الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طفلة تبنى بيتًا بالجنة

طفلة تبنى بيتًا بالجنة
طفلة تبنى بيتًا بالجنة





كتب: أحمد ترك
مدير إدارة المساجد الكبرى

لم تكمل الطفلة عامها الثالث.. تتلعثم بالحروف.. تقف خلف أمها وتشد فستانها قائلة : أمى لم نبن اليوم قصرا فى الجنة
اعتقدت أننى سمعتها بالخطأ
إلا أن الفتاة كررتها.. ثم وقف إخوتها إلى جانبها وأخذوا يرددون ما قالته أختهم الصغيرة
رأت الأم الفضول فى عينى فابتسمت وقالت لى : أتحبين أن تشاهدى كيف أبنى قصرا فى الجنة أنا وأبنائي؟
فوقفت أراقب ما سيفعلونه
جلست الأم وجلس أولادها حولها.. أعمارهم تتراوح بين العاشرة والثالثة.. جلسوا جميعهم مستعدين ومتحمسين .
بدأت الأم وبدأوا معها فى قراءة سورة الإخلاص «قل هو الله أحد.. الله الصمد.. لم يلد ولم يولد.. ولم يكن له كفوا أحد» ثم كرروها عشر مرات
عندما انتهوا صرخوا بصوت واحد فرحين.. الحمد لله بنينا بيتا فى الجنة .
سألتهم الأم وماذا تريدون أن تضعوا فى هذا القصر؟
رد الأطفال نريد كنوزا يا أمي.. فبدأوا يرددون لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم عادت فسألتهم من منكم يريد أن يرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم السلام ويشرب من يده شربة لا يظمأ بعدها أبدا؟
فشرعوا جميعهم يقولون: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.. كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.. وبارك على محمد وعلى آل محمد.. كما باركت على إبراهيم وعـلى آل إبراهــيم إنك حميد مجيد.
تابعوا بعدها التسبيح والتكبير والتهليل.. ثم انفضوا كلٌ إلى عمله.. فمنهم من تابع مذاكرة دروسه.. ومنهم من عاد إلى مكعباته يعيد بناءها.
فقلت لها كيف فعلتى ذلك؟
قالت أبنائى يحبون جلوسى بينهم ويفرحون عندما أجمعهم وأجلس وسطهم فأحببت استغلال ذلك بأن أعلمـهم وأعودهم على ذكر الله.. وما أعلمه لهم استندت فيه على أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا فى الجنة.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث آخر: يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت بلى يا رسول الله، قال: قل لا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: ما من أحد يسلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحى حتى أرد عليه السلام.
فأحببت أن أنقل لهم هذه الأحاديث وأعلمها لهم بطريقة يمكن لعقلهم الصغير أن يفهمها.. فهم يرون القصور فى برامج الأطفال ويتمنون أن يسكنوها.. ويشاهدون أبطال الكرتون وهم يتصارعون للحصول على الكنز تركت هذه الأم وأنا أفكر فى بيوتنا المسلمة.. على أى من الكلام يجتمعون؟ وماذا يقولون؟ وهل هم يجتمعون أصلا؟ وأى علاقة تلك التى تنشأ بين الأم وأبنائها عندما يجلسون يقرأون القرآن ويذكرون الله؟
هذه الأم ستثاب عندما يردد أحد أبنائها هذه الأذكار حتى بعد ممات الأم.. وكأنها صدقة جارية.. أفضل استثمار لها فى الدنيا والآخرة.
هذه القصة.. قرأتهــا مرارا وتكرارا وما زلت أراهـا من أفضل ما قرأت كأسلوب تربوى إسلامى جميل.. أحبتى طبقوهـا على أنفسكم وأولادكم.