الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اختفاء الشرطة وارتفاع معدل الجريمة واستمرار اقتحام الأقسام سيناء بدون أمن!




الوضع الأمنى فى سيناء يزداد سوءا يوماً بعد يوم فبالرغم من مساهمة بدو سيناء فى حماية المنشآت الحيوية والسياحية فى جنوب سيناء بعد اندلاع الثورة مباشرة، إلا أنه مع مرور الوقت وتدهور الأحوال الاقتصادية والمعيشية لبدو سيناء ضعفت سيطرة شيوخ القبائل على أبناء البادية، ثم بدأت تظهر بوادر الانفلات الأمنى من خلال سرقات محدودة لسيارات وممتلكات لتتطور إلى سطو مسلح على محال الذهب وسرعان ما وصلت إلى السطو المسلح على البنوك والمنتجعات إلى أن وصل الأمر إلى خطف السياح الأجانب وهو ما مثل تهديدا مباشرا على صناعة السياحة والأدهى أن هناك مناطق فى شمال وجنوب سيناء محرم على جهاز الشرطة دخولها.

 
 «روزاليوسف» رصدت أهم هذه المناطق لوضعها على خريطة وزارة الداخلية لحساسية المكان وجغرافيتها الخطيرة فلا تزال مناطق شرق العريش بشمال سيناء خالية من الشرطة فى الشيخ زويد ورفح وبعض المناطق الحدودية ومناطق أخرى فى وسط سيناء.. ولاتزال مقرات الشرطة مهجورة منذ أن تركتها عقب الثورة ولم تعد إليها حتى الآن.. بالرغم من مرور ما يقرب من عام ونصف على الثورة.
 
وبالرغم من عودة الشرطة وانتشارها فى العريش العاصمة وبعض المدن الأخري.. إلا أن التواجد لا يزال محدودا حتى الآن.. فلا تواجد شرطى إلا فى الشوارع العامة وعلى المنشآت المهمة والحيوية ولا يجد المواطن العادى من يحميه من السرقات والسطو المسلح على ممتلكاته.
محافظة شمال سيناء كباقى محافظات مصر التى انسحبت منها الشرطة.. إلا أنها كانت سابقة فى التصادم معها.. حيث تمت مهاجمة الأكمنة أكثر من مرة حتى قبل الثورة، وكانت الثورة فرصة لاستكمال ضرب ما بقى من منشآتها.. حيث تم إحراق وتدمير جميع أكمنة الشرطة الواقعة على الطريق الدولى من العريش حتى رفح.
 
ثم محاولة اقتحام قسم شرطة الشيخ زويد واحراقه، وتزامن معه محاولات اقتحام قسم شرطة رفح وباقى المنشآت الأمنية فى المنطقة، حتى وصل الأمر إلى الهجوم عليها بالسلاح الآلى والآربى جيه وتدمير منبى أمن الدولة برفح بقنابل يدوية.
 
وبعد انسحاب الشرطة استمر الهجوم على المنشآت الأمنية بالعريش ومحاولات اقتحام وضرب بالآربى جيه لمبنى مديرية الأمن ومقر أمن الدولة.. إلى جانب حرق وتدمير إدارة المرور وقسم رابع والهجوم على باقى الأقسام التى توقفت عن العمل فيما عدا قسم شرطة أول العريش.

وبعد عودة الشرطة وإعادة انتشارها بكل من العريش وبئر العبد تكرر الهجوم على قسم ثان العريش من أصحاب الرايات السوداء فاقتصر عمل الشرطة مرة أخرى على قسم شرطة أول العريش بضاحية السلام، والذى استمر لعدة أشهر أخرى.
 
حتى أعيد تأهيل وترميم قسمى ثان وثالث العريش.. بينما استمر توقف قسم رابع لعدم صلاحيته للعمل مرة أخري.
 
وخلال الأشهر الماضية.. انتشرت عمليات الهجوم على الأكمنة الأمنية وتفجيرات خطوط ومحطات الغاز، وخلال الأيام الأخيرة.. انتهت عمليات إعادة تأهيل قسم شرطة الشيخ زويد تمهيدا لعودة الشرطة إليه.. بينما بقيت آثار قسم رفح لصعوبة ترميمه أو إعادة تأهيله مرة أخرى للعمل.
 
