الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أحمد مجدى همام: ليس كل من امتلك قلما أو «كيبورد» كاتبا

أحمد مجدى همام: ليس كل من امتلك قلما أو «كيبورد» كاتبا
أحمد مجدى همام: ليس كل من امتلك قلما أو «كيبورد» كاتبا




حوار - إسلام أنور
أحمد مجدى همام كاتب مصرى شاب، من مواليد عام 1983، بدأ مسيرته مع الكتابة منذ سنوات وصدرت له ثلاثة أعمال أدبية هى رواية «قاهري» 2008، ورواية «أوجاع ابن آوى»، عام 2011، وصدر له مؤخرا مجموعته القصصية الأولى «الجنتلمان يفضل القضايا الخاسرة» عن دار روافد.

المتابع لأعمال همام سيجد أن هناك حالة من التطور الكبير على مستوى اللغة والرؤية والدراما والبناء والعوالم التى يرصدها الكاتب، مع حرص دائم على التجريب والتجديد وكسر الحاجز مع الكاتب والراوى والقارئ، ليصبح الثلاثة شركاء فى بناء العمل وفى تفكيك العالم وأعاد تشكيله من جديد مما يفتح الباب لتعدد القراءات والتأويل للنص الواحد، وينتج لنا عمل خارج التصنيف، يمكن تراه قصة أو رواية أو حدوتة أو بروفيل أو سيرة ذاتية أو نصا مفتوحا وقد ظهر هذا بقوة فى مجموعته القصصية الأخيرة.
وقد حصل همام مؤخرا على منحة آفاق وهى عبارة عن ورشة للكتابة يشرف عليها هذا العام الكاتب اللبنانى الكبير جبور الدويهي، جريدة روزاليوسف حاورت همام عن المنحة وروايته الجديدة «الحكاءة الأرمينية» التى سيعمل على إتمامها خلال ورشة الكتابة وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى حصولك على المنحة وما هى أبرز النقاط التى سوف تحرص على تطويرها فى روايتك خلال هذا العام؟
- سعدت بحصولى على منحة آفاق، العمل مع جبور الدويهى بالتأكيد أمر رائع، فهو قامة روائية كبرى، وكذلك فكرة العمل على رواية فى سياق ورشة، سياق غير ذاتي، سياق يقتضى العمل وفق خطة زمنية، يبدو بالنسبة لى تحديا لذيذا وتجربة مختلفة. بخلاف ذلك فإن نوعية المشروع الذى سأعمل عليه - لأسباب ذاتية وموضوعية - تقتضى نوعا من البحث والتفرغ، ربما تمنحنى الأسابيع التى سأقضيها منخرطا فى فعاليات ورشة آفاق لكتابة الرواية فى دورتها الثانية ذلك البراح، وأبرز ما سأحتاجه للرواية (المراجع الحية)، والمراجع المدوّنة، وقبل كل ذلك الالتزام بالخريطة الزمنية للمشروع.
■ حصلت على منحة تفرغ من مؤسسة المورد لكتابة رواية «الحكاءة الأرمينية» ثم الآن تحصل على منحة ورشة كتابة لإتمام ذات الرواية إلى مدى تساهم هذه المنح فى مساعدة الكتاب على إنجاز أعمالهم بشكل جيد وأكثر دقة واحترافية؟
- إلى مدى بعيد، فهى توفر عدة عناصر مهمة وإضافية للكاتب العربي: بعض التفرغ، دعما ماديا، الاحتكام لبيوت خبرة وكتّابا مخضرمين فى بعض جوانب العمل، أظن أن المنحات ومشاريع الإقامة الفنية تمثل دعما حقيقيا للكتّاب.
■ تعمل على رواية «الحكّاءة الأرمينية» منذ سنوات إلى أين وصلت فى هذا المشروع؟
