غموض مستقبل «الجماعة الإسلامية»
محمود محرم
كتب ـ محمود محرم
أثارت وفاة عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية جدلاً كبيرًا بين قيادات الجماعة حيث أكد منشقون عن الجماعة الإسلامية، أن القيادات الحالية للجماعة تقودها إلى الهاوية من خلال الانقلاب على مبادرة وقف العنف واستخدام السلاح فى مواجهة الدولة.
وقال عوض الحطاب القيادى المنشق عن الجماعة إن مجلس الشورى الحالى بقيادة أسامة حافظ لن يقدم أى جديد للجماعة من حيث تحالفها مع جماعة الإخوان الإرهابية بسبب دعم قيادات الجماعة بالخارج له وأن الجماعة تسير إلى الهاوية والجمود بسرعة كبيرة.
وأشار الحطاب إلى أن القيادة الحالية انقلبت على مبادرة وقف العنف التى كانت تقضى بعدم الخروج على الحاكم المسلم وحرمة الدماء وصارت الآن تحل الخروج على الحاكم واستحلال الدماء.
وأضاف الحطاب: إن الجماعة ستلجأ إلى العنف وسبق وأن أعلن الزمر كفره بالصندوق، كما أن عاصم عبدالماجد أعلن من على منصة رابعة استخدام العنف وكذلك صفوت عبدالغنى الذى أكد أن الجماعة فى ظل حكم الإخوان كانت تعمل على حفظ الهاوية الإسلامية وكلها مبررات عكس ما أقرته مبادرة وقف العنف، وتابع أسامة حافظ الذى تولى إمارة الجماعة أفرج عنه عام 1994 ورفض مبادرة وقف العنف مؤكدًا أن القادة الحاليين هم قتلة ومجموعة دموية.
وعن دعوة الزمر إلى المشاركة بالانتخابات أكد الحطاب أن الزمر متلون ويوزع ادواره بين طارق الزمر وأسامة حافظ ويعتمد على السذج فى القرى والعشوائيات، مشيرًا إلى أنهم لن يخوضوا الانتخابات ولكنها مجرد تصريحات الهدف منها الإفراج عن باقى أعضاء الجماعة.
وقال فؤاد الدواليبى مؤسس جبهة اصلاح الجماعة الإسلامية: إن الاوضاع كما هى وليس هناك من جديد فالوضع مجمد على ذلك، مشيرًا إلى أن وضع الشيخ أسامة حافظ كوضع سابقه الشيخ دربالة وعلى العكس نسمع عن مبادرات مختلفة سواء من طارق الزمر أو غيره تصب فى النهاية فى خانة التنازلات تلو الأخرى والذى يثبت يومًا بعد يوم سلامة رؤيانا وصدق توجهنا.
وقال محمد توفيق القيادى المنشق عن الجماعة الاسلامية: إن هناك شبابًا من الجماعة أعلنوا تبنيهم العنف خاصة بعد وفاة دربالة واستغل قادة الجماعة الهاربون فى الخارج مثل طارق الزمر وعاصم عبدالماجد هذا الأمر وبرروا للشباب بحمل السلاح والدخول فى مواجهات مع الدولة.
وأضاف توفيق: مستقبل الجماعة فى خطر لسيطرة القيادات الهاربة والمقربة من الإخوان على الجماعة، مشيرًا إلى أن وفاة دربالة خسارة كبيرة للجماعة الإسلامية كونه أحد أهم قياداتها التاريخية المعروفة ورغم الخلاف بينه وبين القيادات الإصلاحية على رأسهم كرم زهدى وناجح إبراهيم إلا أنه كان الأقرب للحوار معهم ومواءمة المواقف للتقارب مع وجهات نظرهم، بالمقارنة بقيادات الجماعة الحاليين الآخرين أمثال رفاعى طه وعاصم عبد الغنى وصفوت عبدالغنى.
ومن جانبه أكد ماهر فرغلى الباحث الإسلامى أن وفاة دربالة وضعت الجماعة على مفترق الطرق والخوف الآن هو أن تسقط الجماعة كليًا بعد رحيل عصام دربالة وسيطرة أمثال عاصم عبدالماجد وطارق الزمر، ورفاعى طه، وممدوح على يوسف، قائد الجناح العسكرى السابق على الجماعة إلى الأبد خاصة أن القائد المؤقت الحالى أسامة حافظ، أضعف بكثير من دربالة، والقيادات الحالية فى الداخل هم أشد وطأة عليه، كما أن نفوذ قيادات الخارج الهاربة، وتحكمها فى التمويل، مع اعتزال ناجح وكرم زهدى، واكتفائهما بالتوجيه الفكرى، سيؤثر بالطبع على مواقف الجماعة.
وأشار فرغلى إلى أن الجماعة ستتجه ناحية التقوقع، وليس ناحية العنف، لأن عناصر قوة التنظيم وهى القدرة على التمويل، والقدرة على تحريك الجماهير، والقدرة على ضم العناصر الجديدة، لا تتمتع بها، كما أنها فقدت باقيها عقب وفاة دربالة وتشتت التنظيم، وتابع مسارات العنف المسلح فى الجماعة تبدأ فى الأغلب من ردود الأفعال ثم البحث عن الأدلة الفقهية على هذه الردود، وبعدها تغيير هيكلة التنظيم وسيطرة التيار المتشدد عليه، ثم طرد القيادات المعتدلة، وبعدها استخدام السلاح وهذا تم بالفعل داخل الجماعة فى عهد دربالة.
وأضاف فرغلى: إن قيادات الخارج ومن على شاكلتهم استغلوا وفاة دربالة بالتحريض على الدولة بأنها قتلته، تاجرت بدمه لشحن الشباب وتعبئتهم بمزيد من الكراهية والحض على العنف ضد الدولة ومؤسساتها.
وأكد فرغلى أن حافظ سيعمل على إبقاء الحال على ما هو عليه، حتى يخرج صفوت عبدالغنى من السجون ليقود التنظيم بنفس طريقة دربالة لأنه كان يمسك بكل مفاصل التنظيم والأهم هو صلته بممولى الجماعة الذين يوجد أغلبهم فى دول الخليج ويعاونه علاء أبوالنصر.