الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عزرائيل» يترقب ضحايا مزلقان أبو الجود فى الأقصر

«عزرائيل» يترقب ضحايا مزلقان أبو الجود فى الأقصر
«عزرائيل» يترقب ضحايا مزلقان أبو الجود فى الأقصر




الأقصر ـ أسماء مرعى


يحمل أهالى شرق وغرب السكة الحديدية بمنطقة أبو الجود وسط محافظة الأقصر أرواحهم على أيديهم مع إشراقة كل شمس وبدء خروجهم من منازلهم، مترقبين أن تكون هذه آخر لحظة فى حياتهم، لدرجة أن المواطنين أطلقوا عليه «مزلقان الموت»، وبمجرد الانتهاء من عبورهم يعتقد الشخص أن الحياة أنكتب له من جديد.
الفاجعة أن المزلقان أصبح شبحا يطارد الأهالى من حين لآخر ويتربص بأرواحهم ليزهقها وتغطى لون الدماء القضبان المتهالكة التى أكلها الصدأ بسبب غياب أعمال الصيانة والأمان والسلامة، لدرجة أن القدر إذا كان رحيما بهم فيكتفى ببتر جزء من أجسادهم تجعلهم يعيشون طيلة حياتهم يعانون عاهة مستديمة جراء الإهمال ليصبحون بذلك مجرد أرقام ضمن ضحايا القطارات.
مزلقان أبو الجود واحد من معابر السكة الحديد «غير الشرعية»، حيث صدر قرار من هيئة السكة الحديد بإغلاقة بعد إنشاء كوبرى أبو الجود العلوى، إلا إنه لم يتم حتى الآن ليقتصر الأمر على وضع حواجز معدنية عبارة عن أعمدة حديدية بارتفاع متر يمكن العبور بينها بسهولة ولتفصل بين ضمير المسؤلين وقضبان الموت.
«روزاليوسف» رصدت الإهمال الذى يحيط بالمزلقان من تكدس الباعة الجائلين وانتشار القمامة على جانبيه.
يقول محمد عبدالله أحد أهالى المنطقة إن السكان يعيشون فى قلق ورعب خوفا على حياتهم وحياة أطفالهم أثناء عبورهم قضبان السكة الحديد، وذلك لافتقاده جميع عناصرالأمان، فلا يوجد إشارات تحذيرية ولا أى وسيله إنذار تنبه المارة بقدوم القطار، فضلا عن إغلاقه بشكل روتينى، موضحا أنه يقوم بالعبور يوميا على القضبان للذهاب إلى عمله فى إحدى الجهات الحكومية، وأن فتح المزلقان أو حتى إنشاء نفق أرضى يرحمهم من مخاطر الموت المحقق ويوفر لهم العبور الآمن.
ويلفت الحاج محمد إلى أن إغلاق مزلقان أبو الجود يسبب أزمة للمواطنين الذين  يجدون صعوبة فى الذهاب للعبور من خلال مزلقان «مصطفى كامل» المعروف بـ»القراريش» والذى يبعد 700 متر عن أبو الجود، فيضطرون العبور من المزلقان  والذى تم إغلاقه بشكل روتينى بوضع حواجز وأعمدة حديدية يمكن العبور بينها بسهولة.
ويستنكر من انتشار الباعة الجائلين أمام المزلقان، فضلا عن تكدس القمامة على جانبيه ما يؤدى إلى عرقلة الحركة المرورية وخلق حاله من التكدس والزحام وجعل المنظر العام غير حضارى فى ظل عدم اهتمام من المسئولين، مطالبا بضرورة وجود تفتيش دورى على المنطقه وإزالة التعديات والإشغالات وتعيين شرطى مرور لتنبية المواطنين عند قدوم القطار.
ويقول الطفل بلال: كنا نشعر بالرعب والقلق أثناء عبورنا على القضبان للذهاب إلى مدارسنا التى توجد فى الجهه المقابلة من شريط السكة الحديد، حيث نخرج كل يوم ونحمل أرواحنا على أيدينا لا نعلم إذا كنا سنعود ثانية أم لا؟ مطالبا بضرورة إنشاء كوبرى مشاة أو نفق أرضى يحميهم من مخاطر الموت ويرحم طفولتهم البريئة.
ويستكمل حربى عبدالعزيز: قرار إغلاق المزلقان خاطئ لأنه يعتبر المزلقان الرئيسى والحيوى بوسط المحافظة فيربط بين منطقة أبو الجود ذات الأسواق والمحال التجارية ومنطقة شرق السكة ذات الكثافة السكانية الكبيرة، ما يجعل عبور شريط السكة الحديد بشكل يومى ضرورى لقضاء حوائجهم، فضلا عن وجود موقف سيارات الأجرة المتجهة إلى المحافظات بالقرب من المزلقان، وأيضا المستشفى العام وبعض الجهات الحكومية فى الجهة الأخرى، مشددا على ضرورة التطوير.
ويلفت ناصر إسحاق، أحد الأهالى إلى أن المزلقان يشهد حوادث كثيرة نظرا لافتقارة عناصر الأمان، منوها إلى أن رجلًا مسنًا لقى مصرعة الشهر الماضى أثناء مروره على قضبان السكة الحديد، ليجد نفسه فى مواجهة مع القطار الذى لم يرحم آدميته ليدهسه تحت عجلاته فتتناثر أشلاؤه على القضبان التى تلونت بدمائه ليصبح «الإهمال» هو المسئول الوحيد.
وينوه إسحاق إلى أن المواطنيين المارين على شريط السكة الحديد يبدو على وجوههم آثار الرعب والخوف والفزع فينظرون يمينا ويسارا خشية أن يمر القطار على حين غفله منهم فيدهسهم تحت عجلاته كما فعل بالكثير من قبل.
وينتقد أحمد محروس، القائم على تشغيل مزلقان منطقة أبو الجود، المواطنين الذى يعرضون حياتهم للخطر ويعبرون فى الوقت الذى يمر فية القطار، مشيرا إلى أنه يقوم بتنبية مئات الأشخاص يوميا  ويحذرهم عند اقتراب وصول القطار، ومنهم من يلتفت وينتظر ومنهم من يتعجل.