الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سكان قرية السبيل.. أحياء فى أحضان المقابر

سكان قرية السبيل.. أحياء فى أحضان المقابر
سكان قرية السبيل.. أحياء فى أحضان المقابر




بنى سويف - مصطفى عرفة


قرية السبيل ببنى سويف واحدة من المآسى المصرية المحلية تتبع وحدة بياض العرب شرق النيل وتتكون من ثلاث عزب ملاصقة لمقابر الشيخ رفعت يسكنها نحو150 أسرة تضم 2000 مواطن تقريبا أهلها يرون من وسط مقابرهم نوافذ المحافظة «الالمونيتال» وزجاجها «الفامى» إلا أنها سقطت من حسابات بنى سويف الرسمية لحين إشعار آخر فلا المسئول الاول للمحافظة ولا المحليات ولا النشطاء الحقوقيون ولا وزارة التطوير الحضرى زاروهم أوحتى قرأوا عليهم الفاتحة.
«روزاليوسف» ترحمت على مشاعرهم وعاشت أوجاعهم بين المقابر وشواهد الموتى.
مجتمع «الجبانة» الحية فى مركز بنى سويف يدين كل المسئولين عن تنفيذ مطالب ثورتين فى حياة كريمة للفقراء.
قال الحاج صالح عبدالله شيخ القرية ومدير مدرسة سابق: بنظرة لحال عزب السبيل نضع وثيقة ادانة للكل.. المحافظ ورئيس المدينة والوزير فنحن هنا نعيش مرحلة ما قبل التاريخ نحو2000 شخص يعيشون مرافقين للأموات محرومون من أدنى الخدمات فلا يوجد مدرسة ابتدائية ولا مركز شباب ولا مكتب بريد وبالطبع ممنوع التفكير فى الصرف الصحى أو كوب مياه نظيف ولا حتى مسموح لهم اقامة بيت مناسب والشباب فى قرى السبيل لا يجد للزواج طريقا ولا أملًا وأطفالنا يترعرعون بين القبور يلعبون فى المدافن.
وأكد المواطن طه على: أننا أموات ونحن أحياء بسبب أن المسئولين بالمحافظة لا يعرفون عنا شيئا على الرغم من كوننا مصريين زيهم ولكنهم يعيشون فى القصور واحنا وسط المقابر ولا يفكر فى زيارتنا احد منهم نتوسل زيارة واحدة من المحافظ أو حتى من رئيس المدينة للوقوف على حجم المأساة ويرى بعينيه 3 و4 أسر يتكدسون فى منزل واحد نقضى حاجتنا بالدور.
ويقول أحمد على محمد من سكان عزبة السبيل القبلية: التعليم بالنسبة لأولادنا رحلة عذاب يومية يضطرون للذهاب إلى مدارس الشيخ على أو قرية التل على بعد 3 كيلو مترات ذهابا وعودة وسط المقابر لقلة المواصلات على الطريق، فهل يتصور أن طفلا عمره 6 سنوات يمكنه أن يقطع المسافة ذهابا وعودة وسط الموت فى الصباح الباكر أوعند الظهيرة.
وينتقد محمد حسنى عبد الله أن المياه فى هذه المنطقة تم توصيلها على حساب المواطنين بالجهود الذاتية والمسئولون عن الوحدة المحلية بقرية بياض العرب يرفضون حتى صيانة المواسير فضلا عن خدمات الصرف الصحى حلم بعيد المنال لامثالنا من الغلابة المهمشين.
ويضيف عبده قرنى: أولادنا محطمون نفسيا سبب عدم قدرتهم على الزواج فقط لعدم وجود المكان المناسب بل لرفض الاسر زواج بناتهم ليعيشوا وسط المقابر مما يضطرنا إلى زواج الاقارب للمشاركة فى الظروف الواحدة مع ما يخلفه ذلك من مشكلات صحية بسبب زواج الاقارب والبيئة غير الصحية التى يعيشون فيها.
ويتذكر على حسين حسن أنه حدث حريق استمر لعدة ساعات بالمنطقة دون وصول سيارات الاطفاء أو الاسعاف لدرجة أن الذين قاموا بإطفاء أصيب عدد منهم واضطر الآهالى لنقلهم إلى المستشفى العام لاسعافهم بعد فشل المسئولين عن المطافى والاسعاف فى الوصول واخمد الاهالى الحريق بالاتربة والمياه والغريب أنهم قالوا فى محضر الشرطة بعد إصابة عدد من الاهالى بالحروق «لم نجد قرية فى مركز بنى سويف تسمى السبيل».
يشير محمد على حسن مزارع إلى أن الأهالى وخصوصا الاطفال عرضة للدغ العقارب والثعابين يوميا لطبيعة المنطقة الصحراوية ولا توجد وحدة صحية مما نضطر إلى حمل المصابين إلى المستشفى العام بالدراجات البخارية على الضفة الاخرى من نهر النيل فلا توجد سيارات تربط العزب الثلاث بمدينة بنى سويف.
فجر سعيد عمر أحد سكان عزبة السبيل البحرية مفاجأة بقوله: عام 2009 حصلنا على موافقة المجلس الشعبى المحلى لمحافظة بنى سويف على تخصيص 8 آلاف متر للاسكان لتوزيعها على 120 أسرة من أهالى العزب الثلاث البحرية والقبلية والشرقية ووقع المحافظ السابق عزت عبدالله على قرار التخصيص.
وعمت الفرحة الجميع لأننا لا نملك مساحة للتوسع فيها وأصبح كل منزل يضم 3 أو 4 أسر وتم عمل حصر بهذه الأسر على أن تأخد كل أسرة 100 متر، إلا أن مسئول الاملاك فى هذا الوقت رفض تسليم الارض لهذه الاسر حتى يرحمنا من المعيشة مع الأموات وفوجئنا بعد شهرين بإلغاء التخصيص وأن الأرض أعيد تخصيصها لأحد المستثمرين واقيم عليها مدارس خاصة إحداها مدرسة تركية وحدث هذا باستفزاز غريب وبعد معاناتنا مع المسئولين تقدمنا بشكوى لجميع الجهات دون جدوى.
وأكمل علاء عويس أن المسئولين اعتبرونا نطالب بحق غير مشروع رغم أن العزب الثلاث هى الوحيدة شرق النيل التى لم تستفد بالتوسع الافقى مثل باقى القرى والعزب «سنور - العلالمة - الشيخ على - التل» وغيرها وأصبح أولادنا وشبابنا بلا مستقبل.
ويؤكد الحاج عبد المنعم أبوطالب أنه زوج أولاده الثلاثة معه فى منزله المكون من طابقين كل طابق غرفتين بجوار المقابر تهدده المياه الجوفية وقد اقترضت مبلغ 1000 جنيه لترميم البيت قبل أن يقع علينا ونوه: نقول للمسئولين فى بنى سويف يوما ما سوف نذهب جميعا إلى المقابر بلا عودة فندعوكم لسماع ساكنى المقابر فى بنى سويف وانقاذنا من المأساة الدائمة التى نعيش فيها.