تأملات قناة السويس.. قلب مصر ونبضها

كتب - أحمد سميح

بعد 40 عاما تقريبا من إعادة افتتاح قناة السويس وتطهيرها بعد انتهاء حرب 73 منتصرا يعيد الشعب المصرى تشييد ملامح ملحمته الجديدة بافتتاح قناة السويس الجديدة بأموال مصرية خالصة، ضرب فيها الشعب المصرى مثلا مشرفا على العمل والتكاتف والبناء وعلى أنه مازال قادرا على إبهار العالم متى أراد.
«مصر هتفرح» جملة تختصر بداخلها الكثير من المعانى التى بدأت تلقى صداها فى نفوس المصريين يوما بعد يوم، وعدا بعد وعد، إنجازا بعد إنجاز، تأكيدا على أن عصر الفوضى والتيه قد ولى بغير رجعة، وأن الفترات القادمة هى مرحلة العمل الدءوب والبناء والتشييد، بعد أن أعطت مصر ظهرها للمشككين والحاقدين والعابثين ممن يهون لى الأذرع واللعب بمقدرات البلاد والعباد.
يهوّن البعض ويشكك آخرون فى حجم الإنجاز الحادث فى قناة السويس الجديدة أو فى حجم المتوقع من وراء إنشائها متناسين عن عمد أن مثل تلك المشاريع الوطنية تبنى بناء على دراسات وبحوث مسبقة ما بين محلية ودولية وبناءً على تصورات مستقبلية يكون مردودها على الشعب المصرى أولا، والمنطقة الإقليمية والدولية ثانيا.
إنشاء القناة الجديدة رسالة من الشعب المصرى إلى بعض الغافلين والمتغافلين بأنه لا عودة إلى الوراء وأن ما طويت صفحته لا يمكن الرجوع إليه، خاصة أن المشروع بمثابة لتجديد شباب المصريين كما هو تجديد لشباب القناة بهدف التنمية التى يسعى إليها المصريون بعزم وإصرار، وهو ما تجلى فى شراء شهادات استثمار قناة السويس والتى تخطت قيمتها أكثر من 60 مليار جنيه خلال ثمانية أيام.
رحم الله الكاتب الكبير الراحل جمال حمدان الذى وصف قناة السويس بنبض مصر فى كتابه الذى حمل نفس الاسم، بعد أن أجاد فى وصف مصر وشخصيتها، لتكون الإرادة هى منبع كل القوة المتوغلة فى الشخصية المصرية حتى اللحظة، ضمن سلسلة متكاملة من السمات والخصائص الأساسية البارزة أو الكامنة فى شخصية المصرى.
أمام مصر والمصريين الآن فرصة ذهبية لاستعادة كامل وزنها وزعامتها إقليميا وعالميا بتحقيق نصر اقتصادى وسياسى تاريخى من خلال تكاتف الشعب المصرى ورغبته فى النهوض بوطنه وتلاحمه مع مؤسسات الدولة وأركانها بإعلاء كل ما هو إيجابى وبناء وبالبحث عن مواطن القوة فينا، وبإهالة التراب على كل ما هو فاسد أو معوق إيذانا بأن العمل والبناء والنجاح هو شعار المصريين.