الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كمال أبورية: فساد التليفزيون وراء اختفاء الدراما الهادفة

كمال أبورية: فساد التليفزيون وراء اختفاء الدراما الهادفة
كمال أبورية: فساد التليفزيون وراء اختفاء الدراما الهادفة




حوار - آية رفعت
بعد غياب خمس سنوات عن الدراما عاد الفنان كمال أبورية من جديد لتقديم عمل تاريخى وهو «أوراق التوت» وكأنه اختار أن يعود للماضى ومسلسلاته التاريخية الرائعة عن عصر صدر الإسلام، ورغم عدم انتشار المسلسل جيدًا على القنوات الفضائية المصرية إلا أنه حقق صدى كبيراً فى دول الخليج والسعودية خاصة أنه من إنتاج شركة سعودية الأصل، ويرى أبورية أن عودة مثل هذه الأعمال هو دفاع عن الإسلام ومواجهتها لداعش، فتحدث مع «روزاليوسف» فى الحوار التالى عن العمل وأسباب رفض التليفزيون المصرى المشاركة به وعودته للسينما:

■ فى البداية هل أنت راض عن نجاح المسلسل وتوزيعه؟
ــ نعم كل الرضى فهو صحيح لم يعرض على قنوات كثيرة ولكنه أحدث صدى قوى خاصة فى دول الخليج، وأكبر دليل على نجاحه أن هناك أكثر من قناة عربية طالبت بالعرض الثانى منذ نصف الشهر الكريم ومنها قناة «دبى» التى اتصلت بى شخصيًا للتواصل مع شركة إنتاج وتوزيع المسلسل، وأعتقد أن وجوده فى وسط كل هذا الكم من المسلسلات ظلمه خاصة أن مضمونه هادف ويتطلب التفكير والتركيز لذلك سيلقى نجاحًا أكبر فى عرضه الثانى.
■ ولكن البعض انتقد مثالية «ابن أحمد» الذى تقوم بدوره؟
ــ هذه كانت من أكثر الأشياء التى تحفظت عليها وكانت لدى عدة ملاحظات عندما عرض على سيناريو المسلسل حيث قلت لهم إن الشخصية مثالية بشكل غير منطقى خاصة أنه بشر عادى وهذه تصرفات ملاك..  وبعد طول نقاش وتعديلات وجدت أن الهدف هو تكريس المواقف التى يمر بها ابن أحمد منذ نزوله على شاطئ بلاد الهند لنستعرض قيم ومبادئ الدين الإسلامى، لذلك قررت أن أعالج هذا الأمر بطريقة أدائى له بحيث أوصل للمتفرج أنه إنسان طبيعى ولكنه طيب وحكيم.
■ تعنى أنك لم تطلب تعديلات على الدور؟
ـــ بصراحة لا لأنى من الأساس كنت متعاقدًا على دور آخر وهو «مازيلا» وكان دورًا مليئًا بالتحدى والتغييرات خاصة أنه الشخصية الشريرة اللئيمة التى تحاول الوقوف فى طريق ابن أحمد للوصول للحكم، ولكن بعد فترة من التحضيرات قمنا بتبديل الأدوار أنا والممثل والمنتج السعودى ماجد العبيد، بحيث قدمت أنا بان أحمد بدلاً منه وقدم هو مازيلات وذلك وفقًا لطلب الشركة الموزعة لحساباتها الخاصة.
■ هل تعتقد أن هذا العمل لقى إقبالاً من جمهور الشباب المعتاد على المسلسلات الاجتماعية؟
ــ المشكلة هنا ليست فى الشباب فقط بل فى الجمهور كله فقد تسممت عقولهم كلهم بالموضوعات الدرامية السيئة التى تعتمد على البلطجة والشتائم والموضوعات غير المجدية ويتم تناولها كنوع من الربح التجارى فقط، وتقدم هذه الأعمال مشاكل المجتمع المصرى بشكل سطحى للغاية من حيث تجار المخدرات وغيرها من القضايا التى لا يجدون لها حلاً ولكنهم يعرضون تفاصيلها الظاهرية فقط، والجمهور اعتاد على هذه النوعية التى تقدم لها مثلما يتعود المدخن على السجائر ولكن فور انتشار أشكال هادفة من الدراما سوف يتجه لها وينجذب بشدة، وأكبر دليل على هذا اندفاع الجمهور نحو الدراما المستوردة التى وجدوا فيها موضوعات غير التى تناقش هنا وعندما قدمنا النسخ الطويلة المصرية منها أعدناه للأعمال المصرية مرة أخرى.
■ وما سبب انسحاب قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى من المسلسل؟
