الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«فرط الحركة» مرض يقتل «خفة دم» الأطفال

«فرط الحركة» مرض يقتل «خفة دم» الأطفال
«فرط الحركة» مرض يقتل «خفة دم» الأطفال




تحقيق: علياء أبوشهبة - نهى عابدين
4 من كل 70 طفلا يصابون بمرض فرط الحركة ونقص الانتباه، ويوجد 8 مراكز حكومية فقط فى مصر تستقبل وتعالج المرضى مقابل مئات المراكز الخاصة التى تستنزف الأسر ماديا، بجانب قلة الوعى بالمرض، ما يدفع بالأطفال إلى التعرض للكثير من العنف، وهو ما رصده التحقيق التالى:

دكتورة هبة محمد صبرى - مدير عيادة الطب النفسى للأطفال بمستشفى العباسية للصحة النفسية - أوضحت أن معدل الإصابة بمرض «اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية يتراوح بين 3 و 5% من الأطفال، وتزداد النسبة أحيانا بين 10 و 12%، بمعنى أنه فى المتوسط فى كل فصل دراسى به 70 طالبًا يوجد 4 أطفال مصابين بالمرض، وأبرز أعراضه النسيان و عدم التركيز.
ويظهر المرض بداية مرحلة الطفولة ويتم اكتشافه عادة فى بداية سن دخول المدرسة، لأن فى هذه المرحلة تبدأ الأسر فى البحث عن سبب تأخر أبنائهم الدراسي، مؤكدة على وجود 8 وحدات حكومية للطب النفسى متخصصة فى معالجة هذا المرض، وسعر الجلسة العلاجية الواحدة 10.5 جنيه، والاختبار النفسى 30 جنيها، وهذه الوحدات تابعة لوزارة الصحة فى العباسية وحلوان وبنها وبنى سويف وأسيوط والخانكة والإسكندرية وبورسعيد، والبديل هو المراكز الخاصة، وتتفاوت أسعارها وهى فى الغالب جمعيات خاضعة لإشراف وزارة التضامن وتبدأ من 50 جنيها مقابل الجلسة وتصل حتى 250 جنيها، وبعض المدارس تقدم تدريبًا شهريًا يصل المقابل إلى 4 ألاف جنيه، وذلك فى مدارس فى مناطق المقطم والتجمع الخامس، وتقدم مراكز التأهيل خدماتها إلى المعاقين، وهو ما يجعل كثيرًا من الأسر تتخوف من التردد عليها لعدم قبولهم الاعتراف بمشكلة أبنائهم.
«مازن» طفل لم يتخط عامه العاشر، ويجد صعوبة فى فهم سبب غضب والدته الدائم منه، وعقاب والده المستمر له والذى يتنوع ما بين الضرب والسب، وهو ما زاد مع دخوله المدرسة، السبب الوحيد الذى يعتقد «مازن» أنه سبب لعقابه هو اللعب، فهو يحب الجرى والقفز ويكره المدرسة، لأنه يعاقب باستمرار..والدة مازن قالت: إنها هى الأخرى تعانى منذ العام الأول لولادة ابنها، بسبب الاتهامات الدائمة لها بالافراط فى تدليل ابنها،حيرة والدة مازن التى تشاركها فيها آلاف السيدات، انتهت عندما عرفت حقيقة مرض ابنها بعد أن أرشدتها إحدى السيدات إلى الذهاب لوحدة الصحة النفسية للأطفال فى مستشفى العباسية للصحة النفسية، ، وأكدت على استجابة ابنها للبرامج العلاجية وجلسات التأهيل، إضافة إلى العلاج الدوائى ما جعله أكثر هدوءا، وزادت قدرته على التركيز، كما تحسن مستوى التحصيل الدراسى نتيجة مشاركة معلمته فى المدرسة فى برنامج التأهيل.. أما والدة الطفل «أبانوب» وجدت ضالتها المفقودة عندما عرفت الطريق لمعرفة حالة ابنها وعلاجه، لتؤكد لزوجها وكل المحيطين بها أن ابنها مريض، فهى تقول إنها لم تنل القسط الوافر من التعليم، لكنها لديها المثابرة والحافز لتجعل أبنائها فى وضع أفضل منها.
نفس المعاناة من تدنى مستوى الخدمات التعليمية فى إحدى الجمعيات فى شبرا الخيمة عانت منها والدة الطفل «سيف» الذى اكتشفت تعرضه للضرب فى الجمعية وجاء رد مدير الجمعية بأن أحد الأطفال المصابين بإعاقة «داون» أى الإعاقة الذهنية ضرب ابنها، ما دفعها إلى الاستعانة بأخصائيين التأهيل المنزليين، وهو ما كانت عواقبه أسوأ بكثير، ولم تتقدم حالة ابنها، حتى وجدت ضالتها فى جمعية للتأهيل فى مدينة نصر، وتتحمل المسافة الطويلة من أجل تقدم حالة ابنها، وتحرص على اكمال برامج التأهيل فى المنزل..مرض فرط الحركة لم يعرف سببه حتى الآن على مستوى العالم هذا ما أكده «ثروت على» أخصائى تأهيل نفسى وتخاطب، موضحا أن كل ما يقوم به الأطباء هو علاج الطفل عن طريق المهدئات و لكنها لا يفضل اللجوء إليها سوى فى الحالات الشديدة، والعلاج الأنسب يكون من خلال تدريب الطفل واستغلال طاقته الزائدة فى أعمال مفيدة وتمرينه على الجلوس لفترة طويلة تصل للساعة متواصلة وتأهيل أسرته للتعامل السليم معه..وعن أبرز المشاكل التى تواجه الأهالى هو رفض المدارس لأطفالهم لعدم وجود معرفة بالمرض، علاوة على رفض بعض الأمهات والآباء الاعتراف بمرض طفلهم ويتعاملون معه على أنه طفل طبيعى ولا يفكرون فى علاجه مما يزيد من المرض.