- اسم «الحكّاءة الأرمينية» ليس نهائيا. لكن الكثير من مادة الرواية ومراجعها وزياراتها الميدانية قد أنجزت، ولا يبقى سوى الانتهاء من العمل، أتوقع أن يحدث ذلك خلال الشهور المقبلة وسوف تساعدنى منحة آفاق فى إتمامها خصوصا أن لبنان بها عدد كبير من الأرمن.
■ أشرت فى حوارات سابقة إلى أنك ترفض التصنيف وأن يختزل الكاتب فى كونه قاصا او روائيا أو شاعرا.. هل هذا نابع من كونك وكثير من أبناء جيلك دخلوا عالم الكتابة من باب المدونات التى لم تكن تتطلب تعريفا واضحا للنص الإبداعى؟
- لا، وشخصيا لم يكن لى مدونة يوما، أنا أرفض التصنيف لسبب آخر، هو أنه معيار لتصنيف النصوص وفقا لحجمها ولشروط أخرى ليس من ضمنها الفنيات والجماليات، عندما أذكر مثلا كتابا مثل (موت إيفان إيليتش) لتولستوى أو (الحمامة) لباتريك زوسكند، او (مسيو إبراهيم وزهور القرآن) لإريك شميت، هل نحن هنا نتكلم عن قصص طويلة أم روايات أم نوفيللات؟ وهل يفرق ذلك أصلا؟ هى نصوص جيدة وكفى. وشخصيا تعرضت لهذه المحاولة للتصنيف: البعض قال إن «الجنتلمان يفضل القضايا الخاسرة» مجموعة قصصية، البعض قال إنها متتالية قصصية، وآخرون قالوا هى ليست قصصا أساسا بل بورتريهات، وأنا لا تعنينى كل تلك التسميات، يعنينى فقط أن تكون تلك النصوص مكتوبة بشكل جيد يرضينى ويغرى القارئ بقراءتها.
■ هناك آراء نقدية تقول إن نصوص التدوين وجيل المدونين الذى تحول لكتاب لن يصمد طويلا وسوف تتحل أعمالهم مع الأيام لأنها إبداع غير راسخ كيف ترى هذا الآراء؟
- أتفق، لأن جوهر أعمالهم يقوم على (الخفة)، والكتابة الإبداعية عموما ليست سداح مداح، هناك حد أدنى من الفنيات والضوابط، وهذا ما يفصل بين الكتابة الإبداعية، والكتابة بشكل مطلق، هل يعرف هؤلاء شيئا عن موقع الراوى وزاويته ورؤيته لما يروى؟ البوليفونية؟ الترهلات السردية؟ الميتاليتراتورا؟ ليس كل من امتلك قلما او كيبورد كاتب. وعموما نحن نعيش فى هوجة الكتابة، وهذا شيء ليس سيئا بالمناسبة، لأن هناك أسماء دخلت عالم الكتابة عن طريق التدوين وهم بالفعل موهوبون، لكنهم قلة، وكما أشرت فى سؤالك المتعلق بالزمن، كتابة الموضة ستسقط فى غربال الزمن، أما الكتابة الجادة، الفنية، العميقة، فهى الباقية.
■ هناك جدل كبير تم إثارته الأيام الماضية حول جائزة كتارا كيف ترى هذا الصراع الدائر فى الأوساط الثقافية وما تقييمك لهذه الجائزة؟
- الحقيقة لم أتابع كتارا وما أثارته من جدل، أعرف أنها تمنح جوائز مادية كبرى، والإشكالية التى تثيرها هذه الجائزة، بسبب جهتها المانحة، تبقى محصورة على المستوى المصري، حيث هناك حالة عداء وتنافر بين النظامين فى مصر وقطر، لكن بصفة شخصية، أرى أنه من حق الكتّاب المصريين المشاركة فيها طالما لم يصدر ما يمنع ذلك، وشخصيا سعدت بفوز رواية «أداجيو» للأستاذ إبراهيم عبد المجيد، فهى رواية عذبة وجميلة لكاتب مهم.