الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكنوز الفضية فى القصور الرئاسية




 
27 ألف قطعة من الفضة هى محتويات متحف الفضة الموجود بقصر عابدين الذى سيتم جرد محتوياته خلال الأيام القليلة المقبلة ضمن محتويات القصر ومقتنيات الفضة تعود ملكيتها للوطن وتتعد مصادرها حسب الوثائق والمستندات ومكاتبات الصادر والوارد إلى مخزن الفضة من دول أو أشخاص أخرى وتتنوع مصادرها وفترات الحصول عليها بين الحكم الخديو والسلطانى والملكى وفترات حكم عبدالناصر ومبارك.
 
وسوف تظهر الأيام المقبلة هل تبددت مقتنيات المخزن الذى كان بمثابة الثكنة العسكرية طوال عشرات السنين؟، وهل استولى عليها مبارك وأسرته وحاشيته خلال فترة حكمه؟.
 
 «روزاليوسف» أجرت تحقيقا صحفيا رصدنا فيه تفاصيل محتويات مخزن الفضة الذى يتم جرده خلال الأيام القليلة القادمة ضمن محتويات القصر، ويحتوى المخزن ما يزيد على 27 ألف قطعة من الفضة عيار 90 ذات اللون المذهب، تتنوع مصادرها وفترات الحصول عليها بين الخاصة الخديوية، والسلطانية والملكية، وفترة حكم الزعماء الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، وأخيرا المخلوع مبارك.
 
مقتنيات مخزن الفضة تعود ملكيتها للوطن، وكذا الوثائق التى نقلنا النصوص الخاصة لبعضها كما وردت ، ونعرض فى السطور التالية مكاتبات الوارد والصادر إلى مخزن الفضة من دول أو شخصيات مختلفة.
 
 فضيات الأمراء والبرنسات
 
نبدأ أولا بعرض المكاتبات الخاصة بالمقتنيات الثمينة من مجوهرات وفضيات وتحف مختلفة الأشكال والألوان والمصنعة من الفضة عيار 90 والفضة المذهبة ، وثروات الأمراء والبرنسات المتوفين والتى تم إلحاقها بمخزن الفضيات بقصر عابدين .
 
ففى إطار المجوهرات هناك مكاتبة صدرت فى 26 ديسمبر 1927 لناظر خاصة الملك بانتداب شخص من ديوان الأوقاف الملكية لاستلام المجوهرات الموجودة بسراى المغفور له البرنس إبراهيم حلمى بميت جابر يوم السبت 5 يناير 1928 واتضح له أن هذا اليوم ستقام فيه وليمة غداء بالسراى وأنه مضطر للتواجد لتسليم ما يلزم للوليمة المذكورة من الأوانى وغيرها، ويرجى تحديد يوم آخر أو انتداب أحد غيره لاستلام المجوهرات وتوقعت منه الساعة 5.30 مساء.
 
كما شملت المكاتبات وثائق من إدارة سرايات جلالة الملك من ديوان الأوقاف الخصوصية الملكية بشأن تسليم الفضيات الخاصة بمدافن الأمير حمدى باشا إلى ناظر المدافن يوسف أفندى صدقى ، لاستعمالها فى إحياء ذكرى وفاة الأمير فى مساء يوم 14 محرم سنة 348 هجرية وممهور بختم مدير الأوقاف الملكية محمد زكى الإبراشى فى 13 يونيو 1929.
 
وجاء ببيان الأدوات الفضية والصينى والكريستال التى ستكون ضمن الرحلة الملكية لأوروبا فى صيف 1929 كلها ليست ذات قيمة عالية وهى للاستخدام وليس بها ما هو نفيس أو غال.
أما كشف الأصناف الواردة إلى مخزن الفضة بقصر عابدين من عدة محال من 17 يونيو 1943 وحتى 7 مارس 1946، فكلها مستلزمات عادية للمطبخ وإعداد الشاى والقهوة وعدد من الأقفال الحديدية، وأرسلت وزارة المالية فى 19 يونيو 1946 لمدير عام مشتروات الحكومة والمخازن بأنه توجد بعض الأصناف يتم شراؤها بدون مناقصة ثم تطلب الموافقة على الإجراءات بمبرر أنها لازمة بشكل إلحاحى .
 
