السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صراع الملالى فى طالبان

صراع الملالى فى طالبان
صراع الملالى فى طالبان




تحليل إخبارى  - ابتهال مخلوف


مع إعلان تنظيم طالبان والحكومة الأفغانية مؤخرًا موت زعيم حركة طالبان فى أفغانستان الملا عمر، بدا يطفو على السطح صراع خطير داخل الحركة على خليفة «أمير المؤمنين» قد ينعكس على موازين القوى فى بقعة ساخنة من العالم، فالقوى الإقليمية منها من سوف يحصد الأشواك ومن سيجنى الثمار.
عقب وفاة الملا عمر سارعت طالبان للإعلان عن اختيار أختر منصور خليفة الملا عمر لزعامة «طالبان» وهو فى الأربعينات من عمره ينظر له الغرب على أنه حامل لواء الوسطية والحداثة فى الحركة، يعد من أبرز دعاة مفاوضات السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية ويذكر أنه تولى قيادة مكتب الحركة بالعاصمة القطرية الدوحة التى استضافت محادثات السلام.
والسؤال هو: هل يحمل التطور الاخير فى طياته بذور نهاية طالبان وبروز نفوذ تنظيم داعش؟ خاصة أن الملا الجديد من مناهضى داعش وهو من اطلق عددًا من التحذيرات لداعش بعد إعلانها قيام «دولة الخلافة الإسلامية» وأن زعيمه أبوبكر البغدادى هو خليفة كل المسلمين.
ورغم أن طالبان وداعش تنظيمان سنيان إلا أن سعى داعش إلى الاستحواذ على النفوذ الددينى لتنظيم القاعدة وحركة طالبان يجعل منهما أعداء ألداء.
فهل سيسعى تنظيم داعش إلى الاستفادة على الأرض من حالة الانقسام فى طالبان على الزعامة الجديدة؟ أكد تحليل إخبارى لصحيفة الجارديان البريطانية أنه ليس هناك مجال للشك أن داعش سوف تستفيد من أزمة طالبان الداخلية
بالنسبة لتنظيم القاعدة، أثار المراقبون علامات استفهام عن سبب عدم إختيار زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى خلفًا للملا عمر، خاصة للرباط التاريخى الوثيق بين الحركتين منذ الجهاد ضد الاحتلال السوفيتى لأفغانستان فى ثمانينيات القرن الماضى، وما تبعه من سقوط كابول فى أيدى طالبان عام 1996.
بل وينظر للبعض إلى القاعدة أنها السبب الرئيسى فى سقوط كابول مرة أخرى فى يد الأمريكيين عقب هجمات 11 سبتمبر بأمريكا.
المفزع فى الأمر ، ما جاء فى دراسة لدورية «فورين آفيرز» بعنوان «عدو إيران عدوًا لأفغانستان: علاقات طهران المتنامية مع طالبان» أن هناك شواهد على أن إيران تدرب وتجند مقاتلين من طالبان، منها  ما أعلنته قوات حلف شمال الأطلنطى «الناتو» بأفغانستان أنها احتجزت فى عامى 2007 و2011 سفن إيرانية محملة بأسلحة نوعية متطورة وبكميات كبيرة فى طريقها لحركة طالبان.
الصورة الواضحة عن الموقف الإيرانى أن طهران بتسليحها طالبان تستهدف مواجهة النفوذ الأمريكى فى المنطقة وخطر داعش المتصاعد.
ويبدو أن باكستان سوف تمارس نفوذًا أكبر فى المنطقة فى مرحلة ما بعد الملا عمر، خاصة أن الملا منصور يرتبط بعلاقات قوية مع باكستان إلى الحد الذى قال فيه أحد قادة الحركة: «انتصرت باكستان» عقب اختيار الملا منصور، الذى يعتبر  من المقربين لإسلام أباد ويدعم عملية السلام التى ترعاها ما بين طالبان والحكومة الأفغانية والغرب.
ويبرهن على ذلك أن الملا منصور اختار الملا هيبة الله أخوندزاده، الوجيه الدينى المرتبط بعلاقات مع المخابرات الباكستانية وسراج الدين حقانى، الزعيم الشهير لشبكة حقانى، والمعروف بقربه من تنظيم القاعدة ومن باكستان ليكونا نائبيه.
بالنسبة للعامل الداخلى يواجه الملا منصور رفضًا من بعض القادة العسكريين وأبرزهم يعقوب ابن الملا عمر. وشقيقه عبدالمنان، وأعلنتها عائلة زعيم طالبان السابق صراحة أنها ترغب فى أن يكون لها دور فى اختيار الملا الجديد عبر مجلس من الحكماء يضم علماء الدين وقادة الجيش
ولم يكن مجلس شورى طالبان بكامل هيئته فى مدينة كيوتا الباكستانية حين تم اختيار الملا منصور، فهل ذلك يعد مؤشرًا على أن عنوان المرحلة المقبلة من تاريخ الحركة هو السلام مع الحكومة الأفغانية – وهو ما يرعاه الملا الجديد - بما يحمله من تنازلات ومصالح وذوبان لهوية طالبان. وعلى ما يبدو أن بذور الانشقاق تنمو سريعًا فى أحشاء طالبان حيث أعلن جلال الدين حقانى (70 عامًا) زعيم حركة حقانى المؤيدة لطالبان تأييده للملا منصور، بل أن الأخير اختار سراج الدين نجل حقانى نائبًا له.