السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قوات هادى على بعد مائة كيلو متر من صنعاء

قوات هادى على بعد مائة كيلو متر من صنعاء
قوات هادى على بعد مائة كيلو متر من صنعاء




صنعاء - وكالات الأنباء
بعد السيطرة على مناطق واسعة من جنوب البلاد، باتت قوات الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى المدعومة من قبل التحالف العربى بقيادة السعودية على بعد 100 كم من العاصمة الشمالية صنعاء، حسب مصادر عسكرية.
وفيما تتابع قوات هادى الضغط شمالا باتجاه صنعاء، قالت مصادر عسكرية متطابقة لموقع «دويتشه فيلا» أن هذه القوات تصعد عملياتها فى محافظة آب جنوب صنعاء، وقد سيطرت أيضا على منطقة عتمة التابعة لمحافظة ذمار الملاصقة لمحافظة صنعاء، وتقع عتمة على بعد حوالى مائة كيلومتر فقط جنوب العاصمة.
يذكر أن قوات هادى المدعومة جوا وبرا من قوات التحالف والتى تقاتل بأسلحة حديثة زودتها بها دول التحالف، حققت سلسلة انجازات خلال الأيام الأخيرة، وطردت يوم أمس الاثنين الحوثيين وحلفاءهم من آخر معاقلهم فى محافظة أبين الجنوبية. وما زالت محافظة شبوة الصحراوية هى المنطقة الوحيدة التى يسيطر عليها الحوثيون بين محافظات الجنوب اليمنى.
وأفادت مصادر محلية أن محافظ شبوة على العولقى الذى عينه الحوثيون فر من المنطقة إلى وجهة مجهولة فيما أكد سكان أن الحوثيين يزرعون الألغام الأرضية فى المواقع المهمة فى المحافظة.
ويأتى هذا التقدم غداة إعلان السلطات اليمنية عن تحرير محافظة أبين، فى استكمال للانتصارات التى حققتها القوات الشرعية، بدعم من التحالف العربي، وأثمرت أيضا عن استعادة محافظات عدن ولحج والضالع.
وفى الوقت نفسه، وصلت قوات المقاومة إلى مكيراس بمحافظة البيضاء وسط اليمن، وستبدأ عملية تحرير مدينة البيضاء وشبوة من الحوثيين وقوات صالح فى الأيام القادمة.
وتضع القوات الموالية للشرعية فى اليمن على رأس أولوياتها تحرير العاصمة صنعاء لتكريس هزيمة الميليشيات المتمردة، متسلحة بالانتصارات التى حققتها فى جنوب البلاد، بعد أن نجحت فى استعادة معظم المحافظات الجنوبية.
وبعد أقل من أسبوعين على إعلان رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء محمد المقدشي، قرب دحر الميليشيات من صنعاء، تؤكد الخريطة العسكرية فى الجنوب على نجاح القوات الشرعية فى تضييق الخناق على المتمردين فى صنعاء.
ولاستعادة صنعاء وإعادتها إلى حضن الشرعية، وبالتالى كسر شوكة ميليشيات صالح والحوثى المتمردة فى شمال البلاد، يشدد مراقبون على أهمية استكمال عملية تحرير جميع مناطق الجنوب، خاصة محافظات شبوة وتعز وإب.
ويرى المراقبون أن معركة تعز، التى تشهد فى الوقت الراهن مواجهات ضارية، تظل الحاسمة بالنسبة للقضاء على التمرد، فالمحافظة تقع جغرافيا فى الشمال، أو ما كان يسمى قبل الوحدة مع الجنوب عام 1990 الجمهورية العربية اليمنية، وبالتالى فإن سيطرة القوات الشرعية على تعز، إما عن طريق الحسم العسكرى، أو إجبار الميليشيات على الانسحاب، تسقط من يد الانقلابيين «ورقة الشمال»، وتضعف موقفهم فى بقية المناطق الشمالية وتساعد فى التقدم إلى صنعاء.
وفى حين تمكّن عملية تحرير تعز والحديدة القوات الشرعية من السيطرة على غرب اليمن، فإن استعادة محافظة شبوة ستمهد لها السيطرة على المناطق الشرقية الممتدة من أبين إلى مأرب، وبالتالى تحقيق اختراق فى رقعة انتشار المتمردين.
وفى موازاة التقدم، الذى غير خريطة الواقع الميدانى لصالح القوات الشرعية، يعد تصاعد حالة التذمر بين سكان صنعاء عاملا آخر من شأنه تسهيل عملية تحرير المنطقة، خاصة إن اقترن بنجاح الحكومة فى استمالة القبائل المنتشرة بمحيط العاصمة.
فانتهاكات المتمردين وتدهور الحالة الاقتصادية الناجم عن العملية الانقلابية منذ مارس الماضي، أثار غضب المدنيين ودفعهم للتطلع إلى عودة الشرعية، مما يشير إلى أن الميليشيات باتت مهددة فى معاقلها من الداخل.
وعودة صنعاء للشرعية، بحسب مراقبين، يعتمد على طبيعة التفاهمات مع الأطراف القبلية والاجتماعية التى تحيط بالعاصمة، خاصة أن المحيط القبلى يشكل خزانا بشريا للأجهزة الأمنية وقوات الجيش.
واستمالة القبائل من شأنه تجريد المتمردين من أحد أبرز عوامل الدعم، مما يسرع عملية تحرير العاصمة وبسط سلطة الدولة عليها، من دون الدخول فى قتال ضار ومواجهات دامية وتجنيب المدينة الدمار.