ورغم ذلك.. ومع تواجد الشرطة بالعريش العاصمة ومدن بئر العبد والحسنة ونخل.. إلا أن عمليات السلب والنهب والسطو المسلح كما هي، وازدادت الاحتجاجات وقطع الطرق.. كما ازدادت عمليات توثيق السيارات وخطف الأفراد وغير ذلك من الجرائم، وأصبح الانفلات الأمنى سمة من سمات الشارع السيناوى الذى كان مضرب الأمثال فى الأمن والأمان قبل الثورة وما سبقها من احتقان المواطنين.
 
وقد بدأت أزمة قبائل سيناء.. خاصة شمال سيناء.. عقب حوادث تفجيرات طابا ونويبع وشرم الشيخ، والتى كانت بمثابة الوقود الذى أشعل نيران الأزمة بين البدو والشرطة.. حيث صاحبها اعتقال عدد كبير من أبناء القبائل والقاء القبض على بعضهم بتهمة الاشتراك فى التفجيرات.. ومن هنا بدأت الأزمة تشتد بين البدو وأجهزة الأمن.
 
تلا ذلك اعتصام مجموعات من البدو على خط الحدود الدولية مع إسرائيل وبدأت بعدها سلسلة من المؤتمرات والتجمهر والمسيرات الغاضبة للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم، وتناولت ذلك معظم الفضائيات وأجهزة الإعلام المحلية والعالمية، وتم إلقاء القبض على عدد آخر من أبناء البدو من النشطاء ومثيرى التجمهر.. مما أدى إلى مواجهات عديدة مع الشرطة، نتج عنها بعض حالات القتل والعديد من الاصابات فى كلا الجانبين.
 
ونتيجة لأحداث التفجيرات التى وقعت على أرض سيناء.. بدأت جميع أجهزة الدولة تعيد حساباتها وتعد الخطط الخاصة بها، ولكنه عندما جاء وقت الحساب بدأت كل جهة تتنصل من مسئولياتها وتلقى بالتهم على الجهات الأخري.. وكانت أجهزة الإعلام فى مقدمة الجهات المتهمة بالتقصير تجاه سيناء والتهويل مما يحدث على أرضها.. علاوة على النظر إلى أهلها على أنهم مجموعات من البدو، والتعامل معهم على أنهم جماعات من زارعى وتجار المخدرات وعصابات التهريب، وللأسف الشديد أصبح هذا التصور هو النظرة العامة لساكنى جزء كبير من مساحة مصر وبوابتها الشرقية وخط الدفاع الأول عن الأمن القومى المصرى.
 
وبالرغم من عمليات الإفراج عن المعتقلين والمسجونين.. إلى جانب اسقاط الأحكام الغيابية السابقة.. إلا أنه لا يزال هناك سخط شعبى ضد تواجد الشرطة.. خاصة بمناطق الشيخ زويد ورفح والمناطق الحدودية.
 
جنوب سيناء.. الشعور بالفقر وراء التوتر الأمنى
 
ويقول سلام حجازى شيخ قبيلة الترابين بجنوب سيناء ان وعود المسئولين بالتنمية والرخاء وتوفير فرص العمل للشباب السيناوى فى مختلف القطاعات والتى لم تنفذ إلى الآن على ارض الواقع وشعورهم بالظلم كان سببا اخر فى فقدان الثقة بين البدو والمسئولين لذلك كان التفكير فى احتجاز السائحين لعدة ساعات لاجبار اجهزة الدولة على الاستجابة لمطالبهم وكانت الامورالامنية مرشحة لمزيد من التدهور لولا قيام الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزارء بالاجتماع بمشايخ القبائل فى محاولة ناجحة منه حتى الآن لتهدئة الاوضاع واضاف الشيخ ابراهيم سالم جبلى شيخ قبيلة المزينة ورئيس ائتلاف مشايخ جنوب سيناء قائلا إذا كان على ابناء سيناء واجبات فإن لهم مطالب وحقوق لابد ان تتعهد بها الحكومة اهمها إنشاء منطقة حرة فى منطقة طابا نويبع وتشغيل مطارات طور سيناء وسانت كاترين وطابا واكد شيخ المزينة على اهمية اصدار وزير العدل قرارا فوريا بمراجعة الاحكام الغيابية الصادرة ضد اهالى سيناء وقرارت بالافراج عن المساجين الذين قضوا نصف مدة عقوبتهم فى سيناء
ثم اعرب شيخ المزينة عن مدى الظلم والاجحاف والتهميش الذى تعرض له بدو سيناء بقوله ان سيناء حرمت من موارد السياحة رغم انها المنظم الاول لرحلات السفارى والليالى السياحية وحرمت كذلك من البترول رغم ثرائها بآبار البترول والثروات المعدنية ، حتى ان بدو سيناء حرموا من امتلاك البيوت التى يسكنونها.
 
