شركات الاستصلاح الزراعى الـ6 قامت بتنفيذ مرحلة التطوير للقناة لخبرتها وإمكانياتها البشرية والفنية

قناة السويس الجديدة جذبت أنظار العالم إلى مصر والمصريين.. أعادت للمصريين ثقتهم وبأنهم قادرون على تحقيق أحلامهم.
القناة الجديدة فجرت طاقة الإبداع لدى المصريين بل أعادت وجددت ذاكرة المصريين ممن شاركوا بطريقة أو بأخرى فى أى عمل يخص قناة السويس.
حالة من الرواج الفكرى وتنشيط الذاكرة فى الفن والرسم والنحت والقصة والأدب بشكل عام.. والاقتصاد والفنون.
نعم المصريون يعيشون حالة مزاجية إيجابية زادت من فخرهم ببلدهم وبجهد الآباء الذين ضحوا من أجل البلد والمستقبل والأجيال بحياتهم فى حفر قناة السويس الأم
أحد شواهد الفخر والاعتزاز لدى مجموعات شاركت فى صنع التاريخ ما لديها من صلة بمشروع قناة السويس بشكل عام
محطات فى حياة قناة السويس الأم بدءا من عملية التخطيط والحفر وصولا إلى الافتتاح.. ثم توقف بعد حرب 67 وإعادة تنظيف قبل إعادة فتحها بقرار من الرئيس السادات.
م.سعودى عليوة رئيس شركة جنوب الوادى للتنمية الزراعية أحد الذين شاركوا فى عملية تطهير قناة السويس بعد حرب 1973 لإعادة فتحها أمام الملاحة الدولية كان وقتها يشغل منصبا فى شركة العقارية وهى إحدى شركات الاستصلاح الزراعى التابعة للدولة.
قبل الحوار حمل لى شهادة تقدير جاء فيها نصا «هيئة قناة السويس.. شهادة تقدير إلى المهندس سعودى عليوة يونس».
بمناسبة الافتتاح الثالث لقناة السويس يسعدنى أن أسجل بكل إعزاز وتقدير جهودكم المخلصة التى شاركتم بها فى تنفيذ المرحلة الأولى لتطوير القناة.
لقد كان أداؤكم المتميز وحماسكم الشديد فى هذه المرحلة أكبر الأثر فى إنجاز هذا العمل الرائع فى موعده خلال فترة قياسية من الزمن.. أشادت به المحافل الدولية وسجله التاريخ فى أنصع صفحات «إن شعب مصر سيذكر لكم هذا العطاء الخلاق الذى يعد قدوة لكل مواطن صالح يرعى حق الله والوطن فى أداء واجبه وفاء لمسئوليته وسعيا وراء غد مشرق».
مع أطيب التمنيات بدوام التوفيق.. التوقيع رئيس هيئة قناة السويس مهندس مشهور أحمد مشهور.. الإسماعيلية الثلاثاء 9 صفر 1401هـ 16 ديسمبر 1980.
تلك هى الكلمات التى جاءت فى شهادة التقدير نصا.
م. سعودى عليوة أصبح الآن رئيسا لشركة جنوب الوادى للتنمية الزراعية ومازال يحمل ذكريات تطهير قناة السويس التى شارك فيها قال لى:
«بعد حرب 1967 تم إغلاق قناة السويس بعد احتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء واقامة إسرائيل على الجانب الشرقى ساترا ترابيا وخط بارليف مما أثر سلبيا على القناة.
وبعد الانتصار الرائع للجيش المصرى على إسرائيل وما تلاه من تحرير سيناء بالكامل أصدر الرئيس السادات قرارا بتطهير قناة السويس وإعادة فتحها أمام التجارة العالمية.. هنا بدأ مهندس مشهور أحمد مشهور رئيس هيئة قناة السويس وقتها بالبدء فى تطهير القناة مما هو عالق بها وإزالة الساتر الترابى حتى يتمكن من إحداث توسعات وتعميق الممر.
وأضاف م.سعودى عليوة.. هيئة القناة اختارت شركات الدولة لاستصلاح الأراضى لتقوم بعملية التطهير لما لها من خبرة وما لديها من امكانيات بشرية وفنية، بالفعل تم اختيار الشركة العامة لاستصلاح الأراضى والشركة العقارية المصرية لاستصلاح الأراضى العربية للاستصلاح ومساهمة البحيرة.
التكليف بعد الاختيار كان عبارة عن إزالة الساتر الترابى بشرق القناة والتوسيع بإزالة ونقل الأتربة حتى منسوب المياه، وأعتقد أن كمية الحفر وتطهير المجرى بإزالة الأتربة.
وحول مشاركته فى المشروع قال مهندس سعودى عليوة: كنت أحد العاملين كمهندس فى الشركة العقارية وقامت الإدارة بتكليفى للتنسيق بين الشركة وهيئة قناة السويس لسرعة وسلامة التنفيذ، ونظرا للعمل الضخم وكانت ظروف الإقامة والإعاشة مختلفة عما هو الآن وصعوبة النقل والتنقل فقد أقامت الشركات المشاركة معسكرات وخياما للعاملين فى الموقع وللعاملين المشاركين فى المشروع، وكنا ننقل المياه والإعاشة باللانشات من الإسماعيلية والقنطرة غرب، كنا بنشتغل 3 ورديات من السادسة صباحا حتى الثانية عشرة مساء.
كنا فى سباق مع الزمن لتنفيذ وعد الرئيس السادات بافتتاح قناة السويس أمام التجارة العالمية فى الوقت الذى حدده.
وحول المعدات التى شاركت فى تطهير القناة قال سعودى عليوة: كان موجود معدات بهيئة قناة السويس بالإضافة إلى وجود معدات لدى شركات الاستصلاح الحكومية وكانت أهم المعدات المستخدمة مواتير سكريبر والحفارات الميكانيكية الهيدروليكية وسيارات دام باتراك، مؤكدا كنا نتحصل على رواتبنا فقط وأن الدولة اعتمدت فى مشروع الافتتاح الثالث لقناة السويس على الشركات الحكومية وهى شركات الاستصلاح الزراعى لما لها من خبرة وامكانيات فنية وبشرية.
وحول قناة السويس الجديدة قال رئيس شركة جنوب الوادى: والله أشعر بالفخر لأننى عاصرت هذا المشروع بدءا من إعلان الرئيس السيسى عن بدء التنفيذ مرورا بتسابق المصريين لتغطية نفقاته، وأخيرا أنتظرو كل المصريين موعدنا مع الفرحة بافتتاح المشروع.
مؤكدا: مصر فى حاجة للمشروعات العملاقة وأعتقد أن الرئيس السيسى الذى أنقذ مصر من الحرب الأهلية والانقسام والتمزق قادر على القفز بها إلى آفاق أفضل فى كل المجالات.
وأعتقد أن مشروع قناة السويس الجديدة بداية يعقبها انطلاق مشروعات أخرى مثل المليون فدان وتنمية محور قناة السويس والقاهرة الجديدة والمصانع وغيرها، وهى مؤشرات إيجابية تؤكد أن مصر تسير على النهج السليم والطريق الآمن.
وفى نهاية الحوار قال سعودى عليوه: لقد تم اختيار 5 من العاملين بالمشروع للتكريم وكنت أحدهم وهذا التكريم وسام على صدرى وصدر كل عامل أو موظف فى الشركة العقارية المصرية والشركات الأخرى.
وأنا فخور بهذا التكريم كمواطن مصرى شارك فى مشوار قناة السويس.