الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انهيار بورصة المانجو فى «الفيوم»




تبخرت أحلام تجار ومزارعى المانجو بمحافظة الفيوم وتحولت الى كوابيس بسبب الخسائر الفادحة التى منى بها جميع العاملين فى إنتاج وتصنيع واحدة من أغلى الفواكهالآستوائية التى تتمتع بنكهة ومذاق متميز من بين باقى أنواع الفاكهة..تبلغ مساحة حدائق المانجو فى قرى فيديمين وسنرو وسنهور والسليين وأبهيت والنصارية وأبو كساه والتوفيقيه بالفيوم 13 الف فدان اصبح أصحابها يزرفون الدموع من ضياع المحصول هذا العام حتى وصل الامر الى ان أحد التجار وقع مغشيا عليه ليموت بالسكتة القلبية بعد خسارته ربع مليون جنيه فى بورصة المانجو.
 
كما باع شاب شبكة خطيبته لتضيع منه فى تجارة «العويسى» فى حين سيطرت حالة من الفرح والسرور جمهور المستهلكين وذلك لانخفاض أسعار المانجو و التى تراوحت بين جنيه وإلى 150قرشا لأصناف البلدى و4 جنيهات للأنواع الفاخرة التى تتميز بها الفيوم عن غيرها من محافظات مصر نظرا لطبيعة أراضيها.
 
ترجع وسام رشاد عوض «موظفة» انهيار سوق المانجو وانخفاض سعرها الى تعاقب المواسم الدينية وقرب افتتاح المدارس والجامعات وعدم مقدرة المواطنين على تلبية احتياجات هذه المواسم كان سببا فى توافر المانجو بهذا الحجم.
 
وترى سهام السيد «موظفة» ان الطماطم أصبح سعرها 6 جنيهات للكيلو فى حين ان افضل أصناف المانجو يصل سعره إلى 4 جنيهات فى بورصة فيديمين ناهيك عن وصول سعر كيلو الاصناف البلدية إلى 150 قرشا أى ارخص من الباذنجان والكوسه والملوخية والخيار.
 
ويشير حسن عبد الوهاب مدير أمن ديوان محافظة الفيوم الى سعادته بانخفاض المانجو حتى يتناولها الفقراء الذين ظلوا سنوات طويلة يشاهدونها من بعيد ويكتفون بشم رائحتها.
 
وفى قرية فيديمين مركز زراعة المانجو كان الحزن والأسى هما المشهد الذى يسيطر على التجار والمزارعين معا بسبب حالة الركود التى سيطرت على أشهر القرى إنتاجا وتصديرا للمانجو بإقليم الصعيد حيث مكان بورصة الفيوم .
 
ويؤكد على السيد مبروك «تاجر» أن قرية فيديمين يقطنها نحو 40 الف نسمة تعتمد فى اقتصادياتها على موسم المانجو حيث تشيد المنازل وتقام حفلات الزواج كما انه موعد اجراء العمليات الجراحية ويعمل فيه الصبية والشباب لتدبير المصروفات المدرسية والجامعية من خلال العمل فى جنى و نقل محصول المانجو.
 
 ويقول محمد شعبان طالب بالفرقة الثالثة بكلية التجارة الخارجية بجامعة القاهرة كنت أجمع ما يقرب من 15 ألف جنيه خلال الموسم مقابل تحميل كراتين المانجو فوق السيارات أنفق منها على أسرتى ودراستى وهذا الموسم لم أستطع تحويش 5 آلاف جنية بسبب الركود الذى يسيطر على السوق.
 
ويضيف أحمد عرابى الشيخ «تاجر» قائلا: بعد توقف مصانع انتاج العصائر عن شراء المانجو تبخرت أحلام ابناء قرية فيديمين والقرى الأخرى التى تقوم بزراعة المانجو حيث اصيب المحصول بحالة الركود الحالية و تلف كميات كبيرة من المانجو البلدىالذى تعتمد عليه هذه المصانع فى انتاج العصائر حتى ان سعر الكيلو يباع بجنيه واحد 150 قرشا للجيد منه أى أرخص من الخيار و الباذنجان والكوسة أما الطماطم فقد وصل سعرها الى 6 جنيهات للكيلو أغلى من النواع المانجو الفاخرة مثل المبروكة والعويسى والتيمور والزبدية والتى وصل سعر الكيلو منها إلى 4 جنيهات.
 
يقول تامر فاروق « تاجر» اشتريت فدان المانجو بـ 40 الف جنيه و للأسف لم نستطع بيع إنتاجه ب 7 الآف جنيه وهو ما كبدنا خسائر فادحه لم نكن نتوقعها لافتا الى ان أيقاف التصدير الى دول إيطاليا والسعودية والكويت وليبيا وسوريا تسبب فى خراب بيوت العاملين فى زراعة وتجارة المانجو التى تزيد على 13 ألف فدان فى بعض قرى محافظة الفيوم المتخصصة فى زراعة هذا المحصول.
 
ويوضح صابر أحمد حميدة «تاجر» أنه اشترى 5 أفدنة بقرية السليين مزروعة بصنفى العويسى والتيمور بمبلغ 50 الف جنيه قبل 60 يوما وبسبب انهيار اسعار المحصول خسر الكثير «وخربت البيوت» فلم نستطع سداد باقى قيمة المبلغ ويهددنا صاحب المزرعة برفع دعوى خيانة الأمانة خاصة أنه وقع على شيكات وإيصالات أمانة.
 
ويؤكد أحمد سيد «بائع فاكهة» بالرغم من انخفاض أسعار المانجو الى 6 جنيهات للمستهلك العادى بالمقارنة للعام الماضى والتى وصلت الى 15 جنيها لصنف العويسى والتيمور إلا أن الزبائن يرفضون شراءها من البائعين ويفضلون الذهاب الى مكان البورصة بقرية فيديمين لشرائها بسعر الجملة مفضلين دفع 150 قرشا للمواصلات لتوفير 30 جنيها فى القفص الواحد.
 
ويشير بكرى مصطفى «سائق» الى سيارات النقل الثقيل حرمت هذا العام من نقل محصول المانجو للمصانع والموانى وهو ما تسبب فى خسائر كبيرة لأصحابها الذين اكتفوا فقط بنقل المحصول لبعض فنادق القاهرة والإسكندرية الى جانب حمولات قليلة لمحافظات الصعيد.
 
ويلفت سعيد مكاوى «تاجر» إلى ان انهيار أسعار المانجو تسبب فى انهاء حياة أحد التجار بمنطقة السليين كان قد اشترى بعض الزراعات بمبالغ كبيرة وعندما شعر بعدم قدرته على تحصيل ما دفعه أصيب بأزمة قلبية تسببت فى وفاته الى جانب ضياع قيمة شبكة شاب قيمتها 20 الف جنيه كان قد باعها من أجل عيون «المبروكة والعويسى» لكنه خسرها وخسر معها عروسه التى تركته بسبب مغامرته الفاشلة.
 
أما الدكتور حسين طرفاية الأستاذ بمعهد أمراض النبات فيرى أن انهيار اسعار محصول المانجو يرجع الى زيادة كمية المعروض هذا العام بالمقارنة بالأعوام الماضية بسبب نضوج جميع الأصناف فى وقت واحد وطرحها بالأسواق بشكل مجمع بالإضافة الى توقف عمليات التصدير للدول الخارجية ومحاولة احتكار المصانع للأصناف الخاصة بالعصائر. كما أن الدول العربية تستورد نوع المبروكة الذى يستخدم فى صناعة العصير وترفض الأنواع السكرية كالعويسى والتيمور والزبدية.
 
وطالب وزارة الزراعة بإقامة صندوق لموازنة أسعار الفاكهة لحماية المزارعين من تقلبات الأسعار مثلما يحدث فى الدول المتقدمة.