يوشك على الرحيل ذاق الماء، حلوة أنه النيل حتمًا ولكن أين أنا، أين الشط، أى بقعة أرض، دار على عقبيه مرات، ترك التيار يأخذه إلى حيث لا مكان؟!