الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

كواليس تراجع إيران عن دعوة هنية لـ«عدم الانحياز»




 
 بعدما أعلنت حكومة حماس فى غزة اعتذار رئيسها إسماعيل هنية عن المشاركة فى قمة دول عدم الانحياز المقرر عقدها فى طهران نهاية الأسبوع الجاري، بدعوى الحرص على توحيد الصف الفلسطيني، كشفت وكالة «معا» أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامنئى هو من دعا بشكل معنوى لحضور القمة فى حين جاءت دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشكل رسمى من جهة نظرية احمدى نجاد.
 
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة احتجاج المجلس التنسيقى لدول عدم الانحياز ومقره نيويورك على تدخل خامنئى وتحميل إيران مسئولية عدم حضور فلسطين وفشل القمة.. ودفع وزارة الخارجية الإيرانية إلى الاتصال هاتفيا بإسماعيل هنية وسحب الدعوة، الأمر الذى دفع هنية لإصدار بيان يدعى فيه تراجعه عن قبول الدعوة بحجة المصلحة العامة من باب حفظ ماء الوجه.
 
وأفادت المصادر أن سبب دعوة خامنئى لهنية جاءت لأسباب خلافية كبيرة مع الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى حيث أراد خامنئى توجيه رسالة لمرسى مفادها أن ورقة فلسطين بيد إيران وليست بيد مصر وان هنية معهم قبل أن يكون مع مرسى.
 
وللتأكيد على ذلك برهن المصدر بأن الرئيس المصرى لن يشارك فى أعمال القمة وسيكتفى بكلمة الافتتاح فقط وتسليم رئاسة الدورة ثم يغادر طهران فورا، فى إشارة إلى عدم إعجابه بالموقف الإيرانى السياسي.
 
وقال إن عباس متردد فى الذهاب للقمة وانه لن يصدق إيران، كما انه يثق بقومية الرئيس مرسى أكثر ألف مرة من نجاد وأن إيران أزمت العلاقات معه مثلما أزمت العلاقات مع عرفات من قبله.
 
معلقاً على ذلك أكد الدكتور سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات الاستراتيجية أن طهران تعمق الانقسام الفلسطينى من خلال دورها الواضح بالانحياز والتمويل لحماس وتشجيعها ضد الشرعية، ورصد ميزانية سنوية للحركة.
 
وعن الأزمة التى اشتعلت بسبب دعوة رئيس الحكومة المقالة فى قطاع غزة إلى حضور قمة دول عدم الانحياز أكد غطاس أن الدبلوماسية نجحت عندما أبلغت عدد من دول عدم الانحياز هددت إيران بعدم حضور القمة بينما هدد بعضها بتخفيض التمثيل الدبلوماسى اذا لم يحضر عباس الذى رفض بدوره الحضور فى وجود هنية.
 
 وأضاف أن محمد مرسى قلص عدد ساعات زيارته إلى طهران فقط لأربع ساعات بعد ضغوط قوية من أمريكا وعدد من الدول الغربية وكذلك الإمارات والسعودية بعد إعلانهما لتخفيض استثماراتهما فى مصر حالة عودة العلاقات بصورة قوية مع إيران.
 
وعما اذا كانت هناك رسالة موجهة من طهران لمرسى بدعوتها لهنية قال غطاس إن هذا غير صحيح لأن مرسى غير حريص على المصالحة والدليل اعترافه بحكومة قطاع غزة المقالة وإعطاؤها الشرعية، كما أن فلسطين ليست حماس ولذلك طهران من الممكن أن تعمق الانقسام لكن بدون السيطرة على فلسطين.