وعن مدى تأثر قطاع السياحة من جراء حالة الانفلات الامنى بالمحافظة يقول الخبير السياحى فكرى طاهر زناتى ان حوادث اختطاف السائحين ادت الى تراجع نسبة الاشغالات فى الفنادق ، مشيرا الى ان حوادث السطو المسلح على شركة الصرافة وبنك كريدى اجريكول فرع خليج نعمة واحدى شركات السياحة وحوادث اختطاف السائحين واحتجازهم خلال رحلاتهم لزيارة المقدسات السياحية والدينية بسانت كاترين كانت اسبابا رئيسية فى تراجع نسبة الاشغالات السياحية بالمدينة، رغم أن معظم الفنادق بمدينة شرم الشيخ ساهمت فى محاولة جذب السائحين من خلال تخفيض أسعار إقامة السائحين داخل الفنادق إلى 40٪ مقارنة بأسعار العام قبل الماضى.
 
ووضح فكرى أن هناك أسبابا أخرى ساهمت فى تراجع حركة السياحة منها التخبط السياسى لدى بعض الأحزاب والتيارات السياسية فى مصر والتصريحات غير المسئولة لبعض قادة الأحزاب وعدم تصحيح مسار الطريق السياسى إلى الآن وحالة الضبابية فى الرؤية السياسية وأكد الخبير السياحى أن جميع دول العالم تترقب عن كثب مجريات التحول.
 
ويشير الشيخ خليل إبراهيم الحويطى شيخ قبيلة الحويطات إلى أنه بعد سقوط نظام مبارك الفاسد بدت المساوئ أكثر بشاعة واكتشف المصريون أن المخاطر الجسام تتربص بدولتهم - جمهوريتهم الثانية - التى تسبح فى خضم محيط هائج من التوترات الأمنية والسياسية والدينية فى وقت لم ينته شباب ثورته البيضاء من تعلم درسهم السياسى الأول غير أن أكثر ما بات يهدد أمن الوطن هذه الأيام المخاطر الأمنية عند بوابته الشرقية بسيناء شمالا وجنوبا ولأن التوتر الأمنى قد يكون مرجعه الشعور بالفقر والتهميش والحرمان وأحيانا الجهل والأمية عند شريحة كبيرة من سكان سيناء جنوبا وشمالا فى وقت تلذذت فيه ضباع النظام الفاسد باقطاعيات من أراضى المحافظة على شواطئ الخليجين حولوها بأموالنا ومدخراتنا بالبنوك العامة إلى منتجعات وجنات وارفة، وفى وقت لا يستطيع ابن سيناء أن يمتلك بيته الذى يعيش فيه ولا مزرعته التى يعمل ويقتات منها وهو ما يجب أن تنظر فيه حكومة الثورة على وجه السرعة باستصدار قانون يمنح أبناء سيناء حق تملك أراضيهم وهو أصل المواطنة وبداية لحلول المشاكل المزمنة ويؤكد سالم جميع من أبناء مدينة نويبع على ضرورة إعادة النظر فى منظومة المشايخ على ضوء مستجدات الثورة وتطبيق الانتخاب الحر بعيدا عن تقارير الجهات الأمنية لاختيار المشايخ والتركيز على فئة الشباب التى تمتلك مفاتيح ولغة المرحلة الحالية وتستطيع التغلب بأفكار غير تقليدية على عقبات الماضى وفتح الملفات المحظورة والمسكوت عنها.