أوراق ديوان جلالة الملك
 
 صدرت تراخيص إيداع أصناف لمخازن الفضة خلال الفترة من 9 يناير 1951 حتى 3 فبراير تضمنت فوط ومستلزمات للسفرة وليس فيها ما هو مهم، وكذلك سركى الصادر من 13 فبراير حتى 30 أغسطس فواتير لشراء شفاشق وأطباق صينى عادية وأذون سفر إلى شركات سنجر وبللجرينى ونعوم وإيبيسى ستورز وشركة مصر للغزل والنسيج وصيدناوى سمعان وشالون وفيتللى وآرتين أسبنجيان وجاتينيو وداود عدس وولده.
 
وفى 16 يناير 1951 قصر عابدين «إدارة قصور جلالة الملك» حضره صاحب السعادة ناظر خاصة جلالة الملك مرسل إذن الخصم رقم 16 مستهلك بالأصناف المنصرفة برجاء التكرم باعتماد خصمها وتوقيع أحمد محمود وكان ذلك بناء على خطاب من قصر رأس التين، وفى 30 يونيو 1950 كتب سكرتير عام خاصة الملك محمد سالم من قصر رأس التين إلى حضرة أمين مخزن الفضة بما أنه لا توجد بمخزن الفضة عهدة للأصناف المستهلكة إذ إن لهذه العهدة مخزنا خاصا بكل قصر لذلك فإن كل ما يصرح لكم بشرائه من الأصناف المستهلكة لا بد من دخوله مخزن القصر وإضافته به أولا ثم يصرف لحضرتكم بموجب الاستمارة رقم 210 على دفعة أو دفعات طبقا لأحكام لائحة المخازن والأمل مراعاة التنفيذ.
 
مكاتبات الديوان بشأن مخزن الفضة
 
 أما الجزء الأخر من المقتنيات بمخزن الفضة الذى يجرى جرده حاليا ضمن جرد قصر عابدين فنبدأها بمستند ممهور بشعار علوى لنظارة الخاصة الخديوية قلم الإدارة، بخصوص الإفادة بوصول النتائج ، حضرة أمين مخزن الفضة نبصر استلامها والإفادة بوصولها وتم توقيع ناظر الخاصة الخديوية سيد لطفى فى 15 ديسمبر 1914، وفى 25 نوفمبر 1917 أرسل مدير السرايات السلطانية إلى حضرة أمين مخزن الفضة: أوريتم بإفادتكم المؤرخة 24 نوفمبر الجارى أن حضرة مأمور سراى مصر الجديدة راغب استلام طشوت وأباريق وغيرهما من المضاف بعهدتكم ضمن محضر الجرد فجوابا على ذلك نفيد حضرتكم بأن لا تسلموا شيئا إلا بعد أن يصدر لكم تعريف من طرفنا.
 
وفى 4 مايو 1915 كتب «أحمد عفيفي» ناظر الخاصة السلطانية إلى حضرة « أحمد أفندى عبد المقصود « مخزنجى الفضية بسراى عابدين ، حيث صدر الأمر بتعيين «محمد حمزة» بوظيفة سفرجى أول السفرة الخصوصية فيقتضى اعتماده بتلك الوظيفة ، وفى 11 مايو 1915 وردت مكاتبة عليها بادج نظارة الخاصة السلطانية وبها «من أحمد عفيفى ناظر الخاصة السلطانية إلى حضرة أمين مخزن الفضة بسراى عابدين ، إنه للمحافظة على محتويات مخزن الفضية نلفتكم إلى وجوب اتباع ما يأتى: كل ما يخرج من المخزن يجب أخذ إيصال عنه من المستلم ويبقى بطرفكم حتى أنه إذا أريد فى أى وقت عمل جرد بالمخزن فيكون ما لديكم من الإيصالات ضابطا لعهدتكم ، وأن كل ما يكسر من الأوانى الصينية وغيرها يحفظ لديكم مكسورا ويبقى إلى أن تعين النظارة لجنة لجرد المخزن وبهذا يمكن خصم ما يكون مكسورا لعهدتكم .
 
