الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

زاوية «القاضى جولاق» فى حارة برجوان.. تبحث عن العدالة

زاوية «القاضى جولاق» فى حارة برجوان.. تبحث عن العدالة
زاوية «القاضى جولاق» فى حارة برجوان.. تبحث عن العدالة




كتب -  علاء الدين ظاهر


«اسمك من بختك».. مثل عامى يربط فيه من يردده بين حظ ومستقبل الشخص وبين اسمه.. لكن يبدو أن ذلك لا ينطبق على القاضى نور الدين جولاق أحد رجالات مصر المعاصرين لحكم السلطان الظاهر خشقدم الذى حكم من سنة( 865 – 871هـ / 1461 – 1467م )، والذى بنى زاوية تقع خلف جامع سليمان اغا السلحدار فى حارة برجوان بشارع المعز، وتحمل رقم 173ضمن الآثار الإسلامية وتنتمى لعصر المماليك الجراكسة.
ولغويا كلمة جولاق أعجمية وهى صفة لرجل يملك أراضى مشجرة دائمة الخضرة مثل الزيتون والورد والريحان، لكن الزاوية لم تكن كذلك، حيث كانت تحيط بها القمامة من كل جانب فضلا عن حالتها المعمارية التى تهدمت بعضا من جدرانها ولم يعد لها سقف.
ويبدو أن الشعور بالذنب كان الدافع الأقرب لتنظيف القمامة من حولها’حيث رصدنا لافتات صغيرة معلقة عليها تتضمن عبارات مكتوبة فى بعضها بالعامية، منها «حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من يرمى هنا القمامة» و«نرجو عدم إلقاء القمامة هنا» و«اتق الله ولا ترمى القمامة.. ابدأ بنفسك»، ومن كتبها رغم بساطته الظاهرة من أسلوب الكتابة، استشهد فى تحذيراته بأحاديث للرسول محمد(ص) تدعو للنظافة.
الأثرية زينب إبراهيم مفتشة آثار بشارع المعز، قالت لنا إن الأثر من الداخل يتكون من بيت صلاة مستطيل المساحة، ويتصدر جداره الجنوبى الشرقى حنية محراب,فيما يتوسط بيت الصلاة بائكة ثلاثية العقود ترتكز على عمودين حجريين ابدانهما مثمنة,والوجهة الرئيسية للأثر من الخارج كانت بها فتحة باب مستطيلة يغلق عليه باب خشبى، لكنه مسدود الآن بالأحجار حيث ارتفع منسوب أرضية الشارع عنه بحوالى متر ونصف متر تقريبا مما أغلق الباب بالكامل، ويعلو هذا المدخل عتب حجرى مستقيم يعلوه عقد عاتق على جانبيه حشوتين مربعتين عليهما زخرفة، ويعلو العقد العاتق منطقة تأريخ عليها شريط كتابى.
الغريب أنه رغم وجود الزاوية فى حارة برجوان المطلة على شارع المعز، فإنها مثل آثار كثيرة لم تطلها يد الترميم والتطوير حتى الأن، رغم أنها أثر مهم جدا ويستحق الإهتمام، إلا أنها كانت بعيدة عن أعين مسئولى الآثار وظلت فريسة الإهمال على مدار سنوات عديدة حتى وصل بها الحال إلى أن أصبحت بقايا أثر بلا سقف ومع الوقت قد تصبح أثرا بلا جدران لينتفى وجودها فى الحياة.