الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأعمال الشعرية لشاعر غزالة ضمن إصدارات هيئة الكتاب

الأعمال الشعرية  لشاعر غزالة ضمن إصدارات هيئة الكتاب
الأعمال الشعرية لشاعر غزالة ضمن إصدارات هيئة الكتاب




كتب - خالد بيومى
صدر حديثا  عن الهيئة المصرية العامة للكتاب  الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر أحمد عبد المجيد الغزالى (1916 – 1962) والملقب بـ»شاعر غزالة»  نسبة إلى مسقط رأسه قرية «غزالة الخيس» بمحافظة الشرقية، وأتم دراسته العالية فى كلية دار العلوم، وتنقل فى عدة أعمال منها: مكتب الصحافة والإذاعة بوزارة الشئون الاجتماعية، وإدارة الإعلام بوزارة الثقافة والإرشاد، ثم صار مديراً لمكتب وزير التخطيط، وعضواً بلجنة تنمى الوعى القومى. وقام بجمعها وتحقيقها الدكتور السيد محمد الديب أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر  ويضم الدواوين الآتية: أحلام الفجر، ومواكب النبوة، وليالى العرب. وقد برع الغزالى فى الشعر التمثيلى والشعر الغنائى وكان صديقا لأديبين كبيرين وهما الدكتور محمد حسين هيكل وإبراهيم الدسوقى أباظة وأسس معهم «جامعة أدباء العروبة» التى جاءت خلفاً لجماعة أبوللو بقرية «غزالة» بمحافظة الشرقية والتى نسب إليها الشاعر. واتجه شاعرنا إلى مجال صعب وعسير وهو تحقيق التراث الشعري، فسافر إلى المغرب للبحث عن شعر أبى نواس وتمكن من إصدار ديوانه محققاً تحقيقاً علمياً متميزاً بشهادة الشاعر الكبير عزيز أباظة الذى أشرف على التحقيق، وكتب مقدمته، وأشاد بجهود الغزالى فى الحصول على كثير من صحائف الشعر والتى لم تخرج فى الطبعات الأولى لهذا الديوان.
وقد انتقل بشعره من مجال القصيدة المنظومة إلى مجال الشعر التمثيلي، الذى يُؤَّدى فى الإذاعة مصحوباً بالموسيقى والغناء، وقد أعد لهذا النشاط العديد من الحلقات لبرنامجه التمثيلى «مواكب النبوة»، الذى كان يذاع فى شتى المناسبات الدينية، والأعياد الإسلامية
وعمل سكرتيراً لجمعية الشعراء، وجمعية الثقافة والفنون وكان يشرف على الندوة الأدبية بمجمع اللغة العربية وعمل مديراً لإدارة الإعلام بمصلحة الاستعلامات، وترقى فى عمله الوظيفى، وصار مديراً لمكتب نائب رئيس الجمهورية السيد «عبد اللطيف البغدادي» عام 1958، وأصبح قريباً من كبار الساسة والشعراء والمثقفين واختير عضوا بلجنة الإرشاد الثقافى بوزارة الثقافة والإرشاد القومى بالإقليم المصري، وسافر فى مايو 1959 إلى دمشق للمشاركة فى مهرجان الشعر تحت عنوان «موكب الوحدة» وشارك فيه أيضا من مصر الشاعر الكبير هاشم الرفاعى.
ورثى الشاعر الكبير إبراهيم ناجى فقال :
وكتب الدكتور الديب فى مقدمة الكتاب: «ويبقى الغزالى متقد الفكر، متوهج العاطفة، محباً للوطن، صادق العقيدة، مستثمراً كل لحظة فى حياته للبحث عن حقائق الأشياء، وحكمة الخالق للخلائق، ينظر إلى الطبيعة بمنظار المحب العاشق، ويهفو إلى الشدو، والتغنى بأمجاد الوطن، فلما قامت الثورة المصرية فى العام 1952، سعد بها وهتف بشعاراتها، ونادى بحقوق الشعب فى الحرية والاستقلال، والتحول إلى الوعى وتمام الإدراك، وازداد تعلقه بالمجتمع، وبسائر مكوناته من البشر، الذين كان يرى صورهم متجسدة فى الريف المصرى وفى قريته « غزالة «.
ويبدو أن قسوة الشاعر على نفسه بكثرة تحركاته، وتنوع نشاطاته  كانت إيذاناً ببداية الوهن، وضعف البدن عن تحقيق ما يطمح إليه فى حياته الخاصة، وآماله العامة، فبدأ العود النضر يذبل شيئاً فشيئاً . وتمخض الموقف عن حادث جلل، وخطب خطير، عندما انكشف له حقيقة مرضه، وهو إصابته بالكبد كشأن معظم أبناء مصر فى المدن والقرى، الذين يعيشون على ضفاف الأنهار والجداول الصغيرة. ورحل شاعرنا عن عالمنا فى التاسع عشر من يناير عام 1962.