ـــ كان هناك مجرد اتفاق مع قطاع الإنتاج والممثل والمنتج السعودى ماجد العبيد ولكنهم تراجعوا على آخر لحظة لا أدرى ما الأسباب بالضبط وأعتقد أنها مشكلة مالية ولكنه «كتر خيره» قام بعرض العمل على قنواته.
■ وفى رأيك ما سبب وراء انسحاب التليفزيون من إنتاج الأعمال التاريخية؟
ـــ منذ البداية والتليفزيون هو الذى يهتم بشكل أساسى بإنتاج مثل هذه الأعمال الهادفة من تاريخية ودينية واجتماعية هادفة ولكن مع تراجع الميزانية وانتشار الفساد داخل الأدراج والعلب، وأتمنى أن ينصلح  حاله مرة أخرى لتقديم أعمال عظيمة مثلما كانت تقدم مسبقًا.
■ هل شخصية «ابن أحمد» موجودة فى تاريخ الإسلام أم أنها من نسج خيال المؤلف؟
ــ ابن أحمد كان طبيبًا مذكورًا فى كتب التاريخ فى الدولة العباسية.. وتم بالفعل إرساله فى بعثة لدولة الهند للحصول على أعشاب لتحضير دواء للخليفة العباسى وقتها.. وقد قام المولف أيمن سلامة بالحصول على هذه القصة ووضع قصة من نسج خياله حيث حاول أن يوضح مفاهيم الإسلام من خلال علاقات ابن أحمد بأهل غير المسلمين.
■ هل تجد أن الحديث باللغة العربية الفصحى قد يعيق تسويقه فيما بعد.
ــ على العكس نحن فقدنا قيمة لغتنا الجميلة وكنا قديمًا نقدم كل الأعمال تاريخية باللغة العربية وكان الجمهور يتابعها بشغف، ولا أنكر أنى اقترحت تقديمه باللغة المصرية العامية حتى يصل بشكل أسهل للجمهور، ولكن لم يكن ممكننًا لأن القنوات السعودية لا تعرض مسلسلاً تاريخيًا إلا باللغة الفصحى، فوجدت أيضًا أنها فكرة مناسبة للوصول لكل الوطن العربى، ويجب على الكل التكاتف لعرضه لأنه يوضح الصورة الصحيحة للإسلام، كما أطالب بترجمته وتوزيعه فى الخارج ولكل أنحاء العالم حتى نظهر حقيقة الإسلام أنه ليس إرهاب الإخوان ولا داعش، بل على العكس فهو رسالة حب وتسامح وتعايش.
■ ما سبب غيابك عن الدراما كل هذه المدة؟
ــ أنا صريح جدًا لم يطلبنى أحد للعمل معه ولعل السبب أنى ممثل قوى ويخافون من تدخلى فى الدور أو فى العمل.. ولكن بشكل عام تم عرض 3 أو 4 مسلسلات على تلك الفترة وكانت دون المستوى الفنى الذى أعود به للشاشة.. فأنا من جهتى لم أعتزل أو أفرض شروطًا ولكن الأعمال المعروضة على لم تكن مناسبة.
■ هل صحيح أنك رفضت تخفيض أجرك؟
ــ لم يطلب منى أحد هذا بالمناسبة أجرى ليس كبيرًا كما يتوقع البعض أى أنه ليس مبالغًا فيه مقارنة بفنانين شباب يحصلون على أضعافه، ثم أنا قيمتى ليست بالأجر أنا قيمتى بالفن الذى أقدمه والقيمة.
■ ما رأيك فى قرارات مجلس نقابة الممثلين الحالى؟
ــ بالطبع أرحب بها خاصة التى تخص تنظيم عمل الفنانين المصريين وأعضاء النقابة، فيجب وضع ضوابط للحد من الاستعانة بالفنانين الأجانب الوافدين والاهتمام بهم على حساب المصريين، فنحن نريد تقديم فن مصرى وجيد ويخدم البلد بأيدى أبنائها حتى لا يكون أغلبنا لا يعمل ويستعينون بفنانين من خارج النقابة والبلد، ثم أنى ضد ما يسمى بحرية الإبداع المطلقة، فبالطبع الفن مبنى على الحرية فى الفكر والرأى ولكن يجب أن يكون لها سقف محدد. فعندما نقدم الواقع لا يجب أن نظهره بهذا السوء وكأنه لا توجد نماذج جيدة أبدًا.. فيجب توفير الأموال التى تصرف على الأعمال بحجة نقل الواقع لكى يتم بها إنتاج أعمال تخدمه وتحث على تحسينه بالفعل.
■ ألم تفكر بالعودة للسينما؟
ـــ السينما الحالية ليست مناسبة لى فأنا لا أستطيع تقديم الأكشن الأمريكى أو الأعمال الشعبية، فأعتقد أنها ليست مكانى الحالى، ولكن إذا وجدت دورًا مناسبًا لى ويضيف فلم لا.
■ وماذا عن مسرحية «دنيا حبيبتى»؟
ـــ انتهى مواسم عرضها تمامًا وأبحث حاليًا عن مشروع مسرحى جديد.