الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خالد البسام: الرواية هى المعبرة عن الأدب القومى فى الثقافة العربية الحديثة

خالد البسام:  الرواية هى المعبرة عن الأدب القومى فى الثقافة العربية الحديثة
خالد البسام: الرواية هى المعبرة عن الأدب القومى فى الثقافة العربية الحديثة




حوار-خالد بيومى

خالد البسام روائى وكاتب بحرينى متعدد الاهتمامات حيث يمارس العمل العام من خلال عمله بوزارة الثقافة البحرينية ويمارس العمل الصحفى، يسعى من خلال كتاباته إلى تحويل القضايا العربية إلى إنشغال إنسانى من خلال الإبداع الأدبى والفنون وإخراجها من هاجس السياسة والأيديولوجية الفجة هو الرهان الكبير للسير بها فى أفق يمكن أن يضعها فى أولوياته الأساسية. كما أن المشاهد السردية لديه تتداخل مع صور الحياة اليومية، وتشكل أحلام المرء، وإحساسه بالعالم المعيش.
من أعماله الروائية: لا يوجد مصور فى عنيزة، مدرس ظفار. ومن كتب النقد الثقافى : نسوان زمان، تلك الأيام، البحرين والقضية الفلسطينية.
هنا حوار معه:


■ (لا يوجد مصور فى عنيزة) هى أول أعمالك الروائية.. ما التجربة الإبداعية التى تطرحها الرواية؟
ــ هذه الرواية صدرت قبل خمس سنوات ولاقت رواجاً نقدياً كبيراً، وسوف يصدر قريباً الطبعة الثالثة منها. وأنا جذورى سعودية الأصل وهناك حدث شخصى وقع فى عائلتى ألهمنى كتابة هذه الرواية، ففى أربعينيات القرن الماضى قرر خالى الهجرة من السعودية إلى البحرين، وعندما ذهب إلى مصلحة الجوازات لاستخراج جواز السفر طلبوا منه صورة فوتوغرافية وقام بالبحث عن مصور فى المدينة فلم يجد فاضطر إلى السفر إلى مدينة أخرى لكى يتم تصويره.. وعندما قص خالى على الحكاية أعجبتنى وقررت الشروع فى كتابتها وتناولت فيها مشاق الرحلة ومرحلة الطفولة والتكوين الثقافى وإدخال الأخلاق فى الشأن العام، وصيانة الإرث الثقافى والهوية. والحلم المشروع بالبحث عن حياة أفضل تتحقق فيها الأمانى والأمنيات والتخلص من ربقة الفقر  ومقاومة الانكسار وهدر الأحلام الإنسانية البسيطة والمشروعة معاً
■ (مدرس ظفار).. هو عنوان روايتك الثانية.. لماذا اخترت هذه العنوان؟
ــ تعد هذه الرواية سيرة ذاتية خاصة بى، حى كنت أدرس بالقاهرة، وتم تكليفى بالذهاب إلى اليمن للعمل بالتدريس هناك وكانت الرحلة شاقة حيث تحركت من القاهرة إلى دمشق ومنها إلى بغداد ومنها إلى بيروت ومنها إلى جدة وأخيراً إلى عدن على مدار يومين على الأقل، وكانوا أخبرونى بأن أحد أعضاء الجبهة الشعبية فى اليمن سوف يكون فى انتظارى فى مطار عدن للقيام بواجب الاستقبال والضيافة ولكن بمجرد وصولى لم أجد أحداً واضطررت للمبيت حتى صباح اليوم الثانى حتى جاء أحد أعضاء الجبهة الشعبية ليقوم بختم جواز سفرى حتى أتمكن من دخول عدن وحتى لا يتم اعتقالى، وكانت تجربة قاسية أفادتنى كثيراً، وأتعبتنى كثيراً وصدمتنى كثيراً لأن النظام القبلى هو السائد هناك والمرأة مهمشة ومظلومة  ولا تستطيع التحدث عن امرأة فهذا عيب  والأفكار التى كنت مؤمناً بها افتقدتها هناك وسوف أذكر لك موقفاً غريبا. فعندما كنت أمارس مهنتى كمدرس عنفت أحد الطلاب المشاغبين وفوجئت فى اليوم التالى بأحد أفراد قبيلته يأتى إلىّ مهددا ومتوعداً إذا تعرضت لابنهم مرة ثانية وهذا يفسر سر تخلف اليمن فالتعليم متدهور والقيم القبلية متأصلة هناك والتخلف سيد الموقف والتنمية غائبة تماماً ولا توجد أفكار جديدة والبعد التنويرى غائب هناك تماماً. وسلطت الرواية الضوء على ما كان يدور فى اليمن آنذاك من صراعات وتوجهات وتحركات سياسية فى سبعينيات القرن الماضى والتى أدت إلى ترسيخ دعائم نظام قمعى وتتمحور الرواية حول الشخصية الرئيسية لبطلها المعلم وتكشف عن تأثر هذه الشخصية بالمناخ الفكرى والثقافى الذى ساد اليمن فى تلك الحقبة.
■ كيف تتأمل الوضع فى اليمن اليوم؟
ــ الوضع فى اليمن اليوم كارثى ينذر بمزيد من التفكك وانهيار الدولة وليس أمام اليمنيين سوى خيارين: إما العودة إلى طاولة الحوار والتفاهم على إعادة بناء  الدولة وإقامة سلطة شرعية منتخبة، والخيار الآخر هو اندلاع حرب أهلية معقدة تحكمها الولاءات والأهداف وسوف تجرف اليمن إلى فخ التقسيم والانفصال ومن المهم إشراك جميع القوى فى العملية السياسية.
■ لديك كتاب بعنوان (البحرين والقضية الفلسطينية).. برأيك.. كيف يمكن مواجهة العدوان ثقافيا؟
ــ رهان الأدب والفن فى تعامله مع القضية الفلسطينية هو أن يخرجها من كونها قضية عربية فقط إلى أبعد نقطة على هذا الكوكب بالوسائل الحديثة حتى نلفت نظر المجتمعات المتحضرة أنهم أمام بشر أصحاب قضية إنسانية وشردوا من أراضيهم،  لأن حصرها فى كونها قضية عربية فقط عرضها للانتكاسات والصراعات والمصالح والحسابات التى ترهق الفلسطينى والعربى المحب أيضاً لهذه الأرض.
■ لماذا تكتب الرواية فى زمن الدراما وزمن الصورة؟
ــ الرواية تستوعب مناقشة كل القضايا التى تثير الهلع فى النفوس عن البطانة المركبة للجماعات القبلية والمذهبية والعرقية وتكشف عن الاحتقانات المخبوءة، كما أن الرواية المعبر الرسمى عن الأدب القومى فى الثقافة العربية الحديثة فى حين اخفق الشعر العربى الحديث فى تمثيل تلك الأحوال، فتراج عإلى الوراء.. وأتمنى أن ينتقل النقد العربى من حالة التبعية، حيث يعانى من غياب الرؤية الثقافية إلى مرحلة تعميق وعى الناقد بالأدب القومى.
■ ولعك بالتاريخ انعكس على صراع الأزمنة فى كتاباتك.. لماذا ؟
ــ التاريخ منجم ثرى للإبداع، لكن الفنان الحقيقى لا يكتب طبقاً لأنماط معرفية جاهزة ومحفوظة من قبل، وإنما يختبر وعيه بمذاق الحياة من حوله فى ضوء معرفته بالأطر الثقافية والفنية لخبرات الآخرين، ويعدل منها فى حركة جدلية دائبة. وغالباً ما اختار الأحداث الزمنية التى تتوافق مع الحالة العامة التى يريد أن ينقلها النص.