مكونات المطبخ والسفرة الملكية
 
 يمك صينى (318 بالمخزن + 120 بالسفرة الخصوصية)، ياميش صينى (284 بالمخزن+64 بالسفرة الخصوصية)، بللور للمياه (86 بالمخزن+12 بالسفرة الخصوصية)، كبايات بللور للمياه (97 بالمخزن+21 بالسفرة الخصوصية)، كبايات بللور للمشروبات (665 بالمخزن).
 
ومن وثائق الخاصة السلطانية نقرأ الخطاب المؤرخ فى 29 مارس 1917 والذى يعكس كيف كانت تسير الأمور فيما يخص مقتنيات مصر، فجاء من قلم التحريرات التابع لنظارة الخاصة السلطانية إيصال جاء فيه: حضرة مأمور إدارة المطابخ السلطانية بناءا على أمر حضرة صاحب السمو الأمير إسماعيل داوود يقتضى تسليم معاون دائرة سموه دستتين من شوك وسكاكين وملاعق من الجنس المعدنى العادى الموجود بمخزن الفضية بالإيصال اللازم لاستعمالها بسراى مصر الجديدة مدة تشريف عظمة السلطان بها ويعاد، وتم مهره بخاتم محمد فهمى وكيل الخاصة السلطانية.
 
وفى 17 يناير 1921 تم طلاء أصناف بمخزن الفضة بواقع 46 ملعقة فضة مذهب، و47 سكينة فضة مذهبة و47 شوكة فضة مذهبة للياميش ، و49 ملعقة فضة مذهبة للملح ، و11 ملعقة خردل بإجمالى 200 قطعة فضة مذهبة، ووقع على استلامها للطلاء بالذهب صايغ مخزن الفضة عبد المجيد أحمد بعد 20 يوما .
 
وفى بيان آخر للأطقم الجارى تشغيلها فى سفر الولائم ، جاءت أطقم الفضة بعدد 1866 ملعقة بين صلب وفضة للمأكولات المختلفة و10 ماشات فضة و15 مصفاة فضة للسكر.
كما جاء فى بيان أمين مخزن الفضة فى 10 مارس 1922، حول طاقم البلور نمرة 1و2 والصينى أنها عبارة عن كبايات ودوارق ، أما مكونات الحرملك نمرة 1 فتشمل 760 قطعة من مختلف الأنواع بين شوك فضة وسكاكين فضة وملاعق فضة وصحون صينى تستخدم فى المأكولات والحلويات .
أما بيان الأطقم الفضية للسفرة اليومية بالسلاملك فى 10 مارس 1922 فيشمل 833 قطعة من الفضة والفضة المذهبة لاستخدامات متنوعة ، كما شمل بيان الطاقم الصينى صحون صينياً و24 جاروف فضة .
 
ومن ملف سفرجية الملك خلال الفترة من 17 يناير 1921 وحتى 15 يوليو 1923 صدر بيان من أمين مخزن الفضة على حسن مسعود بالأوانى الفضية الجارى تشغيلها فى الولائم وعددها 326 صحن فضة و48 كباية فضة، وفيما يخص البوفيهات فكانت 418 كباية فضة مذهبة وفضة لاستخدامات متنوعة و236 ملعقة معدن للدندورما و225 فنجاناً صينياً للشاى و260 إبريقات و110 سكريات فخار و288 طبقاً صينياًَ للدندورمة .
 
محتويات تم تكهينها
 
 إذن للورشة فى 19 فبراير 1933 بيان رقم 1157 بالأصناف وبيان الإصلاحات المطلوبة وهى 22 صحن ، وفى 6 ديسمبر 1932 بيان بـ 12 صحنًا ، وصينية معدن مستطيلة بيدين مطلية بالفضة ، وبناءا على إفادة إدارة سرايات جلالة الملك رقم 1696 فى ديسمبر 1932 صدر بيان فى 27 فبراير 1933 لتصليح 6 صحون معدنية بيضاوى كبير و8 مستدير بغطاء لسراى عابدين العامرة، وبنفس رقم الإذن ورقم الإفادة نفسها تم تسليم 6 صحن مطلية بالفضة بيضاوى و3 صحن مطلى بالفضة مستدير.
 
فى 25 مايو 1935 استلمت الورش الأميرية 60 صحن معدنية أخرى وسبت خرزان لنقلها به، ووقع على الإيصال بالاستلام مندوب الورش الأميرية متولى متولى بعد 17 يوما.
 
ومن بين المقتنيات التى تكشف عنها ملفات وثائق عابدين فى 11 مارس 1937 إخطار مفتش السرايات الملكية لمدير إدارة دمغ المصوغات بأنه رسا على إبراهيم أفندى عبد العظيم الصائغ توريد 10 صحون فضية من عيار 90 لسراى عابدين ، كما أخطرهم بالانتهاء منها والتنبيه عليه لتمغها على العيار المذكور ، وفى 30 يناير 1938 أرسل أمين مخزن الفضة تلغرافا لمدير محلات شالون بالإسكندرية لتوريد صحن معدن بيضاوى مقاس 60سم و2 صحن مقاس 46سم وآخر مستدير مقاس 35سم من ماركة كريستوفل دوشين ، وتلغراف آخر لمدير محلات هانو بالإسكندرية لتوريد صحن معدن بيضاوى مقاس 60سم كريستوفل .
 
وتكشف تقديرات مخزن الفضة عن عام 1936/1937 بعض محتويات مخزن الفضة فى كل من قصرى عابدين ورأس التين حيث جاءت الأرقام بالمناصفة بين القصرين : 132 أبريق شاى ولبن و 20 برطمان زجاج و67 سلطانية صينى وبللور و 24 شفشق بلور للماء و1944 «صحن صينى» و 1428 فنجاناً و 1440 كباية و48 قلة بلور للماء عادة .
 
ومن وثائق مخزن الفضة مكاتبة من إدارة سرايات جلالة الملك فى 27 أكتوبر 1931 من المهندس زكى الإبراشى ناظر خاصة جلالة الملك بناء على تصريح وزارة المالية، وقد أوصت الإدارة لدى محل لبارا بباريس على الفضيات المطلوبة ومراقبة توريد بعض الأصناف التى تعتبر من ممتلكات الوطن.
 
وجاء فى كشف الشمعدانات التى تحتاج للإصلاح أن هناك شمعدانات ذات 20 و 16 و21 و 9 و11 5 و 6 شمعة تحتاج للإصلاح .
 
 الاعتمادات المالية وأزمة الوظائف
 
شمل ملف الوثائق بالأورنيك 25 سرايات عقد عن توريد فوط سفرة وشاى لمخزن الفضة بقصر عابدين العامر باتفاق بين ناظر خاصة الملك بسراى عابدين وبين محلات شالون الفرنسى لتوريد الأصناف خلال 6 أسابيع .
 
 وفى 31 أغسطس 1935 ورد لأمين مخزن الفضة من إدارة سرايات الملك بحسب منشور المالية رقم 51 لسنة 1935 الخاص بتقديرات الميزانية للسنة المالية 36/37 مراعاة إنقاص كميات النظافة لأدنى حد ممكن والكسوة اللازمة للسنة المقبلة ، مع الإحاطة بأن وزارة المالية غير مستعدة للنظر فى اقتراحات لتعديل درجات الوظائف إلا إذا ترتب عليه وفر فى الاعتماد، وتم مهره وموقع من مراد محسن وخاتمه الخاص.
 
ومن بين الأصناف التى يحتفظ بها ما أوضحه بيان التوريد الموقع من إبراهيم عبد العظيم بخان الخليلى مصر لتوريد أصناف لإدارة سرايات جلالة الملك بها أصحن فضة عيار 90.
 
من جانبه أكد مصدر مسئول بإدارة قصور الرئاسة أن كنوز قصر عابدين من الفضة لا يمكن تقدير قيمتها المادية أو تحديد سعرها بحسب ما تم شراؤها به أو تحديد قيمة دفترية لها، فالأمر يرتبط بالقيمة التاريخية لتلك المقتنيات، أما فيما يخص المقتنيات التى كانت تصنع خصيصا وعليها أول حرف من اسم الملكة فريدة فقد قام الملك فاروق بالتخلص وتحطيم كل ما كان يرتبط بها، حتى أنه توجد صورة لهما بالقصر تم ترميمها حيث حاول فاروق حرقها إلا أن المحاولة فشلت.
 
 

 
 
 
 
 
 

 
 
 
 